خطاب أوباما في الصحف:آليات مفقودة..و«استنساخ فني»لسياسة بوش
اختلفت الصحف العربية والغربية، في قراءة خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في القاهرة، رغم إجماع معظمها على افتقار كلمته الى «آليات» التنفيذ، وانحيازها الى اسرائيل، فيما ذهب بعضها الى مقارنة برنامج عمل اوباما بسياسات سلفه الرئيس جورج بوش.
عربيا، عنونت «الدستور» المصرية «جاء اوباما.. خطب اوباما.. رحل اوباما .. وعليكم السلاما!». واعتبرت الصحيفة ان الرئيس الاميركي سعى من خلال استعانته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية «بعبارات بلاغية»، الى «بيع الأوهام للمسلمين وللعرب عبر مطالبة الفلسطينيين بالتخلي عن أي مقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلية، في الوقت الذي شدد فيه على العلاقات الوثيقة بين أميركا وإسرائيل». كما تساءلت «الدستور» عن سبب عدم استقبال الرئيس المصري حسني مبارك لاوباما في مطار القاهرة «وهو الأمر الذي اعتاد عليه حتى مع رؤساء دول صغيرة».
من جهتها، رأت صحيفة «المصري اليوم» ان اوباما بدا في خطابه «المنتظر» حريصا على أن «يكون تصالحيا، ويرضي جميع الأطراف، وبدا واضحا للجميع أن ما ورد في الخطاب ينتظر آليات لتنفيذه». ونقلت الصحيفة عن الرئيس الاميركي قوله في لقاء صحافي عقب الخطاب، ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو «رجل في غاية الذكاء.. شخصية منخرطة.. لديه إحساس بالمسؤولية التاريخية والمهمة الملقاة على عاتقه». واضاف «يجب ألا يتوقع أي شخص حدوث اهتزاز في العلاقات بين أميركا وإسرائيل.. هذا مستحيل».
صحيفة «الراي» الكويتية تحدثت عن «لغة فيها مزيج من المصارحة والرومانسية والواقعية أيضا» «فتح» من خلالها اوباما «صفحة جديدة مع العالم الإسلامي»، في خطاب «قال فيه كلاما جميلا، خالف توقعات المتشائمين، لكنه في الوقت ذاته يبقى مجرد نيات تنتظر التنفيذ». وخلصت الى ان الرئيس الاميركي «قدم خطابا متوازنا، عبر به بحرا من التعقيدات والترقبات.. ومن المهم الآن أن ننتظر التنفيذ وقدرته على أن يحوّل الحلم إلى واقع».
اما صحيفة «القدس العربي»، فكتبت «رغم ان العالم الإسلامي كان من المفترض أن يكون المحور الرئيس لخطابه، الا ان الرئيس الاميركي غازل اسرائيل بقدر أكبر». واضافت انه «لم يعرض مقترحات جديدة لدفع عملية السلام قدماً، كما لم يتحدث بشكل محدد عن الديموقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان في العالم العربي وهي قضايا كان كثيرون يأملون ان يتطرق إليها».
وفي مقال افتتاحي، اعتبرت الصحيفة ان اوباما «اثبت انه يفهم العرب والمسلمين بشكل جيد، ويعرف كيف يخاطبهم، ولذلك جاء هذا الخطاب مليئا بالمواعظ والآيات القرآنية، والعبارات العاطفية، ومتطرقا لجميع القضايا (سبعة محاور اساسية) ومن دون ان يقدم اي جديد لا نعرفه، او لا يعرفه رجل الشارع العادي البسيط». باختصار، «هذه الكلمات تدغدغ عواطف البسطاء المتعاطفين مع الرئيس الاميركي الأسمر في الأساس، لكنها بعد غربلتها.. ينطبق عليها المثل العربي الذي يقول: اسمع جعجعة ولا أرى طحنا».
في الصحافة الغربية، عنونت «الغارديان» البريطانية احد مقالاتها «أردنا قائدا عالميا.. لم نر الا رئيسا اميركيا». وسأل المقال الرئيس الاميركي عن «المليون عراقي الذين قتلوا.. وعن الأفغان.. و.. عن المستوطنين». واضاف «خطاب اوباما ذكي، وبالتأكيد ابتعد عن لهجة (جورج) بوش، انما الى أي حد يبتعد عن سياسات السنوات الثماني الاخيرة؟». وختم بالقول «انتظرناه ليظهر لنا القيم الأخلاقية التي تحدث عنها ويأخذ على عاتقه قيادة العالم. لم يفعل ذلك، ذكرنا انه رئيس الولايات المتحدة».
وحمل مقال آخر في «الغارديان» عنوان «بوش في ثياب خروف». وفيما قارن بين أهداف حديث اوباما وأهداف أحاديث بوش، تطرق المقال الى قول اوباما ان الفلسطينيين عانوا على مدى 60 عاما، وان لهم الحق في وطن. واوضح «عانوا في سعيهم لان يكون لهم وطن؟ آلام الشتات؟ لقد كانوا يملكون وطنا بالفعل.. هم عانوا من التطهير العنصري والاثني.. لماذا من الصعب قول ذلك؟».
أميركيا، عنونت صحيفة «وول ستريت جورنال» «باراك حسين بوش». وكتبت «احدى فوائد رئاسة اوباما انها تشرع أجندة الأمن والسياسة الخارجية في عهد بوش.. بدا هذا الامر واضحا في القاهرة، حيث قدم نسخا أعيد ترتيبها بطريقة اكثر فنية عن أفكار بوش».
في مقابل ذلك، اعتبرت صحيفة « نيويورك تايمز» انه «عندما تحدث جورج بوش عقب هجمات 11 أيلول، شعرنا باننا لا نعرف الولايات المتحدة بسبب لغة الانتقام.. وعندما استمعنا الى الرئيس اوباما في القاهرة، تعرفنا من جديد الى الولايات المتحدة».
بدورها، كتبت «واشنطن بوست» ان الرئيس الاميركي «تحدث بلغة جديدة، واظهر تفهما لكل الأطراف في الشرق الاوسط».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد