وزير الأوقاف: من يقدم استقالته إما عاجز أو متهم!!
وزير الأوقاف د. زياد الأيوبي متزوج وله أربعة أولاد ثلاثة ذكور وفتاة.
حصل على إجازه الليسانس قسم التاريخ من جامعة دمشق عام ,1969 ومن ثم دبلوم في التربية, دفعه طموحه لدراسة التاريخ المتخصص بإحدى الجامعات الغربية, لكن لم يتحقق له ذلك.
عمل مدرساً في وزارة التربية ثم في السعودية, تابع تحصيله العلمي هناك وحصل على شهادة الماجستير في الاعلام الاسلامي عاد إلى سورية 1980 وعين مديراً للافتاء العام, استطاع أن يجمع بين الادارة وتحقيق أحد أجزاء كتاب دلائل الأحكام لابن شداد( وهو فقه مقارن) ونال شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن.. ويطمح لدراسة الفلسفة الاسلامية.
مع السيد الوزير د. الأيوبي كان اللقاء للوقوف عند الجوانب الإنسانية من حياته.
> ما التغيير الذي طرأ على حياتك بعد تسلمك منصب الوزارة?
>> لاشك أن حياة الوزير الشخصية تختلف عن حياته قبل ذلك وخصوصاً أن العمل في الوزارة يستنفد ساعات النهار جميعها ماخلا لحظات قليلة من الراحة.
ولا أشك أن ذلك كان على حساب العلاقة الأسرية والعلاقات الاجتماعية, ففي السابق كنت أكثر اتصالاً بأصدقائي وأكثر قرباً من عائلتي.. أما الآن فالاتصال محدود, ولا يمكن أن تصنع يوماً مدته 48 ساعة, فالمهام الملقاة على عاتق أي وزير وخصوصاً في الآونة الراهنة, تفرض عليه أن يهب جل وقته وجهده للتطوير والتحديث والمتابعة.
> كيف تكون ردة فعلك تجاه خطأ أحد موظفيك وقد استنفدت جميع طاقاتك?
>> عندما أشعر بضغط العمل, وأنه قد تصدر عني تصريحات أو تصرفات حادة, أتوقف عن العمل, وأخرج من المكتب إلى مكان آخر, وأتناول فنجاناً من القهوة أوالشاي.. لأعاود العمل أكثر هدوءاً واتزاناً.
> ماذا تفعل لو عاقبت أحد العاملين وعرفت بعد ذلك أن قرارك غير صائب.
>> الرجوع عن الخطأ فضيلة والوزير ليس معصوماً عن الخطأ والعودة عنه لا ينقص من شأنه, ولا يهز شخصيته بل العكس هوالصحيح.
> لو لم تكن وزيراً كيف تقيم عمل وزارتك?
>> بكل تواضع أقول إنني في بداية الطريق, وثمة ترسبات وتكلسات تمكنا من تجاوزها وعندما يقول أحدنا إنه راض عن عمله, فهو مغرور, أتمنى أن تكون النتائج أفضل وأحسن, ولكن لايكلف الله نفساً إلا وسعها.
> إذا تعارضت أراؤك مع جهات أخرى فهل تسعى لتقديم استقالتك?
>> تقديم الاستقالة أمر مرفوض شخصياً,فمن يقدم استقالته إما عاجز عن العمل أو متهم(مدان) ولكن عند تعارض رؤيتي مع بعض الأمور الأخرى فليس من الصعب الوصول إلى الحقيقة عبر الحوار.. والحوار الطويل وليس من خلال مايسمى بالاستقالة.
> إذا خرجت من الوزارة بتعديل أوتغيير وزاري فهل أنت مهيأ لتعود إلى ماكنت عليه ووهل هناك ثمة تغيرات تتناسب مع الوضع الجديد?
>> للإجابة عن هذا السؤال لابد أن يكون الإنسان منطقياً, ويأخذ الأمور بتعقل, وأقف في ذلك عند أمور أولها: أنه عندما صدر مرسوم تشكيل وزارة وكنت فيها تصورت مباشرة أنه سيصدر في المستقبل مرسوم لن أكون فيه وزيراً, وهناك شهود من زملائي على ذلك والأمر الآخر أن العاقل هو الذي يرى أن هذه المناصب لو كانت دائمة لغيره لما وصلت إليه, وأخيراً أقول إن كانت الوزارة عبارة عن تكليف فعلى الانسان أن يجد نفسه غريباً بعد خروجه عنها, والذي يتأزم هوالإنسان الذي يكون في وزارته بعيداً عن ربه, وعن وطنه, وعن مجتمعه, أما من يلتزم بالأنظمة والقوانين فسيخرج من الوزارة وهو أكثر التصاقاً بمحيطه ومجتمعه.
>حكمة تؤمن بها وموقف ترك أثره فيك؟
>> بعد استلامي الوزارة بحوالي شهرين, فقدت ابني الشاب ويبلغ من العمر 25 عاماً, عندها استوت عندي الحياة بكل مافيها بحلوها ومرها وبعزها وذلها.
أما حكمتي في الحياة فهي قول الله تعالى للنبى (ص) ( فاستقم كما أمرت) وأرجو من الله تعالى أن نكون من أهل الاستقامة .
فلا أروع من أن ينظر الإنسان إلى نفسه على أنه مقصر, وأنه بحاجة إلى الجد ومضاعفة العمل,والعكس هو غرور فحياة المرء في هذه الدنيا إن هي إلا رسالة ومهمة يؤديها وعليه أن يحسن أداءها.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد