تسمم عائلة لاذقانية كاملة بفطور برية
خمسة أشخاص من أسرة واحدة أسعفوا مؤخراً إلى مشفى الوطني باللاذقية إثر تعرضهم للتسمم نتيجة تناول فطر سام، أجريت لهم الإسعافات الأولية اللازمة وتم إنقاذهم جميعاً حسب تصريح رئيس منظومة الإسعاف ومسؤول التسممات بمديرية صحة اللاذقية الدكتور لؤي سعيد الذي أشار إلى أن المشفى استقبل خلال عام 2010 إحدى عشرة حالة تسمم بالفطور لافتاً إلى حدوث حالة وفاة واحدة خلال عام 2008 لأن الفطر كان من النوع السام جداً
وأشار سعيد إلى وجود أناس لديهم هواية جمع وانتقاء الفطور بأنفسهم محذراً من خطورة انتقائها عشوائياً لجهة أن عامة الناس غير قادرين على التمييز بين الفطور الصالحة للأكل والسامة، لافتاً إلى أن الفطور السامة تتميز بألوانها الزاهية والمتداخلة إلا أن ذلك لا يمثل قاعدة ثابتة، كما أن الطهي والتجميد لا يزيلان خطر التسمم، وأشار سعيد إلى أن الفطور تكثر في فصل الخريف وخاصة أيام البرق والرعد وفي الأحراش وتحت الأشجار وهناك 5000 نوع من الفطر في العالم، منها فقط 200-300 نوع صالح للأكل و50-100 نوع سام ومنها ما هو سام لدرجة التسبب بالوفاة، ومن الفطور شديدة السمية فطر (جالا ريناسوليس) الذي ينمو على الأخشاب ويؤدي إلى وفاة من يتناول ثمرة واحدة منها بعد 7 -72 ساعة وهناك أيضاً فطر (الأمانيت) وهو من أكثر الأنواع سمية ومميت بنسبة 90%، ولفت سعيد إلى أن المادة السامة الموجودة في الفطر لا تتوزع بشكل متساو في النبتة بل تتركز في جزء معين منها وتختلف من نوع لآخر وتعتبر مادة (الموسكاتين) مادة طبيعية موجودة في بعض أنواع الفطور البرية وتسمى أيضاً (أمانيتا موسكاتين) تؤثر في الأعصاب المحيطية وهي ليست الوحيدة إنما هناك مواد أخرى تسبب التسمم بأشكال مختلفة، وأضاف سعيد: إنه من الشائع بعد تناول الفطر السام حدوث نخر كبدي وكلوي صاعق إضافة لأذية النسيج الرئوي وذلك بعد 2-3 أيام وربما أكثر، وفيما يتعلق بالأعراض الأولية للتسمم فهي كثرة اللعاب والتعرق وكثرة الدموع والتبول والإسهال فضلاً عن صعوبة التنفس وبطء القلب وتضيق الحدقات، أما بالنسبة للعلاج فإن المعالجة بالأتروبين تكون مفيدة في هذه المرحلة على حين يفضل كعلاج إسعافي إجراء غسيل للمعدة وإعطاء فحم فعال عل ذلك يفيد في تخفيض السمية إلا أن شدة التسمم تتبع لنوع السم الموجود في الفطر والكمية المتناولة وتكون كبيرة الخطر عند الأطفال وكبار السن.
ريمه راعي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد