حاربوا أعداءكم بالموجات الصوتيّة
هل يمكن أن تشن حروب بدون استخدام الأسلحة النارية؟ هذا هو السؤال الذي يشغل المنتدى العسكري في مدينة كارلسروه الألمانية، حيث أعلن معهد «فراونهوفر» عن آخر إنجازاته وهي استخدام مكبرات الصوت كسلاح ضد جنود الخصم.
ويبدو أن المعهد، الذي باشر في المشروع بتكليف من الجيش الألماني، أخذ فكرة استخدام الصوت كسلاح ضد الأعداء من الصراخ الحماسي الذي كان المحاربون القدماء يطلقونه في وجه أعدائهم لإدخال الرعب في قلوبهم.
من هنا يتكون السلاح الضروري لذلك من عدة مكبرات صوت، مركبة بعضها خلـــف بعض، يمكن التأثير بها على المحاربين من على بعد عدة مئات من الأمتار، وتعريضهم لموجات صوتية مؤلمة.
ولمناسبة بدء أعمال المنتدى الذي ينظم كل عامين عن الأسلحة غير المميتة في مدينة ايتلينجن الألمانية، أوضح رئيس قسم أنظمة الطاقة في المعهد فيلهلم ايكل، في حديثه عن المشروع، أن مخاطبة الناس من بعيد تمثل إحدى أكبر المشكلات في مناطق الأزمات حيث لا يستطيع جنود وحدة معيّنة معرفة ما إذا كانت إحدى المجموعات المقتربة من الجنود تمثل خطرا ما، فـ»إذا أمكن مخاطبتهم قبل اقترابهم كثيرا فربما تم تجاوز الكثير من الصعوبات والمشاكل بسرعة».
وفيما علقت، خلال التجارب التي أجريت على النسخة الأولى من هذه «الأسلحة»، عشرة مكبرات صوت على حوامل في معمل المعهد، على بعد 15 مترا خلف بعضها البعض، أوضح ايكل فكرة التجربة قائلا «عادة ما ينتشر الصوت على شكل كرة ثم يتلاشى بعد عدة أمتار، ولكن استخدام المولد الصوتي يجعل الصوت ينتشر على شكل قمعي عبر عدة مئات من الأمتار».
كما أشار رئيس القسم إلى إمكانية استخدام المولد الصوتي لتحذير ضحايا محتملين من خطر محدق.
ويبدو أن الأميركيين، الذين يستخدمون مثل هذه الأجهزة، قد حققوا نتائج جيدة في محاربتهم للقراصنة، بينما لا تتوفر معلومات دقيقة عن استخدامها في العمليات العسكرية، وذلك نتيجة التزام العلماء السرية.
ويرى ايكل أن هناك فرصا جيـــدة لاستـــخدام هذه المولدات الـــصوتية في غضون عدة أعوام ضمن تجهيزات الجيش الألماني «فهي فعـــالة ولا تقتل أحدا»، ومع أن المولدات الصوتية تؤذي غـــشاء طبلة الأذن، فإن «هذا الإيــذاء متوفر اليوم في كــل مرقص»، يضيف إيكل مطمئناً.
المصدر: د ب أ
إضافة تعليق جديد