فرنسا: فالس يدعو إلى «ميثاق جديد» مع الإسلام
بعد احتدام الجدل السياسي في فرنسا في الأيام الماضية، كانت عطلة نهاية الأسبوع أكثر هدوءاً، ومناسبة لتكريم الكاهن جاك هامل الذي قتل الأسبوع الماضي على أيدي متطرفين، فيما دعا رئيس الوزراء، مانويل فالس، إلى بناء «ميثاق جديد» مع الإسلام.
وحتى صباح أمس، تواصلت التجمعات في فرنسا تكريماً لهامل، في كاتدرائية روان، حيث تجمع حوالى ألفي كاثوليكي إضافة إلى مئات من المسلمين استجابة لدعوة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وبمشاركة عدد من رجال الدين المسلمين، من أجل التعبيرعن «الوحدة والتضامن». وشكر مطران روان، دومينيك لوبران، «باسم كل المسيحيين الأصدقاء المسلمين لرفضهم للموت والقتل باسم الله... وكما سمعنا منهم بصدق، هذا ليس الإسلام».
كذلك، أقيمت ليل السبت صلوات شارك فيها مسيحيون ومسلمون في عدد من المدن. ففي كنيسة بلدة سانت إتيان دو روفريه، تجمع كاثوليك ومسلمون أمام صورة للكاهن الراحل للاستماع إلى كلمة ألقاها كاهن شدد فيها على أن «الأخوة لا تزال قائمة بين الديانتين»، مقابل تجمع مماثل في بوردو أيضاً. وقال إمام مسجد بوردو، طارق أوبرو، إنها «لحظة مهمة يتحتّم فيها على جميع الديانات أن تجتمع لمواجهة هذا الجنون الذي طاول بالأمس اليهود، ويطاول اليوم الكاثوليك، وسيطاول غداً ربما المسلمين».
سياسياً، وفي مقال في صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، كتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أمس، أنه بات طارئاً بناء «ميثاق» جديد مع الإسلام في فرنسا «لمواجهة التحدي الجهادي». وانتقد رئيس الوزراء خطاب «الشعبويين واليمينيين واليمينيين المتطرفين» الذين «يستخدمون الإسلام ككبش فداء في خطابهم». ودعا إلى اتخاذ موقف واضح من «الأسلمة» ومن «حركات الجهاد العالمية» التي تأخذ «ملايين المسلمين الفرنسيين كرهينة». ورأى فالس أن فرنسا يجب أن تشكل مثالاً قوياً للعالم أجمع للتأكيد على أن الإسلام يتماشى مع الديموقراطية. وذكّر فالس الذي أبدى رغبته، نهاية الأسبوع الماضي، في الوقف المؤقت للتمويل الخارجي للمساجد، بأن «مؤسسة من أجل الإسلام في فرنسا أسّست لكي تجمع بشفافية كل التمويلات الضرورية»، مشدداً على ضرورة «العمل على بناء قدرة تمويلية محلية».
(الأخبار، أ ف ب)
إضافة تعليق جديد