إسلاميو موريتانيا يتظاهرون ضد الغلاء
تظاهر أمس الأحد آلاف الإسلاميين بالعاصمة الموريتانية نواكشوط للتنديد بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وللتحذير من مخاطر استمرار ذلك على أمن البلاد واستقرارها.
ونظم الإسلاميون مهرجانهم الشعبي تحت شعار "غلاء الأسعار يهدد الاستقرار"، في أول تحرك شعبي وجماهيري لهم بعد موجة الغلاء الأخيرة التي شهدتها البلاد، والتي أثارت حراكا سياسيا وشعبيا قويا وغير مسبوق بشأن موضوع الغلاء.
وسبق لائتلاف الأغلبية الحاكم ومنسقية المعارضة (التي تضم ما يوصف بالمعارضة الراديكالية) أن نظما في الأيام الماضية مهرجانين جماهيريين بشأن موضوع الغلاء والأسعار وبشأن الأداء الحكومي بشكل عام، قبل أن ينضم الطرف الثالث وهو حزب تواصل الإسلامي الذي يوصف بالمعارضة غير الراديكالية إلى هذا الحراك الجماهيري.
ودعا رئيس الحزب محمد جميل منصور إلى تحرك عاجل لمواجهة موجة الغلاء قبل أن تستفحل الأزمة ويتعذر الحل، وأكد أنه لضمان أمن البلاد واستقرارها وهدوئها لا بد من وضع حد لطغيان الأسعار وبسط العدالة الاجتماعية بين المواطنين.
وقلل منصور من شأن الخطة الحكومية المعلنة لمواجهة الأزمة والتي تتضمن فتح 600 محل للبيع بأسعار مدعومة، مؤكدا أن أزمة الغلاء لا يمكن مواجهتها دون رفع الرواتب، وتشغيل آلاف الشباب العاطلين عن العمل، وإنهاء الاحتكار، وفتح سوق المنافسة الحرة بين رجال الأعمال بعدالة وإنصاف.
وأكد أن الإجراءات الحكومية قد تنفع قليلا ولبعض الوقت، لكنها لن تفيد كثيرا وطوال الوقت، وأن على من يريد استقرار الأوضاع أن يبادر بمساعدة الناس في الحصول على لقمة عيش كريمة.
وشدد منصور على أن كل ذلك لا يمكن أن يتحقق دون وفاق وطني وحوار جاد ومسؤول بين كل القوى السياسية، لا على أساس المشاركة في الحكومة وتقاسم الكعكة، وإنما بهدف إنقاذ البلد وحفظ أمنه واستقراره.
ورأى محمد غلام ولد الحاج الشيخ نائب رئيس الحزب أن البلد تحيط به مخاطر جمة بفعل غياب العدالة الاجتماعية، ودعا إلى أخذ العبرة مما حدث في تونس، حيث لم يعد من المقبول ولا حتى من الممكن أن يحكم الناس بالأساليب الفردية والقمعية.
وأوضح أنه رغم مطالبته للناس بأن يتمسكوا بأرواحهم، فإنه يتساءل: لماذا يصل الأمر إلى درجة أن يفقد الناس الثقة في حياتهم ويختاروا الموت على الحياة؟ مطالبا الحكومة بعلاج هذا الخلل وبسط الحرية والعدالة بين المواطنين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
وأكد القيادي بالحزب السالك ولد سيدي محمود أن غلاء الأسعار وصل "مستوى جنونيا" في موريتانيا لم تعد تجدي معه الرواتب الحالية لموظفي القطاع العام، وطالب باتخاذ إجراءات عاجلة من بينها استحداث ما يسمى بطاقات التموين التي توجد في الكثير من البلدان ذات الظروف المشابهة.
ورفض قول الحكومة إن سبب الارتفاعات الأخيرة خارجي، مؤكدا أن نسبة كبيرة منه تعود إلى الضرائب والرسوم التي تفرضها الحكومة على المواد الأساسية، إضافة إلى فساد الإدارة الذي يدفع المواطنون البسطاء مسؤوليته حسب رأيه.
ورغم أن حزب تواصل الإسلامي ظل منذ انتخاب الرئيس الحالي ينأى بنفسه عن الانخراط في منسقية المعارضة، ويبتعد عن خطابها "الراديكالي"، وينتهج ما يصفه بالمعارضة "الناصحة"، فإن الكاتب الصحفي أحمدو ولد الوديعة يرى في تحرك الإسلاميين بالوقت الحالي وسقف خطابهم السياسي المرتفع في هذا المهرجان، ما يؤكد أنهم بدؤوا يقتربون أكثر من خط المعارضة الراديكالية.
ويوضح الوديعة أن ما يصفه بالتحول في الخطاب ربما يأتي بسبب الضغط القوي من بعض قواعد الحزب التي لم يرق للكثير منها خط التقارب مع السلطة الذي يقولون إنه أفقد الحزب الكثير من ألقه وشعبيته ولم يقدم له مكتسبات سياسية في حجم التنازلات المقدمة.
أمين محمد
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد