أخ يطلق النار على أخيه.. والسبب الأب!!
من الواضح أنَّ معظم المشاكل التي تنشأ بين الإخوة يكون السبب المباشر فيها الوالدان، على اختلاف مسببات هذه الخلافات، التي تتأتَّى جرَّاء تمييز الأهل ولداً عن آخر، وتخصيص نسبة أكبر من الميراث لأحدهم، أو حرمان أحد الأبناء من الميراث خلاف إخوته، مما يجعله ناقماً وغاضباً. ويبرز موضوع الاعتناء ومنح الحنان لولد دون آخر
وقد تتطوَّر هذه الخلافات إلى مرحلة الكراهية والحقد، لتصل أحياناً حدَّ القتل.. وهذا ما نحن بصدد سرد حادثة عنه.
في محافظة اللاذقية، اختلف الأب مع أحد الأولاد لعدم طاعته له في كلِّ شاردة وواردة، فما كان من الأب المتعنت حيال الولد غير المطيع، إلا حرمانه الاستفادة من العوائد التي كانت تحقّقها له الممتلكات والعقارات التي خصَّها الأب به دون أن يسجّلها باسمه (أي له حقُّ الانتفاع منها فقط)، وتحويل هذه العوائد إلى الابن الأصغر. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل قام بتسجيل العقار القائم عليه منزل الابن المغضوب عليه باسم الأخ الآخر -وهو ما يمنح هذا الآخر حرية التصرف فيه- دون وعي أنَ مثل هذه الحركة من شأنها أن تسبِّب شقاقاً بين الأخوين لا تحمد عقباه. وهذا ما حصل فعلاً، نتيجة جشع الأخ الأصغر.
ورغم تدخل الأقارب والتوسط لدى الأب الغاضب لإصلاح الموقف وإعادة المياه إلى مجاريها بما يضمن حفظ ماء الوجه، والتأكيد على أهمية صلة الرحم، إلا أنَّ الأب اشترط لتحقيق ذلك أن يأتي إليه ولده راجياً متوسلاً. ومع إخفاق العائلة في تهدئة الأزمة القائمة والشقاق القائم بين الأخوين والأب، عمدوا إلى محاولة إقناع الأخ بضرورة مراعاة مشاعر أخيه والتأكيد على مبدأ الحبِّ والاحترام المتبادل. ولكن فخَّ الطمع الذي نصبه الأب، جعل الابن أسيره؛ فما حدث كان مأساة!.
يقول الأخ الكبير الذي أطلق الأخ الصغير النار عليه وأصابه في كتفه: «لم أشأ أن تصل الأمور إلى هذه المواصيل. ولكنَّ طمع أخي المصحوب بسموم الجشع التي نفخها أبي في دواخله، جعلته يقوم بمحاولة طردي من منزلي وأنا أب لسبعة أولاد، وتشريد عائلتي بالكامل. ولم تفلح كلُّ النقاشات والتوسلات للعدول عن هذا القرار. وعليه لم يترك الخيار أمامي إلا للتصدي له ومواجهته بالرفض المطلق للخروج من منزلي. وقد تطور هذا الخلاف بتشجيع أبي، لدرجة أن أطلق أخي النار عليَّ متعمداً قتلي بشكل نهائي. ولولا قضاء الله وقدره، الذي لم يكتب لي الموت بعد، لكان أبنائي يعانون الآن الفاقة والتشرد، فأنا المعيل الوحيد لهم».
تفادى الأخ الرصاصة التي أُريد بها قتله بشكل نهائي، عندما تعثَّر وسقط أرضاً. وبالتالي حركة الالتواء هذه، جعلت جسده ينحرف عن مسار الرصاصة الموجه إلى الرأس لتصيب الكتف. إذاً لعب القدر دوره في موضوع وضع حدّ لحياة الأخ، فلم يأن أوانه بعد. والآن من هو الرابح المستفيد، ومن الخاسر؟!.. أخ دخل المستشفى وآخر السجن!.
يمكن القول إنَّ مثل هذه الحوادث والقصص العائلية، التي تتطور إلى مرحلة التخلص من أحد أفراد العائلة، موجودة، وقد يكون أحد أسبابها المباشرة الوالدان. فما مرجعية الأمر؛ هل هو ضعف الثقافة أم الفاقة المادية أم الحالة الاجتماعية، أم أنَّ المجتمع تضخَّم وباتت إفرازاته أكثر مما يمكن أن نتوقع؟!.
رياض أحمد
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد