أداء أحمد زكي في دور عبد الحليم حافظ
لا نعرف بعد كيف نقوّم أداء النجم الراحل أحمد زكي لدوره في فيلم «حليم»، فنحن لم نشاهد الفيلم حتى الآن. كل ما وصلنا منه هو بعض المشاهد المنتقاة «بعناية»، والتي تتوزعها الفضائيات بغرض الدعاية على ما يبدو، وهو حق الجهة المنتجة التي تكلفت مبالغ طائلة في عملية انتاج مرهقة وقاسية لم تكتمل فصولها تماماً مع رحيل أحمد زكي بعد معاناة مع المرض العضال.
لكن للقصة وجهاً آخر، وجه يفتقد الى الرهافة في «الترويج» النفساني والإنساني للفيلم، اذ يقول الجميع عبر وسائل الاعلام إن هيثم أحمد زكي كان «مفاجأة الفيلم» في كل المقاييس، وان أداءه الفطري، الذي ربما كسبه عن والده الراحل، كان مدهشا. وكأن هيثم بدوره قد ورث مهنة الممثل عن أبيه، إذ إن كل حركة أو نأمة بدرت منه في الفيلم كانت تذكر بأبيه الراحل الكبير.
قد يكون هذا الكلام صحيحاً وفي كل المقاييس أيضاً، وليس لأحد حق الاعتراض عليه من حيث المبدأ. لكن بيت القصيد ليس هنا، فالجزم بهذه الطريقة قد يضر الجهة المنتجة أكثر مما يفيدها،لأنه لو ثبت حقاً أن هيثم أحمد زكي كان «متفوقاً» في أدائه على أبيه نفسه، فلماذا لم تقم الجهة المنتجة من باب أولى بإسناد الدور اليه مع مراعاة ظروف الأب الذي ظهرت عليه علائم المرض قبل البدء بالتصوير، وساءت حالته الى درجة أنها لم تسمح له بأداء الدور بالشغف الذي طالما ظهر عليه مراراً أمام كاميرات التلفزيون وهو يتحدث عن «دور عمره» الذي لم يكتمل للأسف ليظهر هذا الشغف الانساني على حقيقته، فمن ينسى للحظة تلك الحلقة التلفزيونية من برنامج «خليك بالبيت» مع الراحل احمد زكي، وهو يتحدث فيها عن شغف العمر(أي عن ادائه دور عبدالحليم حافظ في فيلم سينمائي) مع زاهي وهبي؟
ولو سارت الأمور كذلك منذ البداية، ومع كل هذه القسوة الظاهرية، ألم يكن أجدى بالجهة المنتجة بعد اكتشافها المثير، أن تصور فيلماً تسجيلياً (للتلفزيون تحديداً، لأن فيلماً كهذا ما كان من شأنه إلا ان يخلق للتلفزيون) عن الأب الذي كان يحلم بالدور، فلم يمهله المرض؟ لو فعلت كنا سنحصل على وثيقة تاريخية عز نظيرها عن نجم كبير لم يؤد الدور المطلوب منه، بل عن النجم الذي كان يعد للدور... فهوى واحترق بعد كل هذا الشغف؟
فجر يعقوب
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد