خلافات حكومتي غزة ورام الله تنعكس أزمة كهرباء في القطاع
لاحت بوادر أزمة إنسانية جديدة في غزة، بعدما توقفت محطة توليد الكهرباء الرئيسية في القطاع عن العمل، بسبب عدم تزويدها بما يكفي من كميات الوقود نتيجة للخلافات الدائمة بين الحكومة المقالة التي تديرها حماس في غزة، وحكومة تسيير الأعمال في رام الله.
وذكرت مصادر فلسطينية في غزة انه تم تزويد محطة توليد الكهرباء ببعض الوقود، لكن المحطة بقيت متوقفة عن العمل لأن الكمية التي وصلت لا تكفي سوى لتشغيل مولد واحد ليوم ونصف يوم. وقال مصدر مسؤول في شركة الكهرباء في غزة انه «بالرغم من دخول السولار الاصطناعي لمحطة توليد الكهرباء، فإنه لا يوجد بعد قرار بإعادة تشغيل المحطة».
ودعا المدير العام لشركة توزيع الكهرباء في غزة المهندس سهيل سكيك حكومتي رام الله وغزة إلى «تحمّل المسؤولية، وعدم تسييس هذه المشكلة»، موضحاً أنه «في حال تشغيل المحطة، فسيحل جزء من الأزمة، وبدلا من قطع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة، سيقطع ثماني ساعات يوميا».
وكانت سلطة الطاقة في الحكومة المقالة في غزة أعلنت ان محطة توليد الكهرباء في القطاع توقفت صباح السبت عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، محملة السلطة الفلسطينية مسؤولية هذا التوقف بعدما امتنعت عن دفع قيمة الوقود اللازم لتشغيل المحطة. إلا ان السلطة الفلسطينية شددت، على لسان مدير المكتب الحكومي في حكومة سلام فياض غسان الخطيب، على أن عدم دفع قيمة الوقود سببه عدم دفع المستفيدين ثمن فاتورة الكهرباء، لافتاً إلى أنّ شركة كهرباء غزة لم تلتزم ببنود اتفاق تحويل أموال جباية الفواتير المحلية طوال الشهر الماضي.
وحذر وزير الصحة في الحكومة المقالة باسم نعيم من وقوع كارثة صحية كبيرة جراء انقطاع التيار الكهربائي في غزة. واعتبر أنّ الأزمة الحالية «مفتعلة»، لافتاً إلى أن «هناك قرارات سياسية من جهات معروف توجهاتها الحزبية تمارس ضغوطا على أهالي قطاع غزة وتستغل معاناتهم لكي يرفعوا الراية البيضاء، ولانتزاع أثمان سياسية من الحكومة الفلسطينية (المقالة)»، فيما أشار مدير عام الإسعاف والطوارئ في غزة معاوية حسنين إلى أنه «تم رفع حالة الطوارئ في جميع مستشفيات غزة جراء خطر انقطاع التيار الكهربائي».
من جهة ثانية، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا ان الفلسطينيين مستعدون للذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل إذا توافرت المرجعيات. وقال عباس، خلال افتتاح «مجمع فلسطين الطبي» في رام الله: «نحن نمر الآن في مرحلة دقيقة جدا في ما يتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة وعملية السلام... ونحن مستعدون للذهاب إلى المفاوضات المباشرة وغيرها إذا توفرت المرجعيات». وأوضح ان هذا يعني أنه «إذا توفرت خريطة الطريق وان نعرف إلى أين ذاهبون ان كان من خلال مفاوضات مباشرة او غير مباشرة».
وفي دمشق، جددت فصائل المعارضة الفلسطينية رفضها للمفاوضات مع إسرائيل، سواء المباشرة أو غير المباشرة. وأكد المجتمعون في بيان صدر في ختام الاجتماع الدوري للجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني «رفضهم للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، والتحذير من نتائجها الخطيرة واتخاذ كل الخطوات التي من شأنها إحباط ومواجهة هذا التحرك». وشدد المجتمعون على أن «فريق السلطة الفلسطينية المفاوض في رام الله ليس مفوضا ولا يمثل ولا يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد