القنيطرة

لم تكن طريق عودة العلم السوري إلى سماء مدينة درعا، «مهد الثورة»، بالسهلة. فقد امتدت لسبع سنوات من الحرب التي شملت كامل جغرافيا البلاد، بمعاركها ومآسيها، وخلّفت مئات ألوف الضحايا وملايين النازحين واللاجئين. المشهد في درعا، وعموم الجنوب، يمهّد لخواتيم جانب من هذه الحرب ولإغلاق الجرح الأول الذي انفتح هناك، خصوصاً أنه (أي المشهد) جاء من دون جولة قتال «أخيرة».

لعلّها المعركة الأكثر إيلاما وخطورة على “اسرائيل”. ما يجري في الجنوب السوري ليس بالحدث العسكري العابر على الجبهة السوريّة بالنسبة لتل ابيب.

القنيطرة:

يتجه الجيش السوري نحو إمساك كامل الحدود الشرقية لجيب «جيش خالد بن الوليد» في وادي اليرموك، مع قرب دخوله كامل بلدات ريف درعا الغربي، عبر اتفاقات «تسوية» تأخر إقرار مثيلتها عن الريف الشرقي، ولكنها باتت منجزة.

قالت صفحات سورية أنه قد تم اغتيال قائد قوات “فوج الحرمون” الرديف للجيش السوري في مزرعة بيت جن في غوطة دمشق الغربية.

وأوضحت صفحة (قوات درع الوطن – صقور القنيطرة) أن قائد قوات “فوج الحرمون” (محمد حمزة) المعروف بـ (أسد حمزة) استشهد إثر “رصاص الغدر والخيانة في مزرعة بيت جن”.

يستكمل الجيش السوري السيطرة على المناطق المشمولة في اتفاق «التسوية» في محيط مدينة درعا الجنوبي والغربي، إلى جانب تسلّم الأسلحة الثقيلة من الفصائل الموقعة على الاتفاق، تمهيداً لتنفيذ بقية بنود التفاهم، بما في ذلك تسلّم جميع الجبهات المتاخمة لمناطق سيطرة «جيش خالد بن الوليد»، وصولاً أخيراً إلى تسوية أوضاع المسلحين وترحيل رافضي «المصالحة».

كان واضحاً بعد الهزيمة التي نزلت بأدوات العدوان الأجنبي على سورية وحلت بهم في الأسابيع الأخيرة في الجنوب الغربي، كان واضحاً أن هذه الهزيمة تسببت بالألم الشديد لقوى العدوان عامة ولإسرائيل وأميركا بشكل خاص، حيث إن هاتين راهنتا على الإرهابيين لإبقاء المنطقة من القنيطرة إلى السويداء مروراً بدرعا خارج سيطرة الدولة السورية لتقوم بوظائف ثلاث خدمة للعدوان: تشكل حزاماً أمنياً لإسرائيل، وتكون جسر عبور إس

وسع الجيش العربي السوري، أمس، نطاق سيطرته في ريف درعا الغربي بعد اندحار الإرهابيين هناك ورضوخهم لاتفاق المصالحة، في وقت انتشر فيه على كامل حدود درعا مع الأردن ووصل للمرة الأولى منذ نحو 5 سنوات إلى تماس مع تنظيم داعش الإرهابي.وبينما كان إرهابيو بلدة طفس يسلمون للجيش آليات عسكرية كخطوة أولى للانخراط في المصالحة، ترددت أنباء عن محاصرته جيباً للإرهابيين في مدينة درعا التي في طريقه للسيطرة عليها بال

شكّلت الحدود السورية ــ الأردنية، لسنوات طويلة، عصب الدعم العسكري والاستخباري للفصائل المسلحة العاملة في الجنوب. وتحكمت غرف العمليات الغربية ــ الإقليمية، وأولاها «الموك»، في مسار المعارك الطويلة التي كانت دمشق هدفها الرئيس. الغرف نفسها خلقت وأدارت في الوقت نفسه خلافات الفصائل الداخلية، ودعمت أطرافاً ــ مع محاكمها الشرعية ــ على حساب أخرى.

تتضح تباعاً على الأرض، مخرجات اتفاق «التسوية» الذي أنجز في الجنوب السوري، والذي بقيت بنوده الكاملة خارج التداول الإعلامي، باستثناء الخطوط العامة المتعارف عليها في غالب الاتفاقات السابقة، مثل وقف إطلاق النار وتسليم السلاح الثقيل وعودة الأهالي وتسوية الأوضاع وترحيل رافضي «المصالحة».