استمرار القصف المدفعي على غزة

على الرغم من التقرير القاسي، الذي أصدرته لجنة التحقيق الإسرائيلية في مجزرة بيت حانون والتأكيد على أن استخدام القصف المدفعي يسبب أخطاء قد تعود بالفواجع والكوارث الانسانية ضد المدنيين الأبرياء، قرر رئيس اركان الجيش، دان حالوتس، ان يتواصل القصف المدفعي في قطاع غزة .

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن حالوتس اشترط أن يتم الحصول على إذن من قائد اللواء الجنوبي للجيش أو ضابط أعلى منه (أي رئيس أركان الجيش أو نائبه)، قبل أن يتم اطلاق القذائف.

وكان رئيس أركان الجيش، قد أعلن عن وقف القصف المدفعي باتجاه غزة، في أعقاب مذبحة بيت حانون.

إلا انه على اثر صدور التحقيق الأولي قرر حالوتس، أمس الجمعة، استئناف القصف بعد انتهاء لجنة التحقيق عملها وذلك في ضوء استمرار القصف الصاروخي من المقاومة الفلسطينية باتجاه البلدات الاسرائيلية الجنوبية.

وقد شكل حالوتس لجنة تحقيق عسكرية برئاسة الجنرال مئير خليفا حول وكيفية قتل 18 مدنيا فلسطينيا وجرح حوالي خمسين آخرين جراء القصف المدفعي على بيت حانون، وطلب منه أن يقدم له تقريرا أوليًا في أسرع وقت.

وقد جوبه تعيين خليفا بالذات، بانتقادات واسعة في اسرائيل، حيث انه كان قد ترأس لجنة التحقيق في مذبحة أخرى وقعت قبل ثلاثة اشهر في شاطئ غزة، إذ تسبب القصف المدفعي الاسرائيلي الى تصفية عائلة بأكملها (عائلة غالية)، وخرج باستنتاج انه من غير المؤكد ان القصف جاء من الطرف الاسرائيلي.

لكن خليفا استنتج هذه المرة، ان القصف نجم عن سلسلة أخطاء فاحشة. وجاء في تقريره الأولي ان القصف المدفعي باتجاه مناطق سكنية أو قريبة من مناطق سكنية، يهدد بالخطر اصابة المدنيين الأبرياء.

ولهذا تم وضع معايير وشروط صارمة لمنع الوقوع في الخطأ، وهذه الشروط لم تتبع في حالة بيت حانون. ومن أهم هذه الشروط هو اجراء مراقبة ورصد لساحة الحدث، بواسطة سلاح الجو أو الرادارات. وهذا لم يحدث. فقد تجاهل الجنود في سلاح المدفعية هذا الشرط، وأطلقوا قذائفهم باتجاه موقع فلسطيني تطلق منه الصواريخ باتجاه مدينة اشكلون الاسرائيلية، ولم يفحصوا وضع المدنيين في محيط الهدف المقصود.

المصدر: محيط