الأسد: فك الحصار عن غزة هو المفتاح لاستمرار الصمود
في الآتي كلمة الرئيس بشار الأسد أمام «قمة غزة الطارئة» في الدوحة:
بصعوبة اجتمع عقد هذه القمة، فالتحية لكل من أعطى المناسبة قدراً، والتحية لمن سعى وهيأ الظروف، وكل التحية من قبلُ ومن بعدُ لصمود الشعب في غزة ولكل المقاومين ضد الاحتلال.
قمتنا هذه، على صعوبة عقدها، وكان الأمل ألا يتخلف عنها احد، تأتي لتعبر لشعوبنا وللعالم أننا مع أنفسنا لا مع أعدائنا. مع شعوبنا وضد الاحتلال. مع الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، وقبل كل ذلك مع الأبطال المقاومين في كل مكان.
في هذه اللحظات العصيبة تبدو مسؤوليتنا كقادة عرب جسيمة في تقديم إجابة جادة وحاسمة عن التساؤلات الحائرة في ذهن كل مواطن عربي، وهي كيف ننقذ شعبنا الفلسطيني من براثن هذه الوحشية المتجبرة... كيف يمكن لنا كأمة عربية أن نقدم الرد المناسب على جرائم الاحتلال ونحن نرى جثث الأطفال وأشلاءهم تتناثر في كل مكان ونلمح في عيون من بقي منهم حياً ملامح الذعر التي تختلط بالرجاء في أن تمتد إليهم يد جسورة تنقذهم من مصيرهم المحتوم بعد أن افتقدوا الأمان في غزة المنكوبة الباسلة.
كيف يمكن أن نفعل كل ذلك في وقت لم نتمكن من عقد قمتنا قبل مرور أكثر من عشرين يوماً على المجزرة لاعتبارات ليست خافية على أحد. هل من الممكن أن نعزل مشاعرنا عن مشاعر الملايين الذين يؤرقهم الألم لمعاناة إخوانهم والذين يحدوهم الأمل في أن نقوم بواجب التضامن الفعلي لنصرة أشقائهم في غزة... وهل يمكن أن نكون على صواب عندما تكون قراءاتنا وتقديراتنا في وادٍ ومشاعر شعوبنا في وادٍ آخر.
ولكن وفي كل الأحوال أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً، وهذا ينطبق على قمتنا هذه، فبالرغم من الغضب الشعبي لتأخر انعقادها، وبالرغم من الآمال الواقعية وغير المبالغ بها التي يضعها الشعب العربي للقمم العربية والتي تتناسب مع واقعنا العربي الرسمي، والذي لا يخفى على أحد، والذي يناقض إلى حد كبير الحالة الشعبية الموحدة في تجاوبها مع التحديات المختلفة التي واجهتنا في السنوات الماضية، فإن انعقاد هذه القمة الطارئة بقي مطلباً شعبياً ملحاً من قبل الغالبية العظمى من المواطنين على امتداد الساحة العربية، والتي نراها اليوم في أوج تفاعلها وغضبها تجاه قبح إسرائيل جنباً إلى جنب مع الساحات الإسلامية والدولية.
وإذا كان من البديهي، ومن الواجب، أن نحمل المشاعر نفسها فالحري بنا كمسؤولين أن نكون في المقدمة، وذلك من خلال تحويل هذه المشاعر إلى عمل واتخاذ قرارات تنتج أفعالاً.
لقد كنا في قمم سابقة نتحدث عن مخططات وضعت، أما اليوم فنتحدث عن مخططات تطبق. كنا نحذر من الاقتراب من دائرة الخطر، أما اليوم فالمحرقة لم تبدأ فحسب بل هي في طريقها للانتقال إلى المراحل التالية، والتي ستشملنا جميعاً كعرب أن لم نخمدها الآن. والرسائل التي تردنا من الجماهير العربية عبر ردة فعل غير مسبوقة تحتم علينا الاستجابة لها بجدية مطلقة، فهي تختلف عن سابقاتها من الرسائل من خلال قراءة عنوانها الذي يقول لنا، سيروا معنا لا تسايرونا. ومن خلال فهم مضمونها الذي يعلن أن مصير غزة هو ليس مصير أهلها فقط بل هو مصيرنا جميعاً، وأن معركتها هي معركة كل مواطن عربي.
من هنا يأتي مضمون مؤتمرنا اليوم والذي يهدف للوقوف إلى جانب غزة وليس للبحث عن تسويات على حسابها بهدف إرضاء إسرائيل أو من يقف معها. ومن يحدد المعايير التي تميز بين الأولى والثانية هم أهلها ومقاوموها، فهم أصحاب القرار ودورنا هو أن نقف معهم من دون تردد في كل ما يدعم صمودهم ويخفف معاناتهم ويؤدي للحل الذي يضمن أمنهم وكرامتهم.
وإذا كان المنطلق لما سنقرره اليوم مبنياً على وقوفنا إلى جانب أهلنا في غزة في وجه المحرقة النازية الإسرائيلية الجديدة، بالإضافة إلى قناعتنا بعدالة القضية الفلسطينية وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فإن هذا لا يكتمل من دون فهمنا لجوهر المشكلة التي لا تكمن فقط في الاحتلال بحد ذاته، بل بنوعية وطبيعة العدو الذي نواجهه بناء على عقود من التجارب المختلفة معه، والتي تراوحت بين الحروب ومحاولات السلام الفاشلة. فهذا العدو الذي بنى وجوده على المجازر وكرس استمراره على الاغتصاب والتدمير ورسم مستقبله على الإبادة الجماعية، هو عدو لا يتحدث سوى لغة الدم، وبالتالي فهو لا يفهم سوى لغة الدم، والدماء العربية التي سالت منذ قيام إسرائيل، كانت بالنسبة لأربابها هي الوقود الضروري لآلتهم في مراحل قيام الدولة اليهودية الصافية، والتي لا يمكن أن تصبح قريبة المنال إلا إذا اكتملت عملية تهجير غير اليهود خارج فلسطين أو إبادة من يتبقى منهم فيها، وبالتالي فإن ما يحصل في غزة ليس مجرد رد على صواريخ. ولو لم توجد الصواريخ لأوجدوها وأطلقوها لكي يجدوا المبرر. وإنما هو حلقة في سلسلة طويلة تهدف للوصول إلى فلسطين التي تخيلوها أو ادّعوها أرضا من دون شعب بعد أن تقوم دول أخرى بتوطينهم أو بإيجاد وطن بديل لهم. لذلك فإن لم نقرأ الأسباب جيداً، فلا يمكن أن ننتج سوى حلول ناقصة ومؤقتة أي سريعة الانهيار.
لذلك كانت عملية السلام بالنسبة لنا مجرد محاولات لم تتطور لتصل إلى عملية سلام حقيقية، لأن الإسرائيليين يعانون من رهاب حقيقي تجاه السلام، ولأنه لا يمكن لصناع الجريمة أن يبرعوا في صناعة السلام. كما أنه ليس من عادة السارق أن يعيد ما سرقه طوعاً. أي أنهم لا يعيدون الحقوق إلا إذا أجبروا على ذلك. وهذا هو جوهر المقاومة الذي فهمه المقاومون جيداً، فأصبحت مقاومتهم هي الطريق إلى السلام الذي يأتي من خلال عودة الحقوق والتي نستعيدها من عدو لا يفهم سوى لغة القوة.
هنا يكمن الفرق بين المقاومة والإرهاب. الأول عربي والثاني إسرائيلي. الأول يريد السلام والثاني يريد الحرب. الأول أجبر على القتال دفاعاً عن حقوقه والثاني بني على القتل والاعتداء على الآخرين. وهنا تحديداً يأتي الجواب واضحاً على التساؤلات حول كيف يمكن لمن يريد أن يحقق السلام أن يدعم المقاومة... وكان المقصود بهذا السؤال سوريا تحديداً. لن نجيب فقط بأن نقول إن المقاومة أصبحت عنصراً أساسياً من عناصر السلام، بل نرد بجواب معاكس، كيف يمكن لمن يريد تحقيق السلام ألا يدعم المقاومة... وهنا يكمن الفرق بين السلام والاستسلام، فالسلام من دون مقاومة مع عدو غاشم ومجرم سوف يؤدي حتما للاستسلام.
هذه الصورة السريعة لبعض العناوين التي تحكم الصراع العربي الإسرائيلي هي التي تحدد اتجاهات الحلول الممكنة للقضية الكبرى أو لتفرعاتها ونتائجها، وما يحصل في غزة اليوم هو واحد من تفرعاتها ومن نتائجها، والتعامل مع النتيجة يفترض التعامل مع السبب من أجل ضمان النجاح... إذ لا يخفى على أحد أن إسرائيل أرادت لعدوانها على غزة أن يكون نقطة فاصلة في تاريخ صراعها مع العرب، وكأنها أرادت عبر محاولاتها كسر إرادة الفلسطينيين أن تخلق واقعاً جديداً وتاريخاً جديداً تؤرخ معه للأحداث بقبل غزة وبعدها، أرادت أن تحقق إنجازاً يغير معادلات الصراع الجديدة مع العرب والفلسطينيين التي أوجدتها المقاومة، خاصة بعد أن حققت المقاومة الوطنية انتصارها في لبنان، وبعد أن اشتد ساعد المقاومة في فلسطين، وبعد أن بدأت تنتشر ثقافة المقاومة في وجدان المواطن العربي.
إن ما يبدو جلياً وواضحاً بأن إسرائيل لم تتعلم من دروس التاريخ، وهذا بديهي لأن من لا يملك الأرض لا يملك التاريخ، ومن ليس له تاريخ ليس له ذاكرة، وهي التي بنت الكثير من خططها ومخططاتها على أساس أن الزمن والإعلام المتصهين ومن معه، والإحباطات المتكررة كفيلة بتغيير نظرة الأجيال العربية المقبلة تجاه إسرائيل. وبالتالي خضوعهم لأهدافها وتقبلهم لأساليبها، وما يعنيه ذلك من تنازل عن الأرض والسيادة والكرامة والتحول من ثم إلى عبيد يعملون في خدمة مصالحها وتنفيذاً لرغباتها عن رضى وقناعة.
ولكن هل سارت الأمور بهذا المنحى. بنظرة سريعة لسياق الأحداث منذ اغتصاب فلسطين نلاحظ نهضة تدريجية ووعياً متنامياً لدى الشعب العربي تجاه قضاياه، وتصميماً أشد لدى الأجيال الشابة على عدم الوقوع في أخطاء البعض ممن سبقهم. فلا تهاون ولا تساهل. لا تنازل ولا تخاذل. فسلام الأقوياء لا يعطى للضعفاء، وسلام الشجعان لا يمنح للجبناء، والسلام الذي لا يعطى ينتزع، والحق الذي يغتصب يحرر وهذا يعني بأن الزمن الذي راهنوا عليه خذلهم كما خذلتهم آلتهم العسكرية الضخمة في لبنان، وكما تخذلهم اليوم في غزة، بغض النظر عن حجم التدمير وبغض النظر عن مقدار الإجرام. فهذا ليس بطولة، فما نقصده هو الإرادة. هذه الإرادة هي التي حولت فكرة التوسع الإسرائيلي الذي يمتد حتى أبعد حذاء لجندي إسرائيلي على الأرض إلى انكماش بدأ في لبنان وتبعه في غزة، ولاحقا سيكون في الضفة والجولان، وهي أي الإرادة، هي التي عكست فكرة الهجرة عند الفلسطينيين إلى تجذر وثبات في الأرض.
ولذلك لم يبق خيار أمام الإسرائيليين سوى الخضوع للسلام الذي يجب الخضوع لمتطلباته، والذي لا يمكن أن يتحقق طالما بقي عنوان التفاخر في إسرائيل هو من يلطخ يديه أكثر بدماء العرب، وهذا الخيار لا نراه الآن ولن نراه في الغد حتى نغيره بإرادتنا في غياب إرادتهم، وهذا السلام الكبير يبدأ اليوم من غزة الصغيرة بمساحتها الكبيرة، بمقاومتها العظيمة بصمودها. هذا السلام يبدأ بوقف العدوان الذي يؤسس لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الغازية ورفع الحصار الظالم الذي يعتبر بمثابة حرب غير عسكرية يؤدي للموت البطيء للفلسطينيين ومن يتعرض للموت لا يلام على أي شيء.
وبالرغم من كل ذلك، فقد التزمت المقاومة بالهدنة، واستمرت إسرائيل بعمليات الاغتيال العلنية والتي أدت لاستشهاد حوالى أربعين فلسطينياً خلال الأشهر القليلة التي سبقت العدوان، وبالتالي فإن ما تروجه إسرائيل ومن يقف في صفها حول مسؤولية الطرف الفلسطيني عما يحصل هو كذب صريح طالما مارسوه وبرعوا به.
وفي الوقت الراهن هناك عدد من المبادرات التي تقــوم بها أكــثر من دولة والتي لم تكتمل بعد بسبب رفض إســرائيل لوقـف إطلاق النار.
والتبرير المعلن هو وقف تهريب السلاح وفي تقديري أن أي إنسان يعرف تماماً بأن منع تهريب السلاح، أو منع التهريب بشكل عام، هو من مهام الدول فهل هناك دولة فلسطينية موجودة وهل تعترف إسرائيل بها وما هي حدودها، أما من جهــتنا كدول عربية فبالتوازي مع المبادرات وبالإضافة للدعم اللفظي يجب علينا القيام بعدد من الخطوات العملية وفي مقدمتها إغلاق السفارات الإسرائيلية فوراً وقطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل بالإضافة لتفعيل أحكام المقاطعة.
وفي هذا الإطار فقد قررت سوريا وأعلنت بعد بدء العدوان مباشرة إيقاف مفاوضات السلام غير المباشرة بعد التشاور مع تركيا إلى أجل غير مسمى.
أما بالنسبة للمبادرة العربية فإننا نعتبرها بحكم الميتة أصلا لأن ظروف إقرارها وما تلاها من أحداث دللت على أنه كلما أمعنا في تقديم البراهين على رغبتنا الجادة في السلام، وكلما قدمنا المزيد من التنازلات، أمعنت إسرائيل في غطرستها وتجاهلها لحقوقنا المشروعة.
والمبادرة العربية أساساً مبنية على السلام، والسلام لم يتحقق وبالتالي هي فعلياً في الواقع غير موجودة. وفي الواقع أيضاً أن (رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق ارييل) شارون قتلها منذ اليوم الأول بعد إعلاننا لهذه المبادرة في القمة العربية في بيروت عام .٢٠٠٢ في اليوم التالي مباشرة قام شارون باجتياح جنين وقتل المئات من الفلسطينيين، وكان هذا الرد هو الرد المباشر وإعلان موت للمبادرة من الجانب الإسرائيلي ولكننا أصرينا على أنها حية وبقينا نرسل الوفود بعد كل قمة عربية، وكنا دائماً نواجه بالمزيد من الإذلال تجاه مبادرتنا. لذلك إذا كنا نطالب بسحبها فهي مسحوبة من قبل إسرائيل، وإذا كنا نطالب بموتها فهي قتلت من قبل إسرائيل. ما بقي علينا كعرب هو أن ننقل سجل هذه المبادرة من سجل الأحياء إلى سجل الأموات.
من جهة أخرى يجب الوقوف إلى جانب أهل غزة والمقاومة فيها رسمياً وشعبياً، مادياً ومعنوياً وبكل الوسائل من دون استثناء والقيام بكل ما من شأنه دعم صمودهم في وجه العدوان، خاصة فتح المعابر أمام الأفراد والمساعدات والإغاثة فوراً، كما ندعم فكرة الصندوق لإعادة إعمار غزة مع الدعوة لمؤتمر دولي لهذه الغاية.
كما يجب اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل على الرغم من عدم ثقتنا بعدالة الجهات الدولية المعنية، ولكن كي يسجل التاريخ بأنهم ليسوا عنصريين فقط بل هم الشكل الأخطر من النازية في العصر الحديث، ولكن لنكن صريحين هذه الخطوات ستبقى ضعيفة مقارنة بما يجب علينا القيام به، فغزة ليست جريحة بالحرب فقط بل بالحصار أيضاً، وفك هذا الحصار هو المفتاح لاستمرار الصمود وهو المفتاح لحماية الأطفال من الموت وهو المفتاح لكي تنجح هذه المقترحات بحدها الأقصى وليس بحدها الأدنى.
سوريا وقفت مع لبنان المقاوم وانتصرت، والفضل للمقاومين أولاً وأخيراً ولا ندّعيه لأنفسنا، لكن وقوف الشقيق إلى جانب شقيقه مؤثر إلى حد كبير، فهو الذي يمده بأسباب المنعة والقوة، أما إبقاء الحصار فهو كمن يمنع الهواء والغذاء والدواء عن جريح يقاوم الموت ويمنع الآخرين من تقديم العون له فهو حصار ظالم لن يغفره الله ولن تغفره الشعوب.
نحن أمة سلام وأخلاقنا الوطنية والعربية والإنسانية بنيت على السلام، ولأننا كذلك حاولنا أن نتناسى بأن هناك مذبحة دير ياسين وكفر قاسم وجنين وقانا الأولى والثانية وغيرها الكثير من المجازر الإسرائيلية بحق العرب، ولكن إسرائيل تصر على تذكيرنا بحقيقتها. وبما أننا أصحاب ذاكرة غنية لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض، فسنعدهم بأننا سنبقى نتذكر، والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضاً سنخبئ لهم صور أطفال غزة وجروحهم المفتوحة ودماءهم النازفة فوق ألعابهم، وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والأرامل والمعوقين، وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، وأن ما أخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة. وسنشرح لهم بأن من يفقد ذاكرة الماضي سيفقد المستقبل وسنعلق على جدران غرفهم لوحة نكتب عليها شعاراً لكل طفل عربي قادم إلى الحياة يقول له لا تنس، ليكبر الطفل ويقول لهم لن أنسى ولن أغفر.
وأؤكد لهم بأن ما يقومون به وما يرتكبونه من جرائم حرب لن ينتج لهم سوى أجيال عربية آتية أشد عداء لإسرائيل، مناعتها تتطور وإرادتها تتصلب بوتيرة أسرع وبشدة أكثر فتكاً من تطور وقوة ترسانتهم العسكرية، وهذا يعني بمعادلة الواقعية بأنه مع كل طفل عربي يقتل يولد مقابله عشرات المقاومين، وهذا يعني أيضاً أنهم يحفرون بأيديهم قبوراً لأبنائهم وأحفادهم.
فلديهم الخيار اليوم ليزرعوا ما يشاؤون للمستقبل خيراً أو شراً. ولكن بعد ذلك لن يكون لهم الخيار في تحديد نوع الحصاد، فلقد زرعوا الدماء ولن يحصدوا غيرها، والنبتة عندما تنضج ستكون أكبر من البذرة التي أنبتتها بكثير.
أتوجه بالتحية والشكر لأخي سمو أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني على ما بذله من جهود من أجل انعقاد القمة، وأتوجه بالشكر لكل من ساهم بها من الرؤساء والمسؤولين العرب والمسلمين.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد