تركيب طرف صناعي لطفل في الحسكة
قامت الجمعية الطبية السورية في محافظة الحسكة بالتعاون مع مركز الخدمات الطبية التطوعية في القاعدة الروسية بمدينة القامشلي، بتركيب طرف صناعي للطفل أحمد خليل محيميد «14 عاماً»، وهو أحد أبناء محافظة الحسكة الذي خسر إحدى قدميه بسبب مفخخات العمليات الإرهابية التي أتت على مناطق متفرّقة من المحافظة، وكان أحد ضحاياها، نتيجة لفقدانه إحدى قدميه منذ نحو ثماني سنوات، ليتم نقله إلى مدينة دمشق، عن طريق الجمعية وبالتعاون مع مركز الخدمات في القاعدة الروسية بمدينة القامشلي، ويخضع خلالها لفترة علاج كامل قبل عودته إلى الحسكة لفترة دامت نحو شهرين، بعد أن تم تركيب طرف صناعي له وخضوعه بعدها للعلاج الفيزيائي والتدريب على الحركة والمشي على قدميه.
وبيّن رئيس المركز التنسيقي في القامشلي المقدم «ديمتري كابيتولا» أن هذا المشروع الإنساني الذي يتم بالتعاون والتنسيق مع الجمعية الطبية السورية بالمحافظة، وجد من أجل الأطفال الذين تعرضوا للحرب وللعمليات الإرهابية، وفقدوا من خلالها أطرافهم، حيث يتم نقلهم بإشراف القاعدة الروسية من القامشلي وباتجاه مواقع العلاج، ومن ثم التكفّل بجميع نفقات تركيب الأطراف وأمور العلاج والإقامة والسكن، من موقع إقامتهم ومن ثم العودة إليها بعد إتمام أمور العمل الطبي والانتهاء منه بشكل كامل، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيستمر عن طريق آلية محددة تتم بالتعاون مع الجمعية الطبية السورية في محافظة الحسكة.
من جانبها أشارت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الطبية السورية بالحسكة الدكتورة سمر الصومعي، أن هذا المشروع الطبي الإنساني يتم العمل به من خلال شروط محددة بذاتها للأطفال المصابين بفعل الإرهاب، الذين هم من دون سن ال 16 عاماً، وممن تنطبق عليهم شروط العلاج ضمن مواصفات معينة، مبينة أن حالة الطفل محيميد، الذي تم نقله عن طريق المركز الطبي التابع للأصدقاء الروس هي الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة، لافتة إلى أن التجربة مستمرة وأن أبواب الجمعية مشرعة لتلقي الخدمة المعني بها المشروع، ضمن الشروط المحددة والمتفق عليها بالتعاون مع الأصدقاء في القاعدة الروسية بمدينة القامشلي.
بدوره أوضح مدير شعبة المراكز الصحية في مديرية الصحة بالحسكة والمنسق مع الأصدقاء الروس الدكتور طلعت عزت، أنه بعلاج الطفل محيميد تمكن هذا المشروع من إنجاز الحالة الطبية الإنسانية الثانية على مستوى المحافظة، وخدّم أطفالاً من الذين تعرضوا لفقدان أطرافهم، بسبب الحرب والعمليات الإرهابية، لاسيما الطفلة «فرح الخاير» التي فقدت طرفيها بفعل قذائف العدوان التركي المتكرر على المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المحافظة، ويعتبر ثمرة تعاون مثمر ومفيد بين الأصدقاء في القاعدة الروسية بمدينة القامشلي، والمجتمع الأهلي من خلال الجمعية الطبية السورية بالحسكة، من أجل تركيب وتأهيل الأطراف الصناعية وعلى نفقة الأصدقاء الروس وبكامل التكاليف من أجور السفر والمعيشة والإقامة والمصروف الشخصي.
وأعرب ذوي الطفل محيميد عن فرحتهم وامتنانهم وسرورهم، لعودة ابنهم إلى الحياة الطبيعية وقدرته على مواكبة الحياة وانخراطه مع أقرانه أملاً في عودته إلى المدرسة لمتابعة تحصيله العلمي وهواياته المختلفة، والذي شكلت حالة العلاج هذه له ولهم ارتياحاً نفسياً بعكس الحالة التي كان عليها قبل تلقيه العلاج فيما مضى.
الوطن
إضافة تعليق جديد