أزمة بين بوليفيا والبيرو: «الشياطين» تكمن في تفاصيل «الثوب»

الأزمة بين بوليفيا والبيرو قد تبلغ عتبة المحكمة الدولية، هكذا هدد البوليفيون. ليس الخلاف بشأن الحدود بين الدولتين الجارتين في أميركا الجنوبية.. وإنما بسبب ثوب!
وكانت الأزمة قد اندلعت الأسبوع الماضي، عندما ظهرت ملكة جمال البيرو كارين شوارز خلال مسابقة الأثواب التقليدية ضمن فاعليات مسابقة ملكة جمال الكون التي تجري في جزر البهاماس، وهي مرتدية زياً مطرزاً واعتمرت قبعة على شكل قرني الشيطان. الزي مستوحى من تقليد يمارسه المتدينون في جزر الانديز، يعرف باسم «لا ديابلادا»، او «رقصة الشيطان».
بوليفيا اتهمت البيرو بـ«السرقة». وشرح وزير الثقافة البوليفي بابلو غرو أن «البغيض» في زي ملكة جمال البيرو، أنه «مسروق» من ثقافة بوليفيا، فأصل «رقصة الشيطان» يعود إلى مدينة اورورو البوليفية، ما يعني أن ما قامت به البيرو يهدد الصناعة السياحية في بوليفيا.
ردّ وزير الخارجية البيروفي خوسيه انطونيو غراسيا بلوند بأن البيروفيين لطالما رقصوا «لاديابلادا»، لأن «الثقافة لا حدود لها». وذهب بعض نواب البيرو إلى أداء رقصة الشيطان أمام الكونغرس، تضامناً مع ملكة جمال بلادهم.
وكرت سبحة الردود، حيث فتح ناشطون بوليفيون جبهة دولية، ودعوا أمس الجالية البوليفية في واشنطن إلى تظاهرة أمام السفارة البيروفية، تتخللها أداء رقصة الشيطان، موجهين عريضة احتجاج، تحمل آلاف التواقيع، إلى دونالد ترامب الذي يدير الحدث الجاري في البهاماس.
وليست «حرب ملكات الجمال»، كما أسماها المراقبون، سوى فصل من فصول الأزمات بين البلدين، ففي أيار الماضي، منح الرئيس البيروفي ألان غراسيا اللجوء السياسي لثلاثة وزراء بوليفيين سابقين، يتهمهم الرئيس البوليفي ايفو موراليس بارتكاب مجزرة سياسية. وفي حزيران اتهم موراليس ليما بإبادة السكان الأصليين في الأمازون البيروفي.
قد لا تنتهي «أزمة الملكات»، بمنح «رقصة الشيطان» جنسية واحدة، لكن صحيفة «ال كوميرسيو» البيروفية وجدت أن مرشحة إلى مسابقة ملكة جمال الكون، لم تكن لا بيروفية ولا بوليفية.. وإنما شيلية. كان ذلك في 1983!

المصدر: السفير نقلاً عن «وول ستريت جورنال»