الطائفية والمواطنة
نشأت الطائفية وفرقها (التي يتجاوز عددها اثنتين وسبعين فرقة) نتيجة اختلافات سياسية صرفة وربما خلافات فقط، ولم تكن في نشأتها الأولى سوى تحزب لهذا القائد السياسي أو ذاك، ثم قامت حروب بين التيارات السياسية المتصارعة للأسباب نفسها (أي أسباب التحزب)، وكان بديهياً أن هذه الصراعات لا معنى لها ولا سبب جديا ومقنعا في إشعالها، سوى هذا التحزب المحلي لشخص أو لقائد مجموعة أو تيار، ولذلك أخذت كل طائفة تبحث عن مبرر لها غير هذا المبرر المتهافت، فاهتدت إلى اللبوس الفقهي الديني المختلف عن الآخر والمصطنع في كثير من الحالات، وحاولت بذل جهود كبيرة وكثيفة لتشكيل كيان ديني يعطيها شرعية وخاصية ليست لسواها.