طفل التوحد لا يمكن تأهيله بمعزل عن أسرته
حين يولد الطفل فإن أول مايراه في الوجود والديه ، حيث يبدأ هذا الطفل في النمو والتطور وتبدأ حركاته الأولى وابتساماته وانفعالاته واستجاباته لما حوله ، داخل منزله مع والديه وهذان الأمران هما البيئة الأولى التي يعيش فيها الطفل
وكذلك ذوو الاحتياجات الخاصة يتعلم وينشأ فيها فيكتسب من خلال هذه البيئة، ويتعلم المهارات المختلفة والتي يأتي على رأسها القدرة على الحوار والتواصل مع من حوله.. الاستاذة نهلة ياغي قائم بالأعمال في كلية الآداب قسم علم الاجتماع حاورناها في مجموعة من المفاهيم التي تتعلق بالطفل التوحدي لنسألها:
مهارات تواصلية خاصة
قد يعتري المهارات التي يكتسبها الأطفال بعض الخلل فما هو الأثر الذي يترك للأسرة ؟.
يكون له أكبر الأثر في تطورها بشكل سليم , وهنا يختار الوالدان الطريقة المثلى لمواجهة هذا الخلل فيلجأان للمتخصصين لايجاد الحل المناسب. ، وبالتالي إعطاء الوالدين المعلومات والنصح والتوجيه والأساليب والاستراتيجيات الخاصة باضطراب طفلهم التوحدي ، الذي سيساعدهم في تطوير المهارات التواصلية والمهارات الخاصة المناسبة لدى طفل التوحد ، وذلك في كافة حاجات الطفل الجسدية والنفسية، ولذلك إن موضوع تدريب الوالدين على اكساب طفلهم التوحدي المهارات التواصلية والمهارات الخاصة له, الأثر في علاج هذا الطفل وذلك في جميع نواحي حياة هذا الطفل, والتي جميعها تشترك في نقطة رئيسية وهي ان التدريب يقوم بشكل أساسي على مبدأ التعليم التدريجي أو التعبير التدريجي للطفل.
دمج الاشارة مع الكلام لتوضيحه
كيف يمكن لهذا التدرج أو التعبير في التعليم ليعطي نتائج أفضل؟
لابد من التدريب على استخدام وسيلة تواصل مناسبة له ومع الآخرين لفظية وغير لفظية، فيتعلم الطفل الطبيعي مثلاً التأديب والتهذيب من خلال التواصل اللفظي في البداية، ومن ثم التواصل اللغوي، فالطفل في سنته الثانية قادر على معرفة معنى رفع الصوت والنهي وتغيرات الوجه كما تأشيرة الأصابع للنهي أو الوعيد ، يتعلم هذه الاشارات ومغزاها وأسلوب التعامل معها, أما الطفل التوحدي لديه ضعف في التواصل اللفظي وغير اللفظي كما لا يعرف معنى الاشارة لعدم وجود التخيلية، لذلك فمن الصعوبة عليه معرفة الأوامر , وهنا تكمن أهمية التدريب على الاشارة ومعناها فإذا كان الطفل قادراً على الكلام فيمكن دمج الاشارة مع الكلام لتوضيحه وترسيخه.
قدرات محددة
يعتقد بعض الأهل ان العقاب هو الطريق إلى التأديب هل هذا صحيح ؟
* ذلك غير صحيح فالطفل لديه قدرات محددة تحتاج إلى التدريب ، وقد يستمر في سلوكيات معينة لكن بالتدريب يمكن تغيرها وبوضع تخطيط لكيفية التعامل مع الطفل معتمدة على معرفة قدراته وما يقوم به من سلوكيات معينة ، وأن نجعل التدريب من خلال خطوات صغيرة أي خطوة خطوة فمثلاً:إذا كان الطفل يقوم بعض الآخرين فيمكن استخدام قطعة من ( المطاط) لعضها إذا كان الطفل في عمر متقدم فيمكن استخدام اللبان لشغل أسنانه حتى وقت اللعب لا تسمح له بالعض ( عض لعبته) فليس كل العض ناتج عن العض وإنما عن الشعور بالإحساس بالاستمتاع عن طريق الفم.
لا تنفعل أو تثور
- السعي نحو تعديل بعض أنواع السلوك غير المرغوب به مثل الضرب والرفس..
اجعل طفلك يعرف انك تعرف كم هو صعب التحكم في بعض السلوكيات وانك تعرف انه غاضب وما هو شعوره الداخلي وانك معه وتسانده على كافة الأحوال فيجب ان يتعلم عدم ايذاء الآخرين وذلك من خلال الكلام والاشارة ، فلنفترض أن طفلك رمى اللعبة على أخيه أو قام برفس أو ضرب أخيه فوراً ضع طفلك في حضنك حتى يهدأ ثم كن صارماً ولكن بحنان، لا تنفعل أو تثور فذلك سيخيف الطفل وستزيد من السلوك السيىء .
ما الهدف ؟
الهدف هو ايصال رسالة لطفلك انه قادر على التحكم في نفسه والهدوء وانه بإمكانك مساعدته على ذلك, وبعد هدوئه يمكن مناقشته بالموضوع لكي يعرف خطأه وذلك بصورة متكررة دائماً .
مشاركة اجتماعية مع الآخرين
- توفير نشاطات اجتماعية مع الآخرين: وذلك من خلال مشاركة أطفال التوحد في أعمال المنزل مثلاً نطلب من الطفل ترتيب وفرز الجوارب فإن ذلك يعلمه مهارات المطابقة والترتيب وعند فرزه ونشره للملابس المغسولة فإنه يتعلم التجميع والتصنيف ، وعندما يضع ويرتب بعض الأطعمة على المائدة فإنه يتعلم الترتيب ، أما كنسه لأوراق الأشجار المتساقطة في حديقة المنزل فهو تمرين لعضلات اليدين الكتف كما ان مشاركته مع اعداد الطعام وتوزيعه سيتعلم منها المشاركة الاجتماعية مع الآخرين.
التجربة والتكرار
- التدريب على استخدام الحمام في قضاء حاجته لأن التدريب على دخول الحمام هي الخطوة الأولى قبل التدريب على التبول وذلك الأمر يحتاج الصبر والوقت من الأهل, فإذا لوحظ أن الطفل مهتم بالحمام وملاحظته لإخوته فإنها الفرصة مناسبة للبداية, أما إذا كان الطفل خائفاً ولديه ضعف في الاحاسيس وصعوبة التحكم فذلك يحتاج إلى الصبر, وإذا كان الطفل لا يمكن ملاحظة أنه رطب مبلل فإنه غير جاهز للتدريب .
ما هي العلامات كي تستطيع من خلالها الأسرة التعرف إذا كان طفلهم توحدياً؟ .
- صعوبة الاختلاط مع الأطفال الآخرين وتجاهل الآخرين كأنه اصم.
- رفض مقاومة التعليم والتدريب.
- عدم طلب المساعدة من الآخرين عند احتياجها.
- غير ودود ومتحفظ.
- يطيل النظر إلى العابه وعلاقة غير طبيعية مع لعبته.
- عدم الخوف والحذر من الأشياء الخطرة.
- الضحك من غير سبب والصراخ الدائم من غير سبب.
- الحركة المستمرة من غير هدف.
- عدم التركيز بالنظر.
ما النصيحة التي تقدمينها للأسرة ؟
أود أن أقول ان الطفل بشكل عام يحتاج الحنان والدفء من والديه وخاصة أمه فكلما أعطت الأم طفلها مزيداً من الحنان والعطف كلما شعر بالأمان والثقة بالنفس هذا الأمر متلازم وجود التنبيه والتحذير وعدم الضرب واستعمال الالفاظ البذيئة مهما كان سلوكه وانما بالتكرار ثم التكرار والارشاد بأن هذا النوع من السلوك خاطىء فما بالك الطفل التوحدي فهو يحتاج إلى ضعف ما يحتاجه الطفل السليم.
محمد عكروش
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد