خدعة مكّنت «الحلفاء» من احتلال صقلية
في خضم الحرب العالمية الثانية، كانت قوات التحالف تخطط لمهمة سرية لغزو صقلية المحتلة من قبل النازيين. وبهدف إرباك الألمان، ابتكر الحلفاء خطة غريبة.
في 30 نيسان العام 1943، اكتشف صياد سمك جثة جندي بريطاني على الشاطئ الاسباني. ووجد حقيبة موثقة بمعصم الجندي الميت، فأخذ النازيون الجثة وتفحصوا الرجل وما يحمله. كان الجندي الميت يحمل رسائل، فيها تفاصيل دقيقة عن خطة الحلفاء لاجتياح اليونان، فظنّ المسؤولون النازيون أنهم أمام أكبر اعتراض لعملية عسكرية في الحرب العالمية الثانية.
لكنّ الجندي الميت وكل التفاصيل التي تشرح الاجتياح المزمع كانت حيلة خيالية صُممت لخداع الجيش الألماني. وقد أطلقت الفكرة مجموعة من رجال الاستخبارات البريطانية كانت تضم إيان فليمينغ، الرجل الذي كتب جيمس بوند.
لتنفيذ الخطة، استحوذ الفريق على جثة رجل في الرابعة والثلاثين من عمره، كان قد توفي في الشهر السابق. وأعطوه لباساً عسكرياً وجواز سفر مزوراً وتذاكر للمسرح وصورة لفتاة، وحتى بعض التبغ لكي يبدو حقيقياً. انطلقوا من لندن الى اسكتلندا ووضعوه في غواصة، وبعد يومين تم وضع الجثة في المحيط حيث عُثر عليها لاحقاً.
اقتنع هتلر إلى درجة أنه نقل معظم قواته إلى اليونان تحضيراً للاجتياح المقبل، وهو اجتياح لم يحصل أبداً. وحين وصل الحلفاء إلى صقلية واجهوا مقاومة أقل بكثير، احتلوا جنوب ايطاليا، ونجحوا بأن يغيروا مجرى الحرب، وذلك بفضل رجل ميت، وخطة مجنونة.
(سي أن أن)
إضافة تعليق جديد