قريــة للنســاء فقــط بعيداً عن «جحيم» الرجال
لأن حياتهن برفقتهم باتت «جحيماً»، قررت 16 سيدة في كينيا العيش في قرية للنساء فقط، هي الأولى من نوعها في أفريقيا.
وتعيش النساء على بعد 350 كيلومتراً من العاصمة الكينية نيروبي، في قرية أوموجا، التي تعني باللغة السواحلية «الوحدة»، وفقاً لقواعدهن الخاصة بعدما فررن من الإجبار على الزواج أو من عمليات الختان، أو بعد تعرضهن للضرب أو الاغتصاب.
وقالت ناجوسي لوكيمو إنها هامت على وجهها في الصحراء لمدة 90 يوماً دون طعام أو شراب بعد أن فرت من قريتها، في مطلع التسعينيات، لكي «أتخلّص من خوفي». فهي تعرضت للاغتصاب «العنيف» على أيدي ثلاثة جنود بريطانيين من عناصر الأمم المتحدة. وعندما «رويت لزوجي عن تلك الجريمة، كنت أعتقد أنه سيفهمني. لكنه ضربني وصاح: «أيتها الساقطة.. لقد جلبت العار لأسرتي».
والتقت لوكيمو بعد فرارها بالعديد من النساء اللواتي خضن تجارب مماثلة، وتنقلن معاً بين المزارع، وحاولن بيع الخضروات من أجل العيش، لكن دون جدوى حيث لا يقبل أحد على شراء الخضروات من مثل هؤلاء النساء.
وبذلت النساء جهوداً كبيرة لإقناع السلطات بفكرة إقامة «قرية النساء»، إلى أن حصلن على التصريح أخيراً، وأسسن قريتهن حيث يصنعن الحلي، ويبعنها للسياح.
وتعتبر ريبيكا لولوسولي السيدة الوحيدة في القرية التي تتحدث الانكليزية بطلاقة، وهي دائماً في استقبال الزوار، كما تروّج لقريتها في الخارج، لدرجة حملت فيها الحكومة الكينية على إصدار قوانين بهدف مكافحة العنف ضد النساء، فـ«الحقوق تُنتزع.. وإن لم نسعَ فلن نحصل على شيء». ورغم انفصالهن عن عالم الرجال، إلا أن الرجال في القرية المجاورة غالباً ما يرشقونهن بالحجارة شاتمين: «أنتن ملعونات». ولهذا قامت النساء في القرية ببناء سور شائك لحماية أنفسهن من الرجال.
وتعتبر نتيكون ليوغوبا أحدث المنضمّات للقرية بعدما أجبرها والدها على الزواج من مسن ثري عاشت معه حياة بائسة، فرت بعدها من قريتها. وهل تفتقد ليوغوبا الرجال؟ تجيب: «فليذهب الرجال إلى الجحيم».
المصدر: د ب أ
إضافة تعليق جديد