مشكلات الشعب الامتحانية التي لا تنتهي
بين جنبات الكليات الجامعية السورية وأروقتها، يتحدث الطلاب في شكل متزايد عن المشاكل التي يواجهونها في الشعب الامتحانية التي تتولى إدارة شؤون الامتحانات ونتائجها. وعلى ضوء الأخطاء والهفوات التي تتكرر فيها، تكثر المراجعات من الطلاب بغية تصحيح نتائج امتحاناتهم، ما قد يؤدي إلى قلب مسيرتهم الدراسية رأساً على عقب. وفي هذا الإطار يمكن اعتبار شعبة الامتحانات في كلية الآداب في جامعة تشرين السورية مثالاً.
تمنع القوانين السورية من حيث المبدأ دخول شعبة الامتحانات ومراجعة الموظفين فيها، غير إن هناك حالات خاصة يسمح فيها للطالب بتقديم طلب اعتراض على نتائج امتحانية ليس راضياً عنها. بعض الطلاب يرى إن هذا الحق يساء استخدامه من قبل موظفات الشعب الامتحانية اللواتي «تنقصهن الخبرة والتعامل المهني مع الطلاب» على حد تعبير وجدي أسعد (الطالب في قسم علم الاجتماع) الذي يرى أن قرار دخول هذه الغرفة يحتاج إلى الكثير من الجرأة، لأنه سيواجه مفاجآت «لا تسر ولا تجبر الخاطر».
وقد يفاجأ طالب وصل إلى سنة التخرج مثلاً بأنه راسب في أكثر من مادة خلال مسيرته التعليمية، في شكل لا يؤهله للوصول إلى هذه السنة. «وصلت سنة التخرج وقدمت طلب الحصول على وثيقة التخرج وجاءت النتيجة برسوبي في إحدى المواد الأساسية التي كنت سبق ونجحت بها بموجب إعلان الكلية»، تقول سهير الحلبي الطالبة في قسم اللغة العربية.
وكادت سهير أن تعيد المادة وتؤخر تخرجها عاماً كاملاً لو لم ينصحها أحد الزملاء بمراجعة شعبة الامتحانات. وبعد تردد كثير استجمعت الطالبة شجاعتها وراجعت الموظفة المسؤولة فلم يكن من الأخيرة إلا أن أجابتها «جل من لا يخطئ ومرت المسألة بسلام كأن شيئاً لم يكن».
ويرافق شبح الخوف من موظفات الشعب الامتحانية، الطلاب في قاعات الامتحان التي يلعب فيها موظف دائرة الامتحانات دور المراقب وأحياناً رئيس القاعة. وبرأي الكثيرين من الطلاب، فإن بعض الموظفين يختلقون مشكلات لا أساس لها كأن يتهموا طالباً بالغش بسبب وجود قصاصات ورقية تحت مقعده قد تخص طلاباً آخرين. ويواجه الطالب في حالات كهذه بالتهديد بالفصل من العام الدراسي أو بإخراجه من الامتحان من دون أن يسعى أحد إلى التحقيق بالامر.
وأحياناً يحدث ألا يجد الطالب اسمه في لوائح النتائج وهو ما حصل مع أسعد علي، الطالب في قسم الجغرافيا. ويقول أسعد: «عند الاستفسار كان الرد بأني معاقب بسبب شغب امتحاني لم يحقق معي أحد بشأنه، وهذا ما جعلني أخسر سنة دراسية كاملة من دون سبب واضح».
مشكلة أخرى يتسبب بها موظفو الشعب وهي قوائم النتائج التي تصدر وتخلط أوراق الطلاب. ويروي عمر عبدالعال الطالب في قسم التاريخ، ما حدث معه قائلاً: «أخبرتني موظفة الامتحانات عبر النافذة الضيقة ووسط الازدحام بنجاحي في مقرر ورسوبي في مقرر آخر. وعندما تقدمت لامتحان المقرر الذي كنت رسبت فيه، جاءت المفاجأة ورود كلمة «ناجح سابقاً» إلى جانب اسمي».
ويضاف إلى هذه الصعوبات طريقة عرض النتائج على نوافذ زجاجية، الأمر الذي يؤدي إلى تلفها بسرعة وعدم تمكن الطلاب من قراءتها، إضافة إلى عدم عرضها في الأماكن المخصصة لها. ونظراً إلى أن حقوق نشر المعلومات محفوظة لمصلحة دائرة الامتحانات في الكلية يضطر البعض لزيارة تلك الغرفة ليس رغبة منه في ذلك وإنما للتأكد من النتيجة لأن بعض الأسماء يسقط سهواً من القائمة. أما الجواب كالعادة فهو «اخرج من القاعة».
عفراء محمد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد