لاتُشِح بوجهك !
كانت تجربتنا يوم أمس في التخلي والإمتناع عن استهلاك سلعة افتراضية تبيعها لنا مؤسسة الإتصالات وشركاتها خطوة أولى نحو إثارة انتباه المؤسسة وشركاتها الناهبة إلى أننا مواطنين ولسنا مجرد مستهلكين، بدليل نشرها توضيحات غير واضحة تبرر إقدامها على مضاعفة أسعارها.. صحيح أننا لم ننجح في إلغاء العدوان على جيوبنا وحقوقنا ولكننا لم ننهزم مثل أولئك المستسلمين الذين يشتمون تخاذل الشعب ويكونون في مقدمة المتخاذلين!! فالتخلي والإمتناع نوع آخر من الصيام الفعال استخدمته كل الشعوب في مرحلة ما من حياتها، فكيف ونحن شعب تناسل أغلبنا من ثقافات صوفية تعلي من شأن الزهد والعفة؟ ويوم أمس كان حالة مجتمعية إيجابية يمكن ترقيتها وتعميقها بخطوات تالية كنوع من الإحتجاج القانوني الذي لاتطاله قوانين المتربصين، على غرار مافعله المهاتما غاندي والهنود احتجاجا على ضريبة الملح التي فرضتها الشركات البريطانية عام 1882
إدارة التقدم بعقلية التخلف: هذا ماتفعله بعض إدارات مؤسساتنا الوطنية، لهذا لن ينتهي بؤسنا، لكن باستطاعتنا التوقف أو تقنين استهلاك بعض مايسبب هذا البؤس ومن بينها خدمة الإتصالات التي قاطعها عدد كبير من السوريين يوم أمس، وقد ادخرنا بذلك بعضا من نقودنا المنهوبة وكسبنا بعضا من سلامنا الروحي، فكان يوم تأمل وحوار وتقارب بين أفراد الأسرة ومع الأقارب والأصدقاء.. فثقافة المقاطعة تحتاج إلى إيمان وقدرة على التخلي والإمتناع.. شكرا لكل من قاطع يوم أمس فهو جندي شجاع يدافع عن الحقوق من خلف جدار القانون .. فسلامتكم تهمنا..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد