البوطي يستنكر سلوك بعض ممن يتشدق بحماية الإسلام ورهن نفسه للعمل على تفتيت الأمة
استنكر العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام سلوك بعض ممن يتشدق بحماية الإسلام وقد رهن نفسه للعمل على تفتيت الأمة ولخدمة مشاريع أعداء الإسلام مؤكدا أن الولايات المتحدة والغرب لا يكنون إلا العداء لنا كعرب ومسلمين وأنهم يمعنون في امتهان كراماتنا وإيماننا لأن سلوك من يدعي حماية الإسلام أكثر سوءا من أولئك في الغرب بالإساءة للإسلام وللأمة التي حضنا الله ورسوله على تعزيز المحبة والتآخي بينها والابتعاد عن كل ما يفرقها ويعمق البغضاء بين أبنائها.
وأوضح البوطي خلال خطبة الجمعة أن الولايات المتحدة الأمريكية أصرت أن تعلن عن حقدها صراحة متجاوبة في ذلك مع أحقاد الصهيونية العالمية وإسرائيل الذين لم يجدوا إلا أن ينفثوا رجيع حقدهم في أحداث ذلك الفيلم المسيء للإسلام ولكن عاقبة ذلك الرجيع أنه عاد تتضمخ به وجوه أولئك الذين أنتجوه ومثلوه وأخرجوه وحتى الدولة التي احتضنته وصفقت له وباركته مستشهدا بقول الله عزوجل "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون".
وتساءل البوطي.. هل الإسلام هو نسيج فكر صاغته عقول بشرية.. وهل هناك عاقل يتصور هذا الإسلام الذي هو جذع الرسالات السماوية والذي اخترق مؤامرات المتآمرين وكيد الكائدين وعدوان المعتدين أن يكون نسيج فكر إنساني محض.
وقال البوطي.. "إن قرآننا إنما هو كلام الله وإن إسلامنا الذي يحتضن الرسالات السماوية كلها إنما هو شرعة الله التي تنزلت علينا من سماء رحمته وشرفنا الله سبحانه وتعالى به ديناً إلى أن يحشر الناس ويقفوا يوم القيامة بين يديه أما الإسلام فلن يضيره كيد الكائدين قط".
وأشار البوطي إلى أن رجيع الأحقاد خضب به وجوه الذين اشتركوا في إخراج هذا الفيلم بينما الإسلام موجود لا تكسف شمسه ولا يمكن لأي أثر من سحابة أن تطغى على وجهه مبديا أسفه على المسلمين الذين شرفهم الله عزوجل بهذا الإسلام وحملهم رسالته متسائلا أين هم وأين يقفون من تحمل رسالة الإسلام.. فقد قال لهم الله سبحانه وتعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وقال قائلهم بل إنا عزمنا على أن نتفرق وعزمنا على أن نجعل من الأسلحة حارسا لهذه الفرقة التي ينبغي أن تدوم ولا تنقضي.
وتعجب البوطي من المسلمين الذين يحاربون أوامر الله ويقول لهم ربنا سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة/ ويقول قائلهم ليس لنا مصطفى نصطفيه للود إلا هؤلاء الذين يحذرنا الله من موالاتهم".
لافتا الى أن بعض المسلمين يولي ظهره لبعض من إخوانهم ثم يقبلون بالمودة والخدمة لسادتهم الذين يطوفون حولهم والمصيبة أن هذا الطواف أكثر من طواف المؤمن بكعبة الله سبحانه وتعالى. ورأى البوطي أن الأفراد والأمشاج من الغربيين وليس الحكومات فقط ضاعفوا من كيدهم للإسلام وسخريتهم به على مستوى المقالة التي تنشر وعلى مستوى الفنون السينمائية وعلى مستوى الكاريكاتير الذي لا تخلو منه الصحافة الأوروبية والأمريكية متسائلا.. لماذا لا نتوقع ذلك فهل الأمر خاص بأولئك الناس فقط.. وهل سخرية المسلمين بإسلامهم أقل خطورة من سخرية أولئك.
وأضاف البوطي إنني حين أقول لأحدهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك "من خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني" فيجيبني قائلا.. إن هذا الكلام لا يصلح في هذا الوقت.. فلماذا تتعجب من أن يتربص أولئك الناس بإسلامنا ويتهجموا عليه عن طريق المقالة والكاريكاتير ونحو ذلك ولا تتعجب من هذه السخرية والتعالي على رسول الله /ص/ الذي قال في وصيته الغالية قبيل وفاته "لا ترجعوا بعدي ضلالا أو كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
وأوضح البوطي ان هناك من يلقي هذا الكلام وراء ظهره لينفذ المزاج الذي أخذ عليه الأجر السخي ووضعه في جيبه مشيرا الى أنه ما أيسر أن يضع هذه العبادة للشيطان في قالب إسلامي يدين للمزاج ويخضع للفكر ومصلحة الجيب متعجبا بالقول.. أليس هذا واقعنا ولماذا نعجب من أن يزداد الغرب سخرية بنا وبديننا فعندما ينظرون ويجدون أننا سبقناهم إلى ذلك ليس من العجيب أن يقتدوا بنا ولا شك أن السخرية بالمسلمين تجر إلى السخرية بالإسلام.
وأكد البوطي أن دين الله عز وجل لن يشاك بشوكة والزوابع التي ارتفعت بسبب عداوة المعتدين وبغضاء الحاقدين لن يعود نقلها إلا إلى رؤوس أولئك الأعداء والحاقدين على دين الله موضحا أنه عندما نطلب من الدولة التي احتضنت هذا الفيلم القذر وتزعم أنها ديمقراطية بإنزال العقاب على الذين أساؤوا لا إلى الإسلام والمسلمين فقط بل إلى كل من يقدس دين الله سبحانه وتعالى فذلك لأن الإسلام هو جذع الرسالات السماوية التي تنزلت على عباد الله في الأرض وأن جزءا من الديمقراطية هو حراسة مشاعر الناس وقدسية الدين.
وحذر البوطي في الوقت ذاته من ردود الفعل لأنه عندما نتحدث عن العقاب نلجأ ونذكر بحضارتنا الإسلامية التي تمزج العقاب بالعدل الذي تجعله سلطانا يهيمن على العقاب مذكرا المسلمين جميعا بقول الله عزوجل "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" مشيرا الى أننا هكذا نفهم رسالتنا السماوية ونتعامل معها أما ردود الفعل فهي شاردة عن أوامر الله وليس لها شأن بسفارة أو برجل قد لا تكون له أي علاقة بهذه الجريمة التي وقعت مستشهدا بقول الله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى".
وأضاف البوطي إن موقفنا من الإرهاب ومن الظلم الذي يستشري موقف واحد لا يعلم ألوانا متعددة حسب المكان والزمان فنحن نتربص بالإرهاب ونحذر منه ونحاربه عندما يمارس عمله هنا أو في أمريكا أو في أي بقعة أخرى مؤكدا أن ديننا لم يربنا على أن نكيل الحقائق بمكيالين ولم يربنا على الدجل والنفاق وهذه هي الحقيقة التي تدعونا للاعتزاز بإسلامنا وبديننا.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد