حدائق دمشق مساحات حرّة للموسيقى والعروض البصرية
يعيش سكان منطقة باب توما الأثرية في دمشق وزوّارُها، متعةً بصرية وسمعيّة، كلَّ يوم جمعة، وعلى مدى شهر، في حديقة القشلة. فقد أَطلَق مشروع «موسيقى على الطريق» الذي تُنظّمه جمعية «صدى» الثقافية الموسيقية ومحافظة دمشق، منذ 9 تموز (يوليو)، أولى حفلاته الخمس بعنوان «رحلة بصرية»، ويدمج المشروع الفنون البصرية (فيديو، تصوير ضوئي، رسم حي، عروض رقمية) بالموسيقى الحديثة (جاز، بوب، روك، موسيقى إلكترونية وتجريبية).
على جدران البيوت الدمشقية المجاورة للحديقة، عرض المصوّرون مجد الحموي، ووائل خليفة، ومظفر سلمان، وعادل سمارة أعمالهم، بينما قُدِّمت أربعة أفلام فيديو آرت هي «لوازم أركيلة»، و «out put» لإبراهيم رمضان الحسن، و «بدون عنوان»، و «واحدة ونصف بتوقيت دمشق» لسلام الحسن. في حين رافقت العرضَ البصري موسيقى الجاز لرباعي إبراهيم سليماني.
وعلى رغم تزامن الحدث مع أيام مهرجان الجاز في قلعة دمشق، إلا أن سليماني يرى أن الأمر لا يُشكِّل أيَّ تَحدٍّ بين الطرفين، «لأن الأنماط الموسيقية المتعددة تمنح الجمهور فرصة لاختيار ما يرغب فيه من موسيقى».
ويعارض سليماني تسمية «موسيقى بديلة» لما فيها من إلغاء لأشكال موسيقية قائمة بذاتها، موضحاً أن موسيقاه مستقلة. وعزف الرباعي مقطوعات ألّفها سليماني، إلا أنَّه ارتجل ضمن خطوط عامة موسيقى تتناسب والعروض البصرية التي قُدِّمَت، وكان تفاعل الفرقة واضحاً في ارتجالاتها الموسيقية، خصوصاً أثناء عَزْفها على خلفية فيلم الرسوم المتحركة «واحدة ونصف بتوقيت دمشق» الذي يجول في أحياء دمشق مع فتاة صغيرة، تعبر كطيف أمام جهاز العرض السينمائي لرجل عجوز.
وسيكون الجمهور الدمشقي على موعد مع حفلة آخرى في الشهر الجاري بعنوان «لقاء عابر/ أوبرا شارع معاصرة»، حيث يجتمع الرقص والموسيقى مع الرسم الحي لفرنسوا بير، وأماديس دانكل، وباربو بيجان». ويقدم الثنائي ديمة أورشو وزيد حمدان موسيقاهما في 23 تموز ضمن «ليلة رقمية»، يُنفِّذ فيها محمد علي إلى جانب الموسيقى عرضاً رقمياً بصرياً.
كما يحظى الجمهور في 30 تموز بعرض فيلم «تحت سماء دمشق» الصامت، من إخراج إسماعيل أنزور، مع موسيقى حية بمشاركة خالد عمران، وناريك عبجيان، وفراس شهرستان. وفي 6 آب (أغسطس) المقبل، يتابع الجمهور حفلة «أسود أبيض» مع موسيقى فرقة «مبرد» وفيديو: «أنطوان عنتابي، ووارف أبو قبع.
رنا زيد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد