توقع استئناف كامل للطيران بأوروبا
توقعت المنظمة الأوروبية لسلامة النقل الجوي (يوروكونترول) عودة حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها في الأجواء الأوروبية اعتبارا من اليوم الخميس بعد أسبوع من الشلل شبه الكامل في حركة الطيران بسبب سحابة الرماد الناجمة عن ثوران بركان آيسلندا.
وعادت الرحلات الطبيعية إلى مطار شارل ديغول الرئيسي في باريس اليوم وفق مسؤول في المطار، وأعلنت سلطات الطيران في فرنسا فتح الأجواء كاملة أمس لكن وزير الدولة الفرنسي للنقل دومينيك بوسرو أشار إلى أن عودة الطيران إلى طبيعته قد تستغرق 48 ساعة أخرى.
واستأنف الطيران اليوم بشكل طبيعي أيضا في الدانمارك، وفق متحدث باسم مراقبة النقل الجوي.
كما أشارت هيئة الطيران المدني البريطانية إلى أن الرحلات في أنحاء بريطانيا استؤنفت بعدما خفض العلماء وشركات صناعة الطائرات خطر الطيران في المناطق التي توجد بها تركيزات منخفضة نسبيا من الرماد البركاني.
من جانبها أوضحت المنظمة الأوروبية أمس الأربعاء أن عدد الرحلات الجوية بلغ 22500 رحلة مقارنة مع معدلها الطبيعي البالغ نحو 28 ألف رحلة أي ما نسبته نحو 80%، مشيرة إلى أن الرحلات عبر الأطلسي عادت إلى معدلها الطبيعي، حيث أدى انقشاع سحابة الرماد البركاني تدريجيا إلى استئناف جميع الرحلات عبر ضفتي المحيط الأطلسي حيث وصلت 338 رحلة إلى أوروبا الأربعاء.
وطبقا لأحدث بيانات يوروكونترول فإن تقييد على الرحلات لا يزال مطبقا في عدد قليل من المناطق (التابعة للمجال الجوي الأوروبي).
وفي هذا السياق أغلقت اليوم عدة مطارات أجواءها في جنوب وشمال السويد وجنوب غرب النرويج بسبب عودة سحابة الرماد البركاني وفق ما ذكرته سلطات النقل الجوي في هذين البلدين.
وتشمل المطارات المغلقة مطاري غوتنمبرغ ومالمو ثانية وثالثة كبريات المدن في السويد إضافة إلى عدة مطارات صغيرة، في حين أغلق مطارا بريغن وستافنغر ثالث ورابع المطارات الكبيرة في النرويج، ومن المقرر أن يصدر البلدان بيانات أخرى اليوم بناء على التطورات.
وطبقا للمنظمة الأوروبية سيكون عدد الرحلات التي ألغيت منذ 15 أبريل/نيسان الجاري قد تجاوز 100 ألف رحلة مع نهاية اليوم الأربعاء، وهو ما أثر على ملايين المسافرين حول العالم.
في هذا السياق كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن شركات الطيران خسرت 1.7 مليار دولار حتى الآن جراء التداعيات السلبية لسحابة الرماد البركاني، وحث الحكومات على بحث سبل لتعويض شركات الطيران.
ووفر استئناف الطيران المتوالي للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل وشركات الطيران قدرا من الارتياح ولكن مواعيد الإقلاع والهبوط لا تزال مضطربة.
ويبدو أن مشاكل قطاع الطيران لن تنتهي عند هذا الحد، حيث يتوقع أن تستغرق عودته إلى طبيعته أياما وربما أسابيع بسبب طوابير المسافرين الذين علقوا جراء إغلاق المجال الجوي، إضافة إلى الرحلات المتراكمة مما أدى إلى حدوث فوضى في المطارات.
كما أنه ورغم فتح الأجواء كاملة في بريطانيا ومعظم الدول الأوروبية، فإن من بين المشاكل التي تواجه الرحلات وجود العديد من الطائرات وأطقمها خطأ في مواقع غير مخصصة لها في أوروبا والعالم.
ويدور جدل في بريطانيا ودول أوروبية أخرى حول جدوى فرض حظر الطيران، وسط دعوات في مجلس العموم البريطاني لفتح تحقيق بهذا الشأن.
ولكن هنري غودرو وهو مستشار علمي بالأمم المتحدة درس البراكين على مدى 40 عاما دافع عن إغلاق المجال الجوي. وقال في مؤتمر صحفي في جنيف أمس "الشيء الوحيد الذي يتعين عمله هو وقف الطيران مع غياب حقائق موثوق بها نظرا لاحتمال أن تتعرض محركات الطائرات لأضرار خطيرة وربما تتعرض لخطر التحطم".
ونفى غودرو -الذي يرأس أيضا الجمعية الأوروبية لعلم البراكين- وجود ردّ مبالغ فيه لحظر الطيران، حيث لا تتوفر معلومات كافية عن السحب البركانية وما قد يحدث للطائرات عندما تخترقها.
المصدر: الجزيرة+ وكالات
إضافة تعليق جديد