حملة اعتقالات واسعة في أنقرة واسطنبول
شنت حكومة حزب العدالة والتنمية حملة اعتقالات واسعة في مدينتي أنقرة واسطنبول قبيل انعقاد جلسة المحاكمة لاتخاذ القرار النهائي بحق المتهمين في قضية مؤامرة ارجينيكون المزعومة ضد رجب طيب أردوغان يوم الاثنين القادم حيث دعا اتحاد الشباب الأتراك وحزب العمل التركي و قناة أولوصال إلى التجمع في سيليفري.
وأكدت صحيفة راديكال ان قوات الأمن اعتقلت 20 شخصا بينهم رئيس اتحاد الشباب الأتراك تشاغداش جنكيز والعديد من المواطنين الذين داهمت منازلهم صباح اليوم بتهمة تحريض الشعب على العنف والتمرد مشيرة إلى أنه تمت مداهمة وتفتيش مركز اتحاد الشباب الأتراك ومنزلي رئيس فرع الاتحاد ونائبه في اسطنبول ومنازل رئيس تحرير صحيفة ايدينليك ورئيس فرع حزب العمل التركي في اسطنبول والمسؤولة الإدارية عن فرع الحزب في اسطنبول ومؤسس خيمة سيليفري.
كما بينت الصحيفة أنه تمت مداهمة وتفتيش منازل ممثل قناة أولوصال في أنقرة ومراسل القناة في أنقرة ورئيس فرع حزب العمل التركي في أنقرة بالإضافة إلى مبنى فرع اتحاد الشباب الأتراك في "بي اوغلو" مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة من قبل قوات مكافة الشغب وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مبنى الاتحاد.
من جهته أكد موقع كرتشك كوندام تنظيم مظاهرة احتجاجية ضد الاعتقالات التي استهدفت أعضاء حزب العمل التركي واتحاد الشباب الأتراك وصحفيين من قناة أولوصال وصحيفة أيدينليك في أنقرة واسطنبول.
وأشار الموقع إلى تجمع مجموعة من المواطنين في ساحة تقسيم بمنطقة بي اوغلو تهتف "هذه بداية و سنواصل الكفاح".
في سياق آخر أكد كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فقد فرصة الصعود إلى القصر الجمهوري أو الرئاسي بعد أحداث حديقة كيزي والمظاهرات الاحتجاجية التي تبعتها موضحاً أن مقتل 5 مواطنين على يد الشرطة التركية أفقد أردوغان القوة الدافعة الأمر الذي أدركه الخارج و الداخل معا.
وردا على سؤال حول التغيير الدستوري الذي يهدف أردوغان إلى إحداثه قال كليتشدار أوغلو في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة نيكاي اليابانية "إن حكومة حزب العدالة و التنمية لا تملك الأصوات الكافية لتغير الدستور وحدها".
في حين أكدت الصحيفة في تعليق إخباري تواصل الاستياء الشعبي ضد نهج أردوغان الاستبدادي مشيرة إلى تجمع مئات الشباب في حدائق اسطنبول يوميا وتنظيم ندوات لانتقاد الحكومة وممارساتها إضافة إلى إقامة مآدب افطار جماعية في شهر رمضان وإجراء نقاشات حادة خلالها.
ولفتت الصحيفة إلى زيادة القلق من انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا وإبعاد 72 صحفيا عن عملهم منذ أيار الماضي حتى الآن.
وكانت الاحتجاجات الشعبية ضد أردوغان وحكومته التسلطية بدأت قبل نحو شهرين في ميدان تقسيم باسطنبول وسرعان ما اتسعت لتشمل معظم المدن التركية وأدت إلى مقتل عدة أشخاص وإصابة واعتقال الآلاف.
إلى ذلك عينت تركيا قادة جددا للجيش اليوم في إطار تغييرات شاملة في القياد ات الكبرى.
وذكرت رويترز أن هيئة الأركان العامة التركية أعلنت على موقعها على الانترنت تعيين نائب الأميرال بولنت بستان أوغلو قائدا للقوات البحرية واللفتنانت جنرال اكين أوزترك قائدا للقوت الجوية والجنرال ثروت يوروك قائدا لقوات الأمن.
وعين الجنرال هولوسي أكار قائدا للقوات البرية بدلا من قائد قوات الأمن الجنرال بكير كاليونجو الذي كان في مقدمة المرشحين لتولي هذا المنصب بعد أن صدر قرار التقاعد الإجباري بحقه.
ووفقا للاعراف يتوقع أن يحل أكار محل الجنرال نجدت أوزيل قائدا عاما للقوات المسلحة في عام "2015".
وذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة التركية كانت تعارض تولي كاليونجو قيادة القوات البرية لأنه يعتبر منتقدا للحكومة وظهر اسمه في الأقوال التي أدلى بها في محاكمة ما أطلق عليه "مؤامرة ارجينيكون" المزعومة على حكومة رجب طيب أردوغان التي أحيل بموجبها العام الماضي للتقاعد أربعون ضابطا كبيرا في القوات البرية والبحرية من المعتقلين حاليا بتهمة التآمر ضد حكومة أردوغان.
وعمل أردوغان الذي رأس اجتماعا للمجلس العسكري الأعلى على تقويض نفوذ الجيش منذ أن تولى حزبه "العدالة والتنمية" السلطة أول مرة في عام "2002".
يشار إلى أن المجلس يتخذ القرارات الخاصة بالترقيات والإحالة الى التقاعد لكبار الضباط في كل عام في اجتماعه الذي يعقد في اليوم الثالث من آب وكان من المتوقع أن يجري تغييرات كبرى في اجتماعه هذا الأسبوع.
ومن المقرر صدور حكم قضائي في قضية المؤامرة المزعومة يوم الاثنين القادم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد