بين قرار الحمية وتنفيذه
بسبب زيادة وزنها بإفراط، قررت الخضوع لحمية. وفي البداية نجحت بعض الشيء، ولكنها لم تستطع أن تصل الى الهدف المطلوب. لماذا؟ في الواقع، هناك مغالطات كثيرة في اتباع الحمية (الريجيم) تؤدي الى فشلها، ومنها:
* سوء استخدام الأغذية الخفيفة أو القليلة الدسم. صحيح أنها تحتوي سعرات حرارية أقل، ولكن هذا لا يعني أن نفرط في أكلها من دون حساب. ويعتقد كثيرون أن تدني السعرات الحرارية في المآكل الخفيفة أو القليلة الدسم فرصة لإلتهام كميات كبيرة منها، وهذا خطأ. واستبدال غذاء غني بالطاقة، بآخر أخف أو أقل دسماً منه يجب أن يتم على أساس المِثْل، أي ان تستبدل الحصة نفسها من الغذاء الغني بالطاقة بالحصة ذاتها من الغذاء الخفيف أو القليل الدسم، وليس العكس.
* الانزلاق في فخ أطعمة الريجيم. كلنا يعرف العبارات الطنانة والرنانة التي تنادي بها الدعايات أو الملصقات الموجودة على هذه الأطعمة. ولا شك أنها تعطي سعرات حرارية محدودة، ولكن علتها الكبرى أنها تقضي على المتعة. هذا عدا عن انها فقدت مقومات الغذاء الصحي، بسبب التعديلات التي أجريت عليها، وخصوصاً إضافة بعض المواد التي قد لا يتخلّص منها الجسم.
* حذف احدى الوجبات. الكثيرون والكثيرات يلجأون الى إلغاء وجبة، أو أكثر، من الوجبات اليومية، ظناً منهم أن هذا السلوك يساعدهم في نجاح الريجيم. والواقع أن هذا التصرف ما هو إلا مطب يضر أكثر مما يفيد. والتغاضي عن أي وجبة يرغم الجسم على تعويض ما فاته في الوجبات التالية. وإلغاء الوجبة يقود الى تباطؤ في العمليات الاستقلابية (الأيض) التي تسهم في حرق الطعام، الأمر الذي يؤدي الى صرف سعرات حرارية أقل، وهذا من شأنه أن يحد من فقدان الوزن، وبالتالي الى فشل الريجيم.
* تناول الطعام بسرعة. التهام الأكل سريعاً يمكن أن يضرّ بأي جهد يبذل من أجل تخسيس الوزن. والسبب بسيط، فالمعدة تحتاج من 15 الى 20 دقيقة كي تبعث برسائلها الى الدماغ لتبلغه بأنها حصلت على ما يلزمها من الطعام. من هنا فإن العجالة في ازدراد الطعام لا تعطي الوقت الكافي للمخ لاستلام رسالة أن الجسم لم يعد جائعاً. فيضطر الشخص الى التهام المزيد من الأكل من دون أي حاجة فعلية اليه. إذاً، فمن المهم جداً تناول الأكل ببطء لمنح المعدة الفرصة اللازمة لإبلاغ رسالتها الى الدماغ، مما يسهم في عدم تناول طعام فائض لا لزوم له.
* الإنسياق وراء النقرشات. الخاضعون لنظام حمية قد يلتزمون حرفياً بالوجبات اليومية كماً ونوعاً، ولكن منهم من ينسى أو يتناسى الأخذ في الحسبان المآكل الإضافية خارج تلك الوجبات، أي النقدشات، مثل المكسرات ورقائق البطاطا والشوكولاته...، فهذه الأغذية تعج بالسعرات الحرارية التي تزيد الوزن. ومن هنا يجب الحذر من مثل هكذا نقرشات، والعمل على استبدالها بمآكل أخرى أكثر فائدة لأصحابها مثل الفواكه الطازجة.
* المبالغة في تناول الصلصات. قد تكون المآكل المستعملة في الريجيم صالحة وصحية، إلا أن المشكلة تكمن في المتبلات والصلصات الغنية بالطاقة مثل المايونيز، الكاتشب، الطرطور (الطحينة) وغيرها. وهذه الاضافات تجعل عملية فقد الوزن صعبة. وخير ما يمكن فعله في هذه الحالة هو استبدال تلك الصلصات والمتبلات بإضافات طبيعية مثل الخل وعصير الليمون وخلائط الأعشاب والبهارات.
* إهمال الرياضة. إن النشاط البدني يعتبر واحداً من المفاتيح المهمة للتغلب على مشكلة زيادة الوزن، إضافة الى آثاره الإيجابية على العقل والجسم، فالنشاط البدني يساعد كثيراً في الحفاظ على الوزن ما بعد الحمية.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد