تقليـص عمـر النفايـات النوويـة بآلاف السـنين
يحتوي الوقود النووي المستهَلك على عدد قليل نسبيا من المواد المشعة. ففي طن واحد من الوقود النووي المستنفذ حوالي 10 كيلوغرامات من النفايات المشعة المتكونة من حوالي 9 كيلوغرامات من البلوتونيوم المُشِع وحوالي كيلوغرام واحد من الأكتينيدات المشعة.
«وهذه الأكتينيدات تعتبر من النفايات النووية الشديدة الإشعاع وهي سامة للغاية»، كما يقول ديرك بوسباك من مركز «يوليش» للأبحاث العلمية غربي المانيا. واكثر ما يقلق الباحثين في هذه النفايات هي الفترات الزمنية الطويلة التي تواصل فيها إصدار إشعاعاتها الخطرة. وهو ما دفع بالعلماء إلى السعي للحد بشكل كبير من الخاصية السامة لهذه النفايات النووية زمنياً.
وبداية من العام 2014 سيتم الشروع في بناء محطة تجريبية بتقنية ألمانية في بلجيكا والبدء بتشغيلها ابتداءً من العام 2023. وتكمن مهمتها في تحويل النفايات الإشعاعية السامة كالبلوتونيوم والأكتينيدات في أقصر زمن ممكن إلى منتجات ثانوية أقل إشعاعاً وخطراً، وذلك من خلال استخراج هذه النفايات المشعة ومنها الأكتينيدات من قضبان الوقود في المفاعلات النووية بطريقة كيميائية أولاً.
وفي الخطوة الثانية، يستخدم الباحـــثون عمليات تبخير للمياه باستخلاص مواد الأكتينــيدات السامة من النفايات المشعة ويتم إنتاج قضبان جديدة من هذه الأكتينـــيدات. ويقومون بعدها بإنتــاج قضــبان وقود جديدة منــها، ومن ثم نقل هــذه القــضبان إلــى وحدة التحــويل النووي (ترانسميوتايشن).
وفي هذه الأثناء يتم تجهيز نيوترونات شديدة السرعة في أجهزة أخرى تعرف بالمُسرِّعات. ويلي ذلك قذف قضبان النفايات الإشعاعية السامة في وحدة التحويل النووي بواسطة النيوترونات العالية السرعة. وتصطدم هذه النيوترونات الفائقة السرعة بالأكتينيدات الإشعاعية السامة، ويَنتُج من ذلك تفاعل نووي تتحطم فيه الأكتينيدات وتتحـول إلى مواد أقل إشعاعاً وخطراً.
لكن الكثير من البحوث والاختبارات لا تزال جارية وهي تهدف إلى تقليل زمن إشعاع النفايات النووية بمئات الآلاف من السنين، كما يقول الباحث النووي من معهد كارلسرويه الألماني للأبحاث التقنية أندرياس غايست.
( «دويتشيه فيله»)
إضافة تعليق جديد