إسرائيل توكل أمر حي سلوان للمستوطنين
أعلنت منظمة إسرائيلية غير حكومية، أمس، أنّ سلطات الاحتلال أوكلت إلى منظمة استيطانية متطرفة مهمة إدارة جزء من حي سلوان في القدس، مشيرة إلى أنّ بلدية الاحتلال في المدينة المحتلة تعمل على إعداد خطط لهدم حي البستان وتحويله إلى حديقة عامة.
وذكرت منظمة «عير عميم» (مدينة الشعوب) الإسرائيلية غير الحكومية المناهضة للاستيطان ان قرار الحكومة الإسرائيلية منح منظمة «العاد» الاستيطانية المتطرفة، التي تنشط من أجل تعزيز الوجود اليهودي في الأحياء العربية، تفويضا لإدارة حي سلوان اتخذ في «تكتم شديد»، معتبرة أنّ ذلك يشكل «انتهاكا فاضحا للقواعد الحكومية، وفي بعض الأحيان انتهاكا للقانون، في غياب قرار رسمي وعام تتخذه الحكومة أو الكنيست، ومن دون مناقشة أو تحقيق أو مناقشة عامة».
وأشارت المنظمة إلى أنّ حي سلوان يعتبر «حجر الزاوية في مشروع كبير يهدف إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمدينة القديمة، وعزل المدينة القديمة عن النسيج الحضري في القدس الشرقية ووصلها بالتجمعات الاستيطانية اليهودية».
وأضافت «عير عميم» أنّ منظمة «العاد» في سلوان أوكلت بإدارة حديقة «أسوار القدس» بموجب تفويض منح لها سرا أيضاً في العام 1997. وأشارت إلى أنّ هيئة الآثار الإسرائيلية، لدى علمها بالأمر، تقدمت بشكوى ضد هذا التفويض لدى المحكمة العليا التي حكمت لصالحها، لكن، على الرغم من هذا الحكم، قامت الهيئة العامة للحدائق في العام 2002 بتوكيل منظمة «العاد» بإدارة الموقع مجددا، كما استحوذت على مبان كانت ملكا للفلسطينيين في الحي، بعض من هذه المباني بيعت لمنظمات يهودية في ظروف مثيرة للشبهات.
ويتولى إدارة منظمة «العاد» ديفيد برعي، العضو السابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، والذي يعمل منذ نهاية الثمانينيات مع الصندوق الوطني اليهودي، وهي منظمة شبه حكومية تقوم بشراء وإدارة الأراضي لحساب المستوطنات اليهودية.
وبحسب «عير عاميم» فإنّ بلدية الاحتلال في القدس تعمل على إعداد خطة لهدم حي البستان، الذي يعد جزءا من حي سلوان، وتحويله إلى حديقة أثرية، مشيرة إلى أنّ البلدية تسعى إلى السماح لليهود فقط بالبناء في محيط تلك المنطقة.
إلى ذلك، يعتزم متطرفون يهود تنظيم مسيرة في الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس لمناسبة حلول يوم التاسع من شهر آب العبري الذي يحيون فيه «ذكرى خراب الهيكلين». وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منظمي المسيرة سيحتجون على مطلب الولايات المتحدة بوقف أعمال البناء الاستيطانية في القدس الشرقية. وفي السياق، ذكرت مصادر فلسطينية أنّ عشرات المستوطنين اليهود هاجموا قرية عصيرة قرب نابلس في الضفة الغربية، حيث حاصروا منزلين على أطراف القرية.
من جهة ثانية، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مداولات لإقرار الشروع في أعمال بناء جسر عند باب المغاربة المحاذي للمسجد الأقصى، وذلك على ضوء احتجاجات قدمها الأردن والسلطة الفلسطينية والوقف الإسلامي، وبسبب تخوّف مسؤولين أمنيين إسرائيليين من اشتعال الوضع في القدس عشية حلول شهر رمضان، بحسب ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفير الإسرائيلي لدى باريس دانيال شيك، وطالبته بـ «تجميد فوري» للاستيطان في القدس الشرقية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ايريك شوفالييه انّ المدير العام للشؤون السياسية في الوزارة جيرار آرو استدعى شيك وابلغه بأن فرنسا تريد «تجميدا فوريا للاستيطان بما في ذلك في القدس الشرقية»، معتبراً أنّ هذا الأمر «هو في الواقع ضروري للحفاظ على حل الدولتين والسماح باستئناف المفاوضات على قاعدة موثوق بها».
في غضون ذلك، استبعد وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس أن تقيد الولايات المتحدة استخدام ضمانات القروض الأميركية بسبب الخلاف حول البناء في المستوطنات في القدس الشرقية. وقال شتاينتس «لا أرى أي تقييد في الأفق. هذا ليس الوقت الذي نقلق فيه من هذا الأمر»، مشيراً إلى أنّ إسرائيل لا تعتزم بيع سندات بهذه الضمانات «لكن وجودها أمر جيد».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد