إنفاق مليارات الليرات على الألبسة بمناسبة العيد وبدء العام الدراسي
اختلفت الآراء حول واقع الاقتصاد العالمي والأزمة الحالية فالأخبار القادمة من اميركا تؤكد أن الاقتصاد الأمريكي بدأ بتجاوز الأزمة وانه دخل حالياً مرحلة الانتعاش... في المقابل توقع العديد من المسؤولين الروس أن الاقتصاد العالمي سيشهد مرحلة جديدة تتعمق فيها الأزمة بشكل أكبر، وان هذه المرحلة ستكون الأكثر سوءاً والأقسى منذ بدأت الأزمة... أما على صعيد تداول الأسهم فقد سجلت حركة المبيعات في الأسبوع الماضي تحقيق أرباح وزيادة في الطلب، أيضاً تذبذبت أسعار النفط بين 73 دولاراً و68 دولاراً للبرميل أما الذهب فقد سجلت أسعاره ارتفاعات كبيرة فزاد سعر الأونصة خلال أسبوع حوالى 40 دولاراً. وقد عزا الاقتصاديون ارتفاع الذهب إلى ما طرأ على أسعار
- النفط من انخفاض فعندما تهبط أسعار النفط وفقاً للمتابعين ترتفع أسعار الذهب.. كما أن الذهب يعد حالياً أهم مجالات المضاربة بسبب تذبذب أسعاره. فبورصات المواد الغذائية والأعلاف استقرت وكل المستجدات التي تطرأ عليها طفيفة... لكن رغم كل هذه المعطيات التي تعد في احد جوانبها مطمئنة وتشكل أساساً مقبولاً لانطلاقة جديدة للاقتصاد العالمي إلا أن تدفق الاستثمارات والأموال لم يبدأ بعد فما زال القلق والخوف يجعل أصحاب رؤوس الأموال يحجمون عن الإقدام على تأسيس مشروعات جديدة. أما عدد الجياع في العالم فهو إلى تزايد وتخطى عددهم المليار نسمة لكنّ هناك إجماعاً من قبل المدارس الاقتصادية وأصحاب الرؤى والنظريات ان الاستثمار في الزراعة وزيادة الإنتاج سيكون أهم المخارج من الأزمة الحالية وبالتالي خفض مستوى الفقر. 
-على الصعيد المحلي تمكن الإشارة إلى حجم الفائض الكبير من البيض والذي يعجز العاملون في تجارته عن تصدير كامل الفائض والمقدر يومياً بستة ملايين بيضة وما يصدر منها في أحسن الأحوال لا يتجاوز 60%... أما على صعيد الكلف فيؤكد المنتجون أن كلفة صحن البيض زنة ألفي غرام تصل إلى 120 ليرة... وفيما يتعلق بالفروج فتسجل الأسواق عرض كميات كبيرة رغم اقتراب موسم العيد لأن الاتجاه الأكبر لحركة التسوق حاليا يسير باتجاه شراء الألبسة وبعض أنواع الفواكه والحلويات فقد انخفضت أسعار الفروج حوالى خمس ليرات عن الأسعار التي كانت سائدة الأسبوع الماضي.
- تعد الفترة الحالية مريحة جداً لمربي الدواجن ولمربي المواشي أيضاً فالأسعار مقبولة جداً وتوفر هامش ربح للمربي يمكنه من الاستمرار في العمل... وقد انعكس انخفاض استقرار أسعار الأعلاف إيجاباً مع واقع التربية إذ بدأ الكثير من مربي الدواجن الذين أقلعوا عن هذه المهنة بسبب الارتفاعات الجنونية في الأسعار التي حصلت قبل نحو عام بالعودة الى العمل كما دفع بالبعض الآخر إلى زيادة حجم القطيع كما أن ثبات الأسعار وفر السلعة في السوق المحلية بأسعار معقولة للمستهلكين...
- شهدت تجارة الألبسة نشاطاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي ويتوقع لها ان تستمر بوتائر أعلى من خلال ما تبقى من رمضان.
فقد انفقت مئات ملايين الليرات ان لم تكن مليارات خلال الأسبوعين الماضيين لشراء الألبسة المدرسية والحقائب والقرطاسية فقد توجه إلى المدارس أكثر من خمسة ملايين تلميذ في مرحلة ما قبل الجامعة وإذا كان كل تلميذ يفترض أن ينفق عليه حوالى ألف ليرة ما بين ألبسة وحقائب وقرطاسية فإن الحصيلة تكون حوالى خمس مليارات ليرة أما بالنسبة لألبسة العيد فإنه يمكن القول إن 25% من الأسر السورية تمكنت من توفير وشراء الألبسة الجديدة وإذا كان إجمالي الأسر 3.5 مليون أسرة فهذا يعني أن هناك أكثر من 800 ألف أسرة أنفقت الواحدة منها ألف ليرة فقط على الألبسة فتكون الحصيلة ثمانية مليارات ليرة... وفي كل الأحوال فإن حركة تداول الألبسة تعد متدنية إذا قورنت بما يماثلها في الأعوام السابقة بسبب التضخم وضعف القدرة الشرائية للأسر وعدم ضخ أموال جديدة في ميزانيات الأسرة...
أما بالنسبة لأسعار الألبسة فيمكن القول: إن المستهلك الخبير بأحوال السوق يعرف من أي الأسواق يمكن أن يشتري حاجته وبالتالي يمكنه التغلب على موجة الغلاء التي تترافق مع زيادة الطلب فالأسواق الشعبية تعد الأكثر مبيعاً أما الماركات والمجمعات والأسواق غير الشعبية فلها أيضاً روادها وفقاً لدخولهم... لكن يبقى هناك لغز هامش الربح في الألبسة الذي يفترض ان يشكل عامل دراسة للجهات الرقابية وبالتالي الوصول إلى آلية تلزم المنتج والبائع بتحديد هامش ربح معقول... فكيف يمكن أن يستوعب أي واحد منا أن سعر القطعة يتفاوت بين محل وآخر بين سوق شعبي وآخر غير شعبي بنسبة قد تصل إلى 40% وان البائع يقبل التنازل عن 40% من السعر المثبت على القطعة... فهل هو يخسر بذلك..؟ بالتأكيد لا...
- رفع مصنعو الحلويات أسعارهم بشكل كبير متذرعين بالارتفاع العالمي لأسعار السكر علماً أن مستودعاتهم مليئة بأكياس السكر وفق الأسعار القديمة... كما أنهم استجروا كميات كبيرة من السكر المعروض في منافذ بيع القطاع العام والذي يعد أقل من الأسعار التي كانت متداولة قبل موجة الغلاء... لكن فئات عديدة من المستهلكين دفعها ارتفاع الأسعار إلى العزوف عن شراء الحلويات والتحول إلى صنعها في البيت أو استبدال الحلويات بالفواكه الصيفية.
- أدى إلغاء العديد من شحنات الخضر المعدة للتصدير الى هبوط الأسعار بشكل كبير فأصبح كغ البندورة بأقل من عشر ليرات وانسحب ذلك على العديد من أنواع الخضر...كما أن واقع أسواق الفواكه يفضي إلى ملاحظة أن موسم العنب الحالي جيد فالكميات المعروضة كبيرة والأسعار معتدلة وتبدأ من 35 إلى 70 ليرة أما التفاح الشتوي الذي بدأ قطافه فتبدأ أسعاره من 30 ليرة وتتدرج نحو الارتفاع تبعاً للأنواع.
- رغم ان هناك تعليمات عديدة تحظر الاتجار بالمفرقعات إلا ان الواقع يؤكد وجود كميات كبيرة منها في الأسواق فمعظم الأحياء تشهد في كل ليلة رمضانية حفل مفرقعات مزعجة ويبدو ان الكميات دخلت تهريباً.. أما بالنسبة لألعاب الأطفال فهذا موسمها والأسواق تعج بالمحلي والمستورد والضار وغير الضار.
- يؤكد المختصون في تجارة العقارات أن هذا النوع من التجارة يكون في حالة تراجع في مناسبات الأعياد... هذا في الأحوال العادية.. أما في ظل ظروف الأزمة المالية فإن الوضع يزداد سوءاً فمعدلات تداول العقارات تقترب من الركود التام... وأسعار الاسمنت وتوفرها في منافذ عمران لكل حامل بطاقة عائلية أو بطاقة شخصية يعطي دلالة بليغة عن واقع تجارة العقارات... فابتياع الشقق على الهيكل أو الجاهزة قليل جداً أما حركة الإيجار فقد سجلت تحسناً كبيراً خلال الأسبوعين الماضيين وكذلك استئجار واستثمار المحال التجارية.. أيضاً عمد العديد من المتاجرين بالشقق إلى المباشرة باكسائها أملاً في استثمارها من خلال عرضها للإيجار. أخيراً بيع غرام الذهب يوم أمس في السوق السورية 1280 وصرف بالدولار45،75 واليورو 66،60.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد