جنوب السودان ومشكلة الزواج المبكر

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير نُشر عشية يوم المرأة العالمي، أمس، أن على حكومة جنوب السودان أن تزيد من جهودها لحماية الفتيات من الزواج المبكر. وأشار التقرير إلى أن انتشار زواج الأطفال هناك يزيد من تفاقم الهوة بين الذكور والإناث في فرص التعليم المدرسي، ويساهم في زيادة معدلات الوفاة عند الولادة، فضلاً عن أنه يشكّل انتهاكاً لحق الفتيات في عدم التعرض للعنف، وحقهن في الزواج على أساس حرية الموافقة.
وأشارت احصائيات التقرير إلى أن نسبة زواج الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً، بل أن بعضهن يتزوج في سن 12 عاماً، تصل إلى قرابة النصف (48 في المئة) بين فتيات جنوب السودان.
ويوثّق التقرير، المؤلف من 95 صفحة، والذي صدر بعنوان «هذا الرجل كبير السن قادر على إطعامنا، ستتزوجينه»، للتبعات المترتبة على زواج الأطفال والحماية شبه المعدومة لضحاياه، اللواتي يحاولن رفض التزويج أو يتركن علاقة زواج تتسم بالعنف، كما يوثق كذلك للعقبات الكثيرة التي تواجهها هؤلاء الفتيات في الوصول إلى الآليات التي يمكن من خلالها تقويم وإصلاح أوضاعهن.
وأوصى التقرير بتحديد حكومة جنوب السودان سن 18 عاماً كحد أدنى للسن المسموح فيها بالزواج، كما أوصى كذلك بمصادقة حكومة جنوب السودان على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، واتفاقية حقوق ورفاهية الطفل والمواثيق الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان، فضلاً عن إجازة تشريع شامل للأسرة في مسائل الزواج والانفصال والطلاق.
وفي هذا السياق، قالت مديرة قسم حقوق المرأة في المنظمة لايزل غيرنهولتز إنّ «الفتيات اللواتي يتحلين بالشجاعة في رفض الزيجات المبكرة في حاجة ماسة إلى الحماية والدعم والتعليم»، مضيفة «يجب أن تضمن حكومة جنوب السودان وجود استجابة قائمة على تنسيق حكومي لمواجهة حالات التزويج المبكر للفتيات، وتوفر التدريب اللازم للشرطة ووكلاء النيابة بشأن حقوق الفتيات في الحماية».

(«السفير»)