الدولار يعمق خسارته«بحذر»والأسعار بين 178و185ليرة في سورية وبين 175و177في لبنان
يتحرك الدولار الأميركي ببطء وحذر في اتجاه تعميق الخسارة أمام الليرة السورية في تعاملات السوق السوداء، وذلك بعد الفورة السابقة في الأسعار والتي أوصلته إلى مستوى تجاوز 210 ليرات، وسط تباين شديد في الأسعار بين المناطق، وحتى بين الصرافين في المنطقة الواحدة، وتسجيل أسعار خيالية واستثنائية في حالات عديدة.
وتقلص هامش التقلب للدولار أمس لتتراوح أسعاره بين 178 و185 ليرة سورية على اختلاف المحافظات، وفي دمشق تراوحت الأسعار بين 182 ليرة شراء و185 للمبيع، بينما تراوحت الأسعار في حلب بين 178 شراء و181 مبيع، وفي لبنان بين 175 و177 ليرة، مع ملاحظة انخفاض في الأسعار خلال التعاملات المسائية عن التعاملات النهارية.
وتشير تقديرات الأرباح والخسائر الرأسمالية (الناجمة عن الفروق بين أسعار الشراء السابقة التي فاقت مستوى 210 للمتعاملين وأسعار البيع الحالية عند 180) إلى أن الخسارة تفوق الـ15% وبمعدل 30 ليرة لكل دولار، وهذا رقم ليس سهلاً في عالم المضاربة أن يسجل في أيام قليلة.
مع الإشارة إلى أن كبار المضاربين دفعوا السوق إلى مستويات قياسية تجاوز فيها الدولار حاجز 210 ليرات في مرحلة تسمى (المشاركة العامة)، تم خلالها ترويج إشاعات وتوقعات بغية تحفيز الطلب وارتفاع السعر، وفي مرحلة متقدمة من المشاركة العامة التي يتم فيها تشارك الإشاعات والتوقعات على نحو واسع في السوق، بدأ كبار المضاربين بالاستعداد للخروج من السوق في مرحلة جديدة تسمى (تفرق التجار)، حيث بدأ المضاربون بالبيع والخروج من السوق فوق مستوى 210 ليرات للدولار، ومن خرج أولاً وباع بأعلى سعر كان لها المكسب الأكبر (قياساً إلى أسعار الشراء السابقة)، ليتكبد بالخسارة كل من كان طرفاً في صفقات الخروج تلك، وهم في الأغلبية من المجازفين في إدارة رأس المال ومن غير أصحاب الكفاءة والقدرة على تحمل مخاطر المضاربة في سوق القطع الأجنبي، وكل ما تحقق هو إلحاق الضرر بأسواق السلع والضغط على تكاليف المعيشة، إلى جانب تكبدهم خسارة ليست قليلة.
واليوم يحاول هؤلاء (من اشتروا بأسعار فوق 210 للدولار) مقاومة الانخفاض الحاصل في سوق الصرف، وخاصة من الصرافين الذين يحاولون (إمساك) الدولار والامتناع عن البيع لنشر إيحاء بعدم توافر الدولار في السوق، ولكن في المقابل هناك من بدأ بالبيع والخروج عند المستويات الحالية والاكتفاء بالخسارة المحققة، وهذا ما يضغط باتجاه معاكس على السعر ويجعله ينخفض. ويتحرك بعض المضاربين لتخفيف خسائرهم أو تثبيتها من خلال الدخول في صفقات بيع وشراء مع انخفاض سعر الدولار بما يسمى (سياسة التسييج)، أي تحقيق مكاسب محدودة في صفقات سريعة تقلص إجمالي خسارة رأس المال بعد المجازفة وشراء الدولار فوق مستوى 190 ليرة بشكل رئيسي.
علي نزار الآغا
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد