نوادر وطرائف البخلاء
هناك العديد من نوادر وطرائف البخلاء وردت في الأدب العربي وقد حرص الأدباء على تدوينها لما فيها من العبر والحكايات الطريفة. وفي هذا المقال جمعنا لكم بعض من نوادر وطرائف البخلاء.
- البخيل والفئران
ذهب أحد البخلاء الى دكانا لبيع الأدوات المنزلية، وطلب من البائع مصيدة للفئران عرص عليه البائع واحدة، وبدأ يشرح له طريقة استخدامها، فقال: هنا تضع قطعة الجبن، وعند ما يدخل الفار المصيدة ليأكل قطعة الجبن، وما أن يقضم جزءاً من الجبن حتى تنطبق عليه المصيدة، فقال البخيل: أريد مصيدة يموت فيها الفار قبل أن يأكل الجبن!
-أشعب والتطفل
يحكي أن أشعب التطفلي مر على ناس يأكلون، فقال: السلام عليكم أيها اللئام!!
فقالوا: لا والله بل كرام.
فقال: اللهم اجعلني كاذباً واجعلهم صادقين. فجلس معهم وبدأ في الأكل
وهو يقول: ماذا تأكلون؟!
فقالوا: سماً.
فقال: العيش بعدكم لا طعم له – هذا وهو لم يتوقف عن الأكل.
فقالوا: يا رجل أتعرف أحداً منا؟!
فقال: أعرف هذا، وأشار إلى الطعام.
-الطبيب والبخيل
ذهب رجل بخيل إلى أحد الأطباء ليكشف عن علته ويصف له الدواء، وكان الطبيب يتقاضى على الكشف للمرة الأولى ثلاثة دراهم، والمرة الثانية درهمين، والمرة الثالثة درهم واحد، فقال الرجل البخيل للطبيب: لقد سبق أن عرضت نفسي عليك مرتين قبل الآن، وهذه المرة الثالثة، فأرجو أن تكشف عن حالتي الآن وتصف لي العلاج المناسب لعلتي، وهذا درهم أجرة الكشف، فعرف الطبيب هذه الحيلة، ولكنه أجرى الكشف على الرجل البخيل، ثم كتب له الوصفة الآتية: يعاد استعمال الدواء السابق مرة ثالثة.
من شابه أباه فما ظلم
يحكي أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء، وما أن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه وقال له: يا ولد عندنا ضيف غزيز على قلبي فاذهب الى السوق واشتري لنا نصف كيلو لحم من أحسن لحم.
ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشتري شيئاً، فسأله أبوه: أين اللحم؟!
فقال الولد: ذهبت إلى الجزار وقلت له: أعطني أحسن ما عندك من اللحم. فقال الجزار: سأعطيك لحماً كانه الزبد. قلت لنفسي إذا كان كذلك فلماذا لا أشتري الزبد بدل اللحم – فذهب إلى البقال وقلت له : أعطني أحسن ما عندك من الزبد. فقال البقال: سأعطيك زبداً كانه الدبس. فقلت: إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن اشتري الدبس – فذهبت إلى بائع الدبس. وقلت له: أعطني أحسن ما عندك من الدبس. فقال بائع الدبس: سأعطيك دبساً كانه الماء الصافي. فقلت لنفسي: إذا كان الأمر كذلك، فعندنا ماء صافي في البيت – وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً.
فقال الأب: يا لك من صبي شاطر – ولكن فاتك شيء، لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكان إلى أخر. فأجاب الابن لا يا أبي أنا لبست حذاء الضيف.
البخيل وأولاده
قال رجل بخيل لأولاده: اشتروا لي لحماً، فاشتروا، فأمر بطبخه فما استوى أكله جميعه حتى لم يبق في يده إلا عظمة وعيون أولاده ترمقه، فقال: لن أعطي أحداً منكم هذه العظمة حتى يحسن أكلها، فقال ابنه الأكبر: أشمها يا أبي وأمصها حتى لا ادع للنمل فيها مقيلاً فقال البخيل: لست بصاحبها، فقال ابنه الأوسط: ألوكها يا أبي والحسها حتى لا يدري أحد لعام هي أم لعامين، فقال البخيل: لست بصاحبها فقال ابنه الأصغر: أنا يا أبي أمصها ثم أدقها وأسفها فقال البخيل أنت صاحبها وهي لك زادك الله معرفة وحزماً.
أشعب والجدي
حضر أشعب على مائدة بعض الأمراء، فقدم للأكل جديا مشوياً، فانهال عليه أشعب وجعل يسرع في الأكل بنهم وشراهة.
فقال له صاحب الدعوة: أراك تأكل الجدي بغيظ وحرد وكان أمه نطحتك!فقال أشعب: وأنا أراك تشفق عليه، وكان أمه أرضعتك.
إنني أسالك رغيفاً
وقف سائل على باب بخيل يطلب إحساناً.
فقال له البخيل: النساء ليس في المنزل يرزقك الله.
فرد السائل: إنني أسالك رغيفاً وليس عروساً.
إمام البخلاء
يحكي أن رجلاً قد بلغ في البخل غايته وأنه لشدة شحه كان إذا صار في يده الدرهم خاطبه، وكان يقول له: كم من أرض قد قطعت وكم من كيس قد فارقت! لك عندي الا تعرى! ثم يلقيه في كيسه ويقوله له: اسكن على اسم الله في مكان لا تهان ولا تذل ولا تزعج منه!
وأنه لم يدخل كيسه درهما قط فأخرجه، وذات يوم الحت عليه زوجته في حاجة طعام تشتهيه واكثرت الحاحها عليه في انفاق درهم، فاستجاب وحمل درهماً واحداً فقط. وبينما هو ذاهب إذ رأى حاوي الأفاعي، قدر أرسل على نفسه أفعى مقابل درهم، فقال البخيل في نفسه: أأتلف شيئاً تُبذل فيه النفس بأكلة أو شربة؟ والله ما هذا إلا موعظة لي من الله! ورجع إلى زوجته و رد الدرهم مرة أخرى إلى كيسه، فكان أهل البخيل منه في بلاء، وكانوا يتمنون في كل يوم موته والخلاص منه..
البخيل والمشط
البخيل (حزينًا): انكسرت سنة مشطي.
صديقه: يمكنك استخدام المشط دون هذه السنة.
البخيل: لقد كانت السنة الأخيرة!
إضافة تعليق جديد