صواريخ الفلسطينين تصيب الإسرائيليين باليأس
ذكرت صحيفة معاريف امس أن خلاصة المداولات الأمنية السياسية في إسرائيل بخصوص حل مشكلة الصواريخ في قطاع غزة، هي أن الجيش أصابه اليأس. واوضحت أن الانهاك بدا واضحا جدا في المداولات الأمنية التي جرت أمس الأول بعد مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في سديروت، مشددة على أن المصادر الأمنية باتت تعترف صراحة: ليس لدينا حل لنار القسام وعلى سكان سديروت والنقب الغربي التسليم بهذا الوضع.
واعتبر المراسل العسكري للصحيفة أن نتائج الحرب في لبنان أسهمت في تعقيد الوضع كثيرا أمام الجيش الاسرائيلي في غزة. فالفلسطينيون تشجعوا مما بدا في نظرهم فشلا ذريعا للجيش الاسرائيلي، وهم يبذلون الآن كل ما في وسعهم لانتهاج اساليب عمل حزب الله. وبالإضافة الى ذلك تردت ثقة الجيش الاسرائيلي، الذي يعيش ذروة حرب جنرالات، بنفسه. أما القيادة السياسية فإنها لا تثق تماما بقدرات الجيش على تنفيذ عملية عسكرية واسعة في عمق القطاع تضمن وقف النار.
ويشير المراسل إلى أن وزير الدفاع عمير بيرتس والجيش الاسرائيلي لا يبثان على الموجة ذاتها بالنسبة لمشكلة القسام. وبينما يميل الجيش الاسرائيلي الى حلول أكثر عسكرية من خلال ممارسة الضغط الكبير على غزة، يتحدث بيرتس بقدر أكبر عن الحاجة الى حل سياسي. غير أن بيرتس وكبار جنرالات الجيش الاسرائيلي يدركون انه لا الحل السياسي ولا العسكري مطروحان الآن على جدول الاعمال، على الاقل ليس في المدى الزمني للاشهر القريبة.
وعلى المستوى السياسي ببساطة لا يوجد من يمكن الحديث معه، ولا يغير في الامر شيئا ان يقف على رأس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية أو اي شخص مجهول آخر. في كل الاحوال الحكم هو لحماس التي تتمسك باستراتيجية الكفاح حيال اسرائيل وتتعزز فيه فقط.
من ناحية عسكرية جرب الجيش الاسرائيلي كل شيء. التصفيات تقلل وتيرة النار ولكنها لا تحل المشكلة، وكذلك قصف المخازن ومنشآت انتاج القسام. اما سيطرة الجيش الاسرائيلي على مناطق محدودة في عمق غزة، فقد سبق أن ثبت ايضا انها لا تؤدي الى وقف النار بل ربما الى تصعيدها. غير أن درة تاج عمليات الجيش الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة كانت القصف المكثف لعمق غزة بواسطة المدافع، مثلما وعد في حينه أرييل شارون.
ويخلص المراسل إلى أن الجيش الاسرائيلي لن يجد أفكارا إبداعية لحل مشكلة القسام قريبا. والأمر الوحيد الذي لم يجربه، هو بالذات عملية واسعة للجيش الاسرائيلي على نمط حملة السور الواقي، لاحتلال اجزاء واسعة في القطاع واعادة السيطرة على محور فيلادلفي.
غير أن هذا ايضا بعيد عن أن يكون الحل السحري، فاحتدام القطاع سيتطلب عددا من الفرق يتضمن تجنيد احتياطي واسع. ودروس لبنان هي أنه قبل أن يتمكن الجيش الاسرائيلي من أن يجند مرة اخرى رجال الاحتياط للمعركة، يتعين عليه أن يدربهم جيدا وان يرمم ثقتهم بالمؤسسة، وهذه مسيرة تستغرق أشهرا طويلة. وحتى عندما يحصل هذا، وحتى اذا احتل الجيش الاسرائيلي اجزاء من غزة، فلن تضمن العملية وقف النار، وسيجد الجيش الاسرائيلي نفسه مسيطرا على اعداد من السكان بمئات الآلاف وعاجلا ام آجلا سيخلي المنطقة وستستأنف النار. ولا برهان اكثر وضوحا من ذلك على أن الجيش الاسرائيلي قد فشل عمليا.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد