المحافظة: بدأنا منذ عامين بإزالة (الستلايت) الفردي لتجميل دمشق والأهالي غير متعاونين
منذ ربع قرن تقريباً دخلت الى المنطقة، ومنها سورية خدمة البث التلفزيوني عبر الاقمار الفضائية من خلال تركيب جهاز طبق الاستقبال الفضائي والابرة المستقبلة، حيث يتم توجيه الصحن حسب القمر المراد استقباله في المنطقة في تلك الفترة لم يكن مسموحاً ولا متاحاً الاستفادة من هذه التقنية .
بعد ذلك كانت هناك أقمار بث فضائية عربية (اشترتها الدول العربية) وتم السماح باستيراد وتصنيع تلك الاطباق المستقبلة ولوازمها.
خلال ربع القرن الماضي وحتى الآن، ربما لم تعد أسرة في سورية لا تملك طبق استقبال، بل هناك العديد من الأسر لديها أكثر من طبق واحد على سطح شقتها أو مبناها، فحدث أمر جديد، ربما لم يكن بالحسبان وخاصة في المدن حيث المباني المؤلفة من عدة طبقات ومن أبراج يزيد عدد طبقاتها على العشرة، وبعض الابنية قد تكون مؤلفة من كتلتين وفي كل كتلة أربع شقق في كل طابق، وبحسبة بسيطة يظهر لدينا أن عدد الشقق هو ثمانون شقة في البناء الواحد أي ثمانون طبقاً
وهذا الأمر يعني حدوث تشوه بصري حقيقي في المدن، المهم أن الجهات المعنية تنبهت الى هذه الظاهرة واتخذت قرارها بمعالجتها وفق خطط وبرامج محددة وذلك من خلال وضع صحن أو طبق استقبال - كما يسميه الفنيون على سطح المباني التي تزيد طبقاتها على ثلاثة في المدن- يسمى هـذا الطبق طبقاً مركزياً يتم توزيع الخطوط منه عبر علبة لها عشرات المآخذ الى شقق المبنى كافة، ولكن ظهرت حين تنفيذ الخطة مشاكل متعددة، من أهمها اختلاف سكان البناء في الرأي والتوجه نحو الاقمار التي يريدون استقبال بثها.
ويقول أحد الفنيين إننا نركب في بعض الأحيان أربعة خطوط للمنزل الواحد حسب طلب صاحب المنزل الذي يضع في غرفة الاستقبال جهاز تلفزيون، وفي غرفة النوم جهازاً آخر وفي المطبخ جهازاً وفي غرفة الاطفال جهازاً وكل جهاز له طبق موجه على قمر مختلف عن الآخر عبر أبر متعددة على الطبق الواحد، أو عبر عدة أطباق.
المهم كيف ومتى بدأت فكرة إزالة الأطباق من على أسطح المباني في مدينة دمشق، وإلى أين وصلت، وما المشكلات التي تواجهها تلك الجهات مع الأهالي؟
معاون مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق (عمار سلام) المسؤول عن إزالة الأطباق المتناثرة على أسطح مباني دمشق وتوحيدها عبر جهاز مركزي، وهذا - بالمناسبة- معتمد في أغلبية دول العالم على الأبنية ذات الطبقات المتعددة يقول حين سألناه: كيف ومتى نشأت الفكرة.
لدينا لجنة في محافظة دمشق اسمها لجنة التجميل، ومن بين الأمور التي قدمت دراسات عنها لتجميل دمشق هي ظاهرة التشوه البصري نتيجة الصحون اللاقطة الموجودة على أسطح المباني بشكل كثيف ومؤذ للبصر.
ومنذ عامين تمت مناقشة هذه الفكرة، وعندما اتخذ القرار بإزالتها وتوحيدها بجهاز مركزي لاقط على سطح كل بناية، اختارت المحافظة مشروع دمر لأن له نظام إدارة، مثل نظام جمعيات وله مجلس إدارة يسهل التعاون معه، وقد تم البدء بهذا العمل منذ عامين، ونتيجة نجاح التجربة بمشروع دمر اتخذت المحافظة قراراً بتعميم هذه التجربة، وتم البدء بالمدينة، بعد شهرين تقريباً من بدء العمل أصدرت وزارة الادارة المحلية تعميماً في 11/1/2010 ينص على: «تنفيذاً لأحكام قانون النظافة وجمالية الوحدات الادارية رقم 49 لعام 2004 يرجى التعميم على مجالس المدن ومراكز المحافظات والمدن ليصبح نظام البناء النافذ فيها بالأبنية الطابقية ملزماً لشاغلي الأبنية المكونة من أكثر من ثلاثة طوابق لاستبدال اللواقط الفردية بلاقط مركزي، وفق ما يجده المكتب التنفيذ للمدينة مناسباً للتطبيق، وبمدد زمنية محددة.
وبعد دمر ستكون الأبنية النظامية في المدينة خاضعة لهذا التعميم باستثناء مناطق العشوائيات التي تتكون معظم أبنيتها من أقل من ثلاثة طوابق.
وعن الآلية المتبعة في العمل أكد أن البلديات المعنية- وهي المسؤولة- عن تنفيذ الخطة تقوم بتقديم إنذارات لشاغلي الأبنية التابعة لها إدارياً لإزالة تلك اللواقط واستبدالها بالتعاون مع البلدية، وحين لا يتم التعاون من شاغلي البناء يقوم عناصر البلدية بهذه المهمة بمؤازرة شرطة المحافظة، والإنذار مدته 15 يوماً، وغالباً تكون المدة أكثر من ذلك.
ويبين سلام أنه كان من المتوقع الانتهاء من هذه الاعمال مع نهاية العام 2010، لكن ذلك لم يحصل نتيجة عدم تعاون شاغلي الأبنية بسبب عدم الاتفاق فيما بينهم.
أما الأسعار التي يدفعها صاحب كل شقة حين تبديل الأجهزة اللاقطة بالجهاز المركزي فأوضح سلام أن من يراجع المحافظة يقول: إن الكلفة بين 1000-1500 ل.س.
أما أحد الفنيين الذي يعمل بتبديل وتركيب اللاقط المركزي فبين أن الكلفة هي بحدود 500-600 ل.س بحسب بعد الشقة عن السطح.
بعض الأهالي يقولون إنه يحدث في بعض الأحيان تخريب وفوضى حين يقوم عناصر البلدية بإزالة اللواقط الفردية، وهذا الكلام رد عليه سلام بالقول: وردتنا شكاوى بهذا الخصوص، وتابعناها ولكن تبين أنها غير صحيحة، فنحن نطلب من ساكني البناء أو لجنة البناء الصعود مع عناصرنا الى سطح المبنى، وحين لا يستجيب الأهالي أو لا توجد لجنة بناء لا يصعد عناصرنا إلا برفقة الشرطة، وتقوم الشرطة بتسليم جميع متعلقات الصحون الى لجنة البناء أو قاطنيه، وفي 99٪ من الحالات يصعد معنا بعض قاطني البناء وحتى لو كان واحداً منهم فيتم الاتفاق بين عناصر البلدية وشرطة المحافظة وبين أحد ممثلي البناء فيأخذ القديم ويركب الجديد، ولاشك قد يحدث لغط في مثل هذه المواضيع، ولكن رغم ذلك المحافظة أصدرت مجموعة من التعاميم تؤكد على عناصرها ان يتم الفك والتركيب بالطرق القانونية، وتهتم المحافظة بجميع الشكاوى الواردة إليها بهذا الخصوص وتتابعها وتعالجها، وقلنا له لكن الشكاوى مستمرة.
فأعطانا سلام أحد التعاميم الذي يقول: «إشارة إلى أعمال إزالة اللواقط الفردية من على أسطح المباني، وردتنا بعض الملاحظات والشكاوى التي تكرر حدوثها في أغلب الدوائر، مثل قيام بعض العمال بأخذ الأبر والكابلات، واستخدام المهدات في أعمال الإزالة، وهذا مخالف للقانون، يطلب الحرص على عدم الإساءة، والصحون وتوابعها تعود لأصحاب البناء ولا علاقة للبلديات بها.
وعما اذا كان هناك مقترح بأن تقوم المحافظة بتركيب اللاقط المركزي على نفقتها مقابل اللواقط والأبر القديمة قال سلام: لا يحق للمحافظة القيام بذلك، وقد قامت المحافظة بإزالة وتركيب اللواقط في شارع العابد وشارع 29 ايار وغيرهما ولكن على حساب المواطن.
وعن عودة بعض الأهالي بعد انتهاء عمل عناصر البلديات بإعادة تركيب لاقط خاص على سطح البناء أو على البرندا أو بلكون الشقة، والمسؤولية في حال حصول ذلك قال: هذا يحدث فعلاً، ومن يقم بذلك وتعلم به البلدية أو المحافظة فسيتم الاستحصال على إذن من النيابة العامة بالدخول الى الشقة لإزالة المخالفة، وعن الغرامة المالية لذلك قال: لا توجد غرامة لأن هذا الموضوع ليس له ناظم.
أما المحاور التي اعتمدتها المحافظة في دمشق وأحيائها فهي - حسب سلام- 30 محوراً تم الاتفاق على تسميتها محاور التجميل الاساسية، إضافة الى بعض محاور المشاة والمسار التاريخي الذي يبدأ من الجامع الاموي الى الحجاز وسعد الله الجابري، وفكتوريا الى ساحة المحافظة والسبع بحرات وشارع العابد الى قصر الضيافة وساحة الروضة، وهذه المحاور قسمت الى ثلاث حلقات، الحلقة التي تحيط بمدينة دمشق القديمة والحلقة التي تربط بين الساحات الاساسية في المدينة والشوارع التي تربط الساحات ببعضها، إضافة الى الحلقة الخارجية التي تأتي من المتحلق الجنوبي الى المدخل الشمالي ومداخل دمشق مع المتحلق الشمالي، وكذلك المدخل الغربي اوتستراد المزة الى طريق المهاجرين وجميع قاطني هذه المناطق تم انذارهم، ولكن الذين استجابوا هم عدد قليل جداً، لذلك لجأت المحافظة الى تنفيذ ذلك على نفقة المواطنين.
وقال عن نسبة الإنجاز لغاية شهر 11 لعام 2010 وصلت النسبة إلى نحو 54٪ ومتوقعاً وصول النسبة إلى 100٪ مع نهاية العام 2011 على أبعد تقدير.
وتمنى أخيراً على وسائل الإعلام أن تلعب دوراً في هذا المجال وخاصة لجهة تعاون المواطنين وعدم القيام بإعادة تركيب لاقط فردي بعد انتهاء عناصر البلديات من إزالتها وتركيب المركزي.
أحد الفنيين في كفرسوسة وآخرون في السويقة من المتخصصين بتركيب الأطباق اللاقطة وبيعها سألناهم عن الأبر ذات المآخذ المتعددة التي يتم تركيبها للطبق المركزي فقالوا الأبرة ذات 8 مآخذ ثمنها بين 1350- 1600 ل.س بحسب نوعها، وهذا يعني أن الكلفة للبناء المؤلف من 8 شقق نحو 200 ل.س على كل شقة ثمناً للأبرة ويزيد سعر الأبرة كلما ازداد عدد المآخذ لكن لا تزيد الكلفة على صاحب الشقة على 200 ل.س كثمن للابرة، وغالباً ما يتم استخدام أحد الأطباق اللاقطة القديمة الموجودة على سطح البناء، ولكن يبقى على صاحب كل شقة ثمن الكابل وثمنه من 30 الى 40 متراً نحو 200 ل.س، يضاف اليها أجرة الفني الذي يقوم بالتركيب، وبعملية حسابية بسيطة تتراوح الكلفة على صاحب الشقة الواحدة بما يتراوح بين 500 -600 ل.س.
هلال عون
المصدر: الثورة
التعليقات
الاجدى من المحافظة ان تقوم هي
إضافة تعليق جديد