الإندبندنت: الأزمة في سورية تهدد با لتفريق بين واشنطن وأنقرة
أكد الباحث سونر كاغابتاي مدير البرنامج التركي في واشنطن وعضو معهد واشنطن لشؤون الشرق الأقصى ان علاقة التحالف الوثيق التي قدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة مهددة الان بعاصفة قد تفرق الحليفين بسبب الأزمة في سورية.
وأضاف كاغابتاي في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية.. انه ومنذ بداية الأزمة في سورية افترضت حكومة أردوغان انها وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في نفس الصف وتتشاركان نفس الهدف في سورية غير ان خلافات كبيرة وقاسية بدات بالظهور الآن بين الطرفين.
وتابع الباحث ان أوباما الذي ينتظر خوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة الجمهوري ميت رومني الشهر المقبل متردد جدا بشأن سورية وهو امر يبدو ان أردوغان ينظر اليه على انه يشكل غطاء للامبالاته بالمشكلة التي تواجهها تركيا بشأن الأزمة في سورية.
واستطرد قائلا ان هذه المشاعر الممتعضة لدى أردوغان تجاه أوباما ظهرت بشكل جلي في الخامس من الشهر الماضي عندما عمد أردوغان إلى انتقاد الرئيس الأميركي بشدة في مقابلة مع شبكة سي ان ان بسبب ما وصفه بعدم اتخاذ أوباما مبادرة بشأن سورية.
ولفت كاغابتاي إلى ان هذا التصريح القاسي قد يشكل نذير شؤم بالنسبة للعلاقة بين الجانبين ولاسيما ان أردوغان معروف بتعامله مع القادة الاخرين كاصدقاء لكنه يفقد أعصابه عندما يظن انهم لا يقفون في صفه فكلما ابتعدت واشنطن عن نظرة تركيا بشأن سورية ازداد استياء أردوغان بسبب رفض أوباما دعم سياسته وخططه.
وأشار كاغابتاي إلى ان تركيا ترغب بتصعيد الأمور ولاسيما بعد الحادثة الحدودية التي جرت مؤخرا على الحدود بين سورية وتركيا والتي أودت بحياة خمسة أتراك واحست بان التوتر بدأ يقترب منها كثيرا ما جعل أردوغان يشعر بخوف من ان الوقت ليس في صالحه.
ولفت الباحث إلى ان الكثير من الأتراك الرافضين لسياسة أردوغان تجاه سورية بدؤوا بالخروج في مظاهرات دورية مؤيدة لسورية ومناهضة لاردوغان ما مثل مشكلة كبيرة لانقرة.
وقال.. إن ما يتوقع الآن هو محاولة أردوغان جر واشنطن إلى طرفه لاتخاذ تصرف أكثر عدائية تجاه سورية كما يتوقع ان يكون رد فعل واشنطن رفض ذلك ومحاولة ابطاء حماس أردوغان.
وختم الباحث بالقول ان هذه الخلافات خطرة للغاية لكنها قد لا تفك الشراكة بين أوباما وأردوغان ويعود ذلك إلى ان الاخير يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة وهو غير قادر على التضحية بعلاقته معها غير انه ونظرا للاختلافات الكبيرة والتباعد الواضح في سياسات انقرة وواشنطن فان عاصفة بين الطرفين تبدو متوقعة ولا يمكن تفاديها.
إضافة تعليق جديد