مصر: «الإخوان» أكثرية في «برلمان الدستور» يليهم السلفيون و«الوفد»
بدأت معالم أول برلمان في مصر بعد «ثورة 25 يناير» تتضح بإعلان النتائج شبه النهائية للجولة الأولى من المرحلة الثالثة الأخيرة في انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان). وكما كان متوقعاً نال حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، الأكثرية في البرلمان، يليه حزب «النور» السلفي، ثم «الوفد» الذي حقق مفاجأة بأن أطاح تحالف «الكتلة المصرية» الذي يضم أحزاب «المصريين الأحرار» و «المصري الديموقراطي» و «التجمع»، من المركز الثالث إلى الرابع.
وأعلن حزب «الحرية والعدالة»، أمس، حصول قوائمه على نحو 37 في المئة من أصوات الناخبين في المرحلة الثالثة التي خُصص لها 100 مقعد للقوائم، فضلاً عن حسم ثلاثة مقاعد فردية وخوض الإعادة على 29 مقعداً. وبقي مقعدان لم تعلن نتائجهما.
أما حزب «النور» السلفي فأكد الناطق باسمه محمد نور حصول قوائمه على نحو 27 في المئة من أصوات الناخبين، فيما ضمن مقعدين فرديين ويخوض جولة الإعادة على نحو 26 مقعداً.
وقال القيادي في حزب «الوفد» عصام شيحة إن حزبه حصل على 12 مقعداً في الجولة الثالثة، فيما لم تؤكد الناطق الإعلامية باسم «الحزب المصري الديموقراطي» هالة مصطفى نتائج الكتلة في المرحلة الثالثة، وإن كانت أوضحت أن الحزب ضمن مقعدين فقط في محافظة المنيا.
ومن أبرز نتائج المرحلة الثالثة خوض القيادي السابق في الحزب «الوطني» المنحل عبدالرحيم الغول جولة الإعادة على مقعد العمال - فردي في دائرة نجع حمادي في محافظة قنا (جنوب مصر) ضد مرشح مستقل، وهو ما أثار حفيظة قوى الثورة التي تعتبر الغول من رموز النظام السابق وواحد من أشهر ما اصطلح على تسميتهم «الفلول». كذلك يخوض المستشار مرتضى منصور المتهم في قضية قتل المتظاهرين المعروفة إعلامياً باسم «موقعة الجمل»، جولة الإعادة في الدائرة الخامسة في محافظة الدقهلية (دلتا مصر) ضد مرشح «الإخوان» خالد الديب.
وعلى رغم وجود 26 مقعداً تم إرجاء انتخاباتها وفقاً لأحكام قضائية، فإن النتائج التي ظهرت حتى الآن توضح ملامح البرلمان الجديد الذي يتكون من 498 مقعداً والذي سيختار اللجنة التي سيعهد إليها إعداد الدستور الجديد.
وقال منسّق «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، الذي يقوده حزب «الحرية والعدالة»، الدكتور وحيد عبدالمجيد لـ «الحياة» إن نصيب التحالف سيكون على الأرجح في حدود 230 مقعداً، منهم نحو 210 من حزب «الحرية والعدالة» والباقون من مختلف أحزاب التحالف. وأوضح عبدالمجيد أن التحالف كان يستهدف الفوز بـ 260 مقعداً «لكن القفزة غير المتوقعة لتحالف حزب النور غيّرت الخريطة الانتخابية لكل القوى».
أما الناطق باسم حزب «النور» فتوقع أن يفوز حزبه بـ 120 مقعداً في البرلمان الجديد ليشكل ثاني أكبر كتلة في مجلس الشعب، مشيراً إلى أن الحزب حقق ما كان يهدف إليه. كذلك قال القيادي في حزب «الوفد»، عصام شيحة، إنه تأكد أن الحزب سيكون ثالث أكبر كتلة في البرلمان بـ 40 نائباً. وأضاف أن الفضل في تحسّن نتائج «الوفد» في المرحلتين الأخيرتين يرجع إلى جيل الوسط الذي سعى إلى عقد مصالحة مع القيادة لتمرير الانتخابات بأكبر قدر ممكن من النجاح. وأوضح شيحة أن هذا الفوز أقل بكثير من المستهدف.
وقالت الناطقة باسم «الحزب المصري الديموقراطي» هالة مصطفى إن تحالف «الكتلة المصرية» كان يأمل بأن يأتي ثالثاً «لكن يبدو أن الوفد عقد كثيراً من التحالفات في المرحلة الثالثة»، موضحة أن التحالف أخفق في تحقيق ما كان يستهدفه.
في غضون ذلك، يصل الرئيس الأميركي السابق رئيس «مؤسسة كارتر» جيمي كارتر إلى مصر يوم الاثنين المقبل للمشاركة في متابعة جولة إعادة المرحلة الثالثة والأخيرة. وتعلن اللجنة العليا القضائية المشرفة على الانتخابات مساء اليوم النتائج النهائية للمرحلة الثالثة، وستنتظر حتى انتهاء الانتخابات في الدوائر المؤجلة قبل أن تعلن النتائج النهائية للقوائم.
أحمد رحيم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد