مباحثات سورية - فرنسية ووفـود برلمانية أميركيـة إلى دمشـق
أكد مبعوث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فيليب ماريني، خلال لقائه الرئيس بشار الأسد، في دمشق أمس، أن استمرار التنسيق بين دمشق وباريس يسهم في إيجاد الحلول للقضايا العالقة في المنطقة، فيما قالت مصادر دبلوماسية أن ثلاثة وفود برلمانية أميركية، احدها برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي هوارد بيرمان، ستزور دمشق في شباط المقبل في بادرة قد تترك أثرا إيجابيا على تطور العلاقات بين البلدين.
وذكرت وكالة (سانا) أن الأسد وماريني، رئيس جمعية الصداقة البرلمانية السورية الفرنسية، استعرضا »التعاون البناء بين البلدين الصديقين بشأن الأوضاع في المنطقة، حيث عبر مبعوث الرئيس الفرنسي عن رغبة فرنسا بالتعاون مع سوريا لما فيه خير واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن استمرار التنسيق بين الجانبين يسهم في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا العالقة نظرا للدور المحوري لسوريا في الشرق الأوسط ولفرنسا في الاتحاد الأوروبي«.
كما »تناول اللقاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني الأعزل واستمرار إسرائيل في إحكام الحصار وإغلاق المعابر هناك وواجب أوروبا والعالم في اتخاذ موقف من هذه الجرائم، والعمل على فك الحصار وفتح المعابر بما يسمح للشعب الفلسطيني بأن يمارس حقه في الحياة«.
وفي هذا السياق، نفت مصادر دبلوماسية فرنسية أن يكون لزيارة ماريني أية علاقة بملف العلاقات اللبنانية ـ السورية، موضحة أن زيارته كما هي في كل مرة لبحث العلاقات الثنائية والملفات في المنطقة، مشددة على أن ما نشر عار عن الصحة ويخص لبنان وسوريا.
كما بحث رئيس مجلس الشعب محمود الابرش مع ماريني »سبل تطوير العلاقات البرلمانية الثنائية والارتقاء بها«.
وقالت مصادر دبلوماسية إن وفدا برلمانيا أميركيا يترأسه بيرمان سيزور دمشق في شباط المقبل، في خطوة رأت أنها قد تمهد الطريق لتحسين العلاقات مع سوريا بعد تسلم الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه.
وقالت المصادر إن الوفد الذي يترأسه بيرمان سيكون أحد ثلاثة وفود برلمانية أميركية ستزور دمشق خلال الفترة الممتدة بين ١٠ و٢٠ شباط المقبل، إلا أن أهمها سيكون الوفد الذي يضم بيرمان باعتبار أن هذه اللجنة هي التي سمحت بتبني قانون محاسبة سوريا منذ أعوام في فترة إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
وترى المصادر أن زيارة من هذا النوع من الوفود يمكن أن تكون مهمة جدا في سياق الإعداد لعلاقات أفضل بين دمشق وواشنطن خصوصا على المستوى التشريعي.
ويسبق زيارة بيرمان إلى دمشق وفد يرأسه عضو الكونغرس الأميركي آدم سميث يرافقه ستة برلمانيين من لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، ويليه وفد آخر برئاسة العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بنجامين كاردن. يذكر أن الوفود الثلاثة وهي من الديموقراطيين فضلت أن تكون زيارتها إلى دمشق بعد تنصيب أوباما رئيسا، وذلك كمؤشر على اختلاف المزاج القائم في واشنطن اتجاه سوريا.
واعتبرت المصادر أنه من المبكر الحديث عن الأسلوب الذي ستسلكه إدارة أوباما، مشيرة إلى أن ثمة تركيزا على موضوع غزة حاليا، إلا أن العمل المعمق سيكون في موضوع السلام العربي الإسرائيلي وهو ما سيتطلب إعدادا طويلا.
وكان الأسد استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وأعضاء المكتب، أمس الأول، »مهنئا الشعب الفلسطيني بالنصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة«، مؤكدا أن »فشل إسرائيل في تحقيق أهداف عدوانها على القطاع رغم لجوئها إلى استباحة كل القطاع بأشد الأسلحة فتكا ما هو إلا دليل على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الثابتة في أرضه ودياره وإيمانه العميق بانتصاره الحتمي على الاحتلال والعدوان«.
ونقلت »سانا« عن »أعضاء وفد حماس إعرابهم عن تقديرهم العالي لسوريا قيادة وشعبا لتكريس جهودها على جميع الصعد لدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة خلال فترة العدوان وبعده«. وأضاف الوفد أن »الجولة التي سيقوم بها على بعض الدول لشكرها على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني خلال فترة العدوان بدأت بسوريا تقديرا لدورها الكبير في تحقيق النصر في غزة«.
وأعلنت حماس، في بيان، أن »مشعل عبر عن خالص الشكر والعرفان باسم حركة حماس والشعب الفلسطيني للشعب السوري وقيادته على وقفتهم الفاعلة ضد العدوان الغاشم«، معتبرا »أن سوريا شريكة في الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني«.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد