غــادر الحيــاة الرأســمالية ليعيــش فــي كهــف
في العام 2001، قرّر الأميركي دانيال سولو (51 عاماً) أن يترك كل مدخراته، وهي مبلغ 30 دولاراً أميركياً، في غرفة هاتف عمومي، وأن يتجه الى صحراء ولاية يوتا في الولايات المتحدة ليبدأ حياة جديدة هناك.
وتحوّل سولو من شخص مهووس - اذ يعتبره الناس مختلاً فقد عقله وماله - إلى ملهم حقيقي لآلاف الأميركيين الذين عانوا من الانهيار الاقتصادي في العام 2008، من بينهم ناشطون في حركة «احتلوا وول ستريت»، وذلك بعدما بدأ أحد اصدقائه، ويدعى مارك صندين بتوثيق أسلوب حياته في الكهوف.
ويقول صندين: «فقدت التواصل مع دانيال لسنوات عدة، وعندما عرفت انه تخلى عن امواله وانتقل إلى العيش في الصحراء، اعتقدت أنه أصيب بنوع من الجنون أو الانهيار العقلي».
ولطالما اعتبر سولو أن المال مجرد وهم، وعندما بدأت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، تأكد صندين من أن وجهة نظر زميله كانت صحيحة.
وقام سولو ببناء منزل له في كهف قديم، كما صنع سريراً من الصخور. واقتات سولو على الحيوانات البرية كالسناجب، وعلى الفاكهة الموسمية التي تنمو في الصحراء، ويبحث أحياناً عن بقايا الطعام في القمامة، ويقبل ببساطة الطعام الذي يقدمه إليه الغرباء والمارة. ويقول إن هذا افضل له من قبول كوبونات الغذاء التي تقدمها إليه الحكومة الاميركية كإعانة بطالة. وفي بعض الأحيان، يرغب الرحالة المتجولون في البقاء مع سولو لأيام عدة لمشاركته في حياته وكتبه وطعامه.
ويقول سولو: «تتلخــص فلســـفتي في استــخدام ما يقــدم لي مجاناً او ما يتم التخلص منه، وما هو موجــود ومتاح. لقد تم تصمــيم المجتــمع بحيث تكــون فيه جزءاً من النــظام الرأســمالي، بحيــث تعــتبر الحياة خــارج هذا النــظام غــير مشــروعة».
ويصف صندين صديقه بالبطل الذي اختار أن يتبع قلبه ومشاعره في طريقة عيشه، ونجح في ان يثبت ان الانسان قادر على العيش من دون أموال ومتطلبات الحياة المدنية الحديثة، مستشهداً بما قاله سولو: «يمكن للانسان ان يزرع في داخله حب العطاء وأن يأخذ مجاناً مهما كانت الظروف التي يمر بها، لأن تلك هي الطبيعة البشرية الحقيقية الموجودة داخل كل فرد منا».
ولم يتخلّ سولو عن الأموال فقط، بل استغنى عن رخصة القيادة وجواز سفره، وقد غيّر اسمه من شيلابارغر الى سولو وهي تعني «الأرض» باللغة الاسبانية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد