درءاً للعقوبات الأمريكية سوريا تحول نصف احتياطها إلى اليورو
قال مسؤول سوري أمس إن دمشق اتخذت عدداً من الاجراءات العملية لمواجهة العقوبات الاميركية وقرار واشنطن فرض حظر على «المصرف التجاري السوري»، وان بين هذه الاجراءات تحويل نصف الاحتياطي البالغ 20 بليون دولار اميركي من الدولار الى اليورو وسداد الديون الخارجية بالعملة الاوروبية.
وكان حاكم «مصرف سورية المركزي» الدكتور اديب ميالة قال امس ان بلاده «ستغير رابط الليرة السورية من الدولار الى حقوق السحب الخاصة لصندق النقد الدولي في النصف الاول من العام المقبل». لكن مصدرا اقتصاديا اوضح امس انه «لم يكن هناك رابط بالمعنى التقليدي للكلمة بين الليرة والدولار، لكن كان هناك معظم احتياطي سورية بالقطع الاجنبي بالدولار، كما ان المبادلات التجارية كانت تتم بالعملة الاميركية».
وكان الرئيس جورج بوش فرض عقوبات اقتصادية على سورية في بداية العام 2004. ثم قررت وزارة الخزانة قطع العلاقة مع «المصرف التجاري السوري» الحكومي المسؤول عن جميع العمليات الحكومية مع الخارج.
وأوضح المسؤول امس ان دمشق اتخذت عددا من الخطوات لمواجهة القرار الاميركي، بينها تحويل نصف الاحتياطي من الدولار الى اليورو اذ «كانت هناك صعوبات عملية في تمويل الواردات العامة بسبب القرار الاميركي، حتى مع الدول الاوروبية التي توفر 50 في المئة من المبادلات التجارية».
وشملت الاجراءات ايضاً توقيع اتفاقات مع عدد من الدول لسداد الدفعات المستحقة على الديون الخارجية باليورو، علماً ان قيمة الديون تبلغ نحو ثلاثة بلايين دولار. وقال المسؤول :»اننا حريصون على سداد الدفعات في الوقت المحدد، لذلك وقعنا هذه الاتفاقات».
وكان بين هذه الاتفاقات توقيع وزير المال السوري محمد الحسين والسفير المفوض البولوني باسك خودورفيتش لسداد بقية اقساط ديون بولونيا باليورو. وقالت مصادر رسمية ان قيمة الاقساط تبلغ 8.5 مليون دولار من اصل حجم الدين البالغ 25.5 مليون.
وكان ميالة قال إن قرار بلاده فك ارتباط الليرة بالدولار «جاء لأن سلة الصندوق الدولي تعكس هيكل التجارة الخارجية لسورية، حيث يشكل الدولار 44 في المئة من حقوق السحب واليورو 34 في المئة والجنيه الاسترليني نحو 11 في المئة». وزاد ان احتياطي القطع الاجنبي «قسم مناصفة» بين الدولار واليورو.
وتشمل الاجراءات ايضا تسعير صادارتها النفطية بالعملة الاوروبية، علماً ان اجمال الانتاج النفطي السوري يبلغ حالياً نحو 450 الف برميل يومياً.
ابراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد