عيد غزة في الخيام: دموع وذكريات مؤلمة
في ساعة مبكرة من اول ايام العيد، جلس كمال عواجة الملقب بـ«أبو ربيع» والبالغ من العمر 48 عاما، على كرسي بلاستيكي ابيض امام خيمته الرثة ليستقبل عشرات المهنئين في العيد من الاقارب والجيران.
ويقول الرجل مبتسما بحزن: «اشعر ان هذا اليوم غريب لا كأنه عيد»، ويتابع «لقد قتلوا ابني ابراهيم وهو لم يتجــاوز التاسعة من العمر. كان في حضني دخـلوا علــينا في البيت واطلقوا النار فقـتلوه. اصبت انا وام ابراهيم وخرجنا من البيــت ننزف ثم دمروه».
وتنتصب خيمة ابو ربيع على انقاض بيته المدمر قرب مستعمرة دوغيت السابقة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وفي واحدة من زوايا الخيمة وضع تلفزيون صغير يعلوه مصباح يشكل اداة الانارة الوحيدة فيها. اما ام ربيع، فترفع يديها الى السماء قائلة «حسبي الله ونعم الوكيل! اين فتح وحماس؟ اين الامة العربية والاسلامية الذين تركونا في القرن الحادي والعشرين نعيش في خيام بالية مثل الاموات بلا اهتمام».
ويؤكد ابو ربيع الموظف في مديرية التوجيه السياسي التابعة للسلطة الفلسطينية ان «الوضع صعب وخطير اكثر من اي وقت مضى»، ومع ذلك يشعر بالفخر لانه ما زال صامدا. ويقول «في خيمتي التي اجبرت على العيش فيها لن نتخلى عن حقنا في اعادة اعمار البيت والحياة بامان وسلام مثل العالم».
أما في حي الزيتون شرق غزة، فتقيم عائلة السموني التي فقدت عشرات من ابنائها في الحرب، في خيمة كبيرة من القماش فوق ركام منازل مدمرة لاستقبال المهنئين في العيد. ويصطف شبان ورجال امام الخيمة لاستقبال الضيوف الذين انهوا لتوهم الصلاة في ساحة قرب المسجد في الحي.
لكن محمد السموني تساءل «نحن في خيام ممزقة. الناس تأتي لمواساتنا وتهنئتنا... اي تهنئة ونصف العائلة ماتوا شهداء في الحرب ولا زلنا من دون بيوت تؤوينا؟ العائلة تشردت ويبدو أنه لا مستقبل لنا»، مؤكدا ان «هذه هي الجرائم ضد الانسانية».
وتقول سمية السموني عن تقرير لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق، وهي تمسح دموعها «كل العالم لن يعيد اخوتي الذين قتلوهم شهداء». وتضيف «نحن صامدون رغم كل ما حصل لنا وسنبقى على ارضنا حتى لو قتلونا جميعا. سنفرح بالعيد وسنوزع الشوكولاتة والحلويات لان تجدد الحزن حرام.. يكفي احزانا ومواجع».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد