12 مسؤولأ في الاستخبارات الأمريكية: تم التلاعب بالوثائق لتبرير حرب على سورية

08-09-2013

12 مسؤولأ في الاستخبارات الأمريكية: تم التلاعب بالوثائق لتبرير حرب على سورية


الجمل ـ غلوبال ريسيرش - مدونة واشنطن ـ ترجمة مازن الأخرس:

عدد من مسؤولي الاستخبارات يشككون في ادعاءات الإدارة الأمريكية بدون شك، فالمعلومات الاستخباراتية يتم التلاعب بها من أجل تبرير حرب على سورية. من دون شك فإن المتمردين السوريين استطاعوا الحصول على أسلحة كيميائية، ومن الواضح أنهم قد قاموا باستخدامها منذ فترة قريبة.

نقلت وكالة أسوشييتد برس الأسبوع الماضي ما يلي: يقول المسؤولون إن اعتراض المكالمة بين المسؤولين السوريين حول الهجمة كانت بين موظفين من درجة متدنية، دون أي دليل مباشر يربط الهجوم إلى شخص من الدائرة المحيطة بالأسد أو بأي ضابط ذي رتبة عالية في الجيش السوري. وعلى ذلك، وبينما كان وزير الخارجية جون كيري يقول يوم الاثنين أن الصلة بين الهجوم الكيماوي وحكومة الأسد (غير قابلة للإنكار)، فإن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية ليسوا واثقين من أن الهجوم الكيميائي المشتبه به تم بأوامر من الأسد، وليسوا حتى واثقين تماماً من أن هذا الهجوم قد تم من قبل القوات الحكومية (الجيش العربي السوري).

هناك فرضية أخرى يتأمل المسؤولون أن يستبعدوها وهي أن بعض مخزون الحكومة من الأسلحة الكيمائية قد خرجت من تحت سيطرتهم، وتم استخدامها من قبل المتمردين في محاولة قاسية ومحسوبة ليجروا الغرب إلى الحرب.

لاحظت وكالة رويتر اليوم ما يلي: مع تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم على سورية، فإن الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات الحليفة لها لا يزالون يعملون على اكتشاف من أعطى الأمر بالهجوم بالغاز السام على منطقة قريبة من دمشق تقع تحت سيطرة المتمردين. لم يتم عرض أي صلة مباشرة بين الهجوم والرئيس الأسد، أو الدائرة المحيطة به حتى الآن، وتقول بعض المصادر أن خبراء الاستخبارات ليسوا متأكدين أن الأسد عرف بالهجوم قبل أن يحدث أو أنه تم إخباره به بعد أن حدث.

حقاً فإن عدة ضباط في الاستخبارات يقولون أنه على الأغلب فإن المتمردين هم من قاموا بشن الهجوم في الواحد والعشرين من آب. وعلى سبيل المثال، نقلت الـ"ديلي كولر" عن ضباط سابقين لديهم اطلاع على التقارير الاستخباراتية الأصلية، أن إدارة أوباما قد استخدمت المعلومات الاستخبارية بشكل انتقائي لتبرير ضربة عسكرية على سورية، بطريقة تتجاوز ما اتهم النقاد إدارة بوش بالقيام به في التحضير لحرب العراق عام 2003. حسب هؤلاء الضباط، الذين أدوا خدمتهم في مناصب عالية في الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إسرائيل والأردن، فإن الاتصال العسكري السوري الذي تم اعتراضه عن طريق الوحدة الإسرائيلية 2800 الاستخباراتية الالكترونية تم التلاعب به ليضلل القارئ في الاتجاه المعاكس للاستنتاج الوارد في التقرير الأصلي. تم عرض التقرير المعدل (بعد التلاعب) على القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية في الرابع والعشرين من آب، ثم نشرته مجلة (فوكس) الألمانية، ثم (تايمز أوف إزرايل)، وفي النهاية نشرته (الكيبل) في العاصمة الأمريكية واشنطن. حسب التقرير المعدل، فإن الهجوم قام به اللواء 155 من الفرقة المدرعة الرابعة، وهي وحدة عسكرية متطورة جداً يقودها العميد ماهر الأسد، شقيق الرئيس. ومع ذلك، فإن الاتصال الأساسي الذي تم اعتراضه عن طريق الوحدة 2800 بين مقدم في سلاح الصواريخ في اللواء 155 التابع للفرقة الرابعة وهيئة الأركان العامة يظهر عكس ذلك تماماً. قام ضابط هيئة الأركان العامة بسؤال المقدم إذا كان مسؤولاً عن الهجوم بالسلاح الكيماوي، ومن نبرة الصوت الواردة في المحادثة، كان من الواضح أن هيئة الأركان العامة قد جن جنونهم من الغضب لأن ضربة غير مسموح بها قد قام بها اللواء 155 بمخالفة واضحة لتعليماتهم، حسب ما تقول المصادر. حسب النص المفرغ من المكالمة في تقرير الوحدة 2800 فإن المقدم أنكر بشدة إطلاق أي من تلك القذائف، ودعا الضابط الكبير في هيئة الأركان ليأتي ويتأكد من أن كل أسلحتهلا تزال موجودة (لم يتم استخدامها). يتضمن التقرير ملاحظة في نهايته أن المقدم تم استجوابه من قبل الاستخبارات السورية لمدة 3 أيام ثم إعادته إلى قيادة وحدته، ويقول التقرير أنه قد تم جرد وتدقيق كل أسلحته.

يصف تقرير استخباراتي مصري اجتماعاً في تركيا بين مسؤولين في الاستخبارات التركية والقطرية وبين المتمردين السوريين. أحد المشاركين قال "سيكون هناك حدث يغير قواعد اللعبة في الواحد والعشرين من آب" بحيث سوف "يجر الولايات المتحدة إلى حملة قصف" ضد النظام السوري. ويقول أحد المصادر المطلع على التقرير الأصلي أن حصل الهجوم بالسلاح الكيماوي على المعضمية (منطقة تقع تحت سيطرة المتمردين) حدث في الواحد والعشرين من آب. (حيث تصر الاستخبارات المصرية أن ذلك كان عملية تضليل مشتركة بين الأتراك والقطريين والمتمردين السوريين). (عملية التضليل هي حيلة لبدء الحرب تم استخدامها من قبل الحكومات في كل العالم لآلاف من السنين). صفقة الخدعة هي تقنية قديمة بقدم الحروب نفسها، وما هو الأفضل من هجوم تضليلي يتم تمثيله من قبل القاعدة وحلفائها جبهة النصرة في سورية لجر الولايات المتحدة إلى الحرب؟ وقد قام اليوم 12 من المسؤولين الاستخباراتيين السابقين ذوي الرتبة الرفيعة جداً بكتابة هذه المذكرة إلى أوباما: يؤسفنا أن نخبركم أن بعض زملائنا القدامى يقولونا لنا وبشكل قاطع أنه وبعكس ادعاءات إدارتكم فإن المعلومات الاستخبارية التي يمكن الاعتماد عليها بشكل أوثق تقول أن بشار الأسد لم يكن مسؤولاً عن حادثة الهجوم الكيماوي التي قتلت وأصابت مدنيين سوريين في الحادي والعشرين من آب، وأن مسؤولي المخابرات البريطانية يعلمون ذلك. وبكتابة هذا التقرير المختصر، فإننا نختار أن نفترض أنه لم يتم إعلامكم بالموضوع بشكل كامل، لأن مستشاريكم قرروا منحكم الفرصة لتحصلوا على ما يسمى (الإنكار القابل للتصديق).

هناك كتلة هائلة من الأدلة من مختلف المصادر في الشرق الأوسط (أغلبها لها علاقة بالمعارضة السورية وداعميها) تقدم أدلة ظرفية قوية أن حادثة الواحد والعشرين من آب بالكيماوي كانت تحريضاً تم التخطيط له بشكل مسبق من قبل المعارضة السورية وداعميهما السعوديين والأتراك. ويقال أن الهدف هو خلق الظرف الذي يجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب. وحسب بعض التقارير، فقد تم جلب بعض العلب التي تحوي مواد كيماوية إلى ريف دمشق حيث تم فتحها، وقد قتل بعض الناس الموجودين في المنطقة المباشرة، بينما أصيب البعض الآخر.

لسنا على علم بأي دليل ملموس بأنه قد تم إطلاق أي صاروخ سوري قادر على حمل رأس كيماوي على المنطقة. في الواقع فإننا لسنا على اطلاع على أي دليل مادي يدعم الادعاء بأن ذلك كان نتيجة لضربة من الوحدات الخبيرة بالأسلحة الكيماوي في الجيش السوري.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد علمنا أنه وبتاريخ 13 و 14 آب 2013 فإن قوات المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب في تركيا باشرت التحضير لموجة عسكرية كبيرة وغير طبيعية.. وإن اللقاءات الأولية بين قيادات المعارضة المسلحة ومسؤولي الاستخبارات القطرية والتركية والأمريكية حصلت في القاعدة العسكرية التركية في أنطاكية بأقليم هاتاي، والتي يتم استخدامها الآن كمركز ومقر رئيس للجيش السوري الحر وداعميه الأجانب. وقد قام قياديو المعارضة الذين أتوا من اسطنبول بإخبار القادة الميدانيين بتصعيد قادم في القتال بسبب (تطور يغير قواعد الحرب)، والذي بدوره سيقود الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة ضربة عسكرية لقصف سورية. وفي اجتماعات تحضير العمليات في أنطاكيا، والتي حضرها ضباط استخبارات رفيعوا المستوى من تركيا، وقطر والولايات المتحدة، تم إخبار السوريين أن القصف على سورية سوف يبدأ خلال أيام، وصدرت تعليمات إلى قادة المتمردين السوريين ليحضروا قواتهم ليستغلوا بشكل فوري القصف الأمريكي، ويزحفوا إلى دمشق ليزيحوا بشار الأسد من الحكم. وقد أكدت الاستخبارات القطرية والتركية للقادة السوريين الميدانيين أنه سيتم تزويدهم بكثير من الأسلحة من أجل الهجوم القادم، وقد تم ذلك. حيث بدأت عملية هائلة وغير مسبوقة لتوزيع السلاح في كل معسكرات المعارضة المسلحة بين 21 و 23 آب. تم توزيع الأسلحة من مستودعات تحت سيطرة الاستخبارات القطرية والتركية، وتحت الإشراف الدقيق من ضباط الاستخبارات الأمريكية.

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...