«فتافيت»... كوميديا سوداء بنكهة حلبية
على رغم المشكلات التي رافقت تصوير مسلسل «فتافيت» والصعوبات التي اعترضت طريقه، إلا أنه خرج إلى النور اخيراً، وعرض على القناة السورية الأرضية في «أوقات ميتة»، كما يقول بعض النجوم المشاركين فيه. ويعزو هؤلاء السبب الى رغبة جهات مسؤولة في تحجيم هذا العمل الفني.
المسلسل الذي يتألف من ثلاثين حلقة باللهجة الحلبية المحلية، يتناول هموم الناس ومشاكلهم وطموحاتهم من خلال لوحات درامية ناقدة هادفة ذات طابع كوميدي. ويعتمد على لوحات قصيرة، «تتضمن كل لوحة نقداً للوضع العام، كما إنها تصلح لكل زمان ومكان»، كما يقول بطل المسلسل وكاتب بعض اللوحات، سمير طويل.
والجديد في هذا العمل اعتماده على فنانين حلبيين خصوصاً، إضافة إلى عدد من النجوم السوريين، «نظراً للحاجة لهم أولاً، ولتسويق المسلسل، مثل منى واصف ونضال سيجري وسواهما»، كما يضيف طويل.
ويعتبر المسلسل العمل الاول لمؤسسة «الأسطورة» التي أرادت أن تنجز عملاً حلبياً بامتياز. «إنه مشروع حلبي أو هو عبارة عن حلم بإنتاج عمل بجهود زملائنا الحلبيين الذي بدأنا مشوارنا الفني معهم»، يقول طويل.
أما في ما يخص الكوميديا التي قدمها «فتافيت»، فهي تعتمد على الموقف والنكتة أو السخرية لكن «من دون التسبب في الضحك»، كما يقول طويل. ولكن ما قيمة الكوميديا ان لم تثر الضحك؟ يجيب: «نكتفي بزرع الابتسامة كونها ممزوجة بدمعة. فنحن نسلط الضوء من خلال هذه اللوحات التلفزيونية على سلبيات المجتمع الحلبي، والذي هو امتداد لمجتمعات عربية مشابهة له. وهي تمرّ عبر قناة الكوميديا السوداء، وتمتاز بخفّة الظل، حيث أن الكوميديا التي تتضمنها غير مغرقة بالكومبارس». وبالفعل يصر المخرج سمير غريبة الذي صوّر 10 حلقات من المسلسل فقط، على عدم الجنوح باتجاه الكومبارس، «لأن تجاربهم في التلفزيون هي عموماً قليلة إن لم نقلْ معدومة، ومسؤوليتي مضاعفة من حيث لجم هذه الحركة وتقديمها بما يتناسب والشاشة الصغيرة، وقد نجحنا في ذلك إلى حد ما».
واللافت في المسلسل التركيز على العمل الجماعي، ما فتح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الفنانين للمشاركة، كما قدم وجوهاً جديدة للمرة الأولى كالفنانة السورية الشابة تلار والفنان أحمد عيد. غير أن هذا لا يعني إنه لم يتم التركيز على بطل واحد في بعض اللوحات، ففي النهاية، الأمر مرهون بطبيعة كل لوحة وتكوينها، فمثلاً حلقة «مربي القرد» دارت حول الفنان نضال سيجري. وفي المقابل هناك لوحات، كانت البطولة فيها جماعية. «بمعنى أن هناك بطولات فردية وبطولات جماعية، ولوحات أخرى يقودها شخصان، لها بداية ونهاية» على حد تعبير مخرج العمل.
ولم يكتف المسلسل بالتصوير داخل اماكن مغلقة، إنما حاول إبراز البيئة الحلبية من خلال التصوير في حارات قديمة كالشديدة والحارة الشعبية والبياضة ومنطقة قسطل حرامي.
ولا يتردد غريبة بالقول ان «هدف هذا المشروع الترويج للسياحة في حلب على غرار ما تقوم به بعض الدول من خلال الدراما كتركيا مثلاً». ويضيف: «أردت لشوارع حلب وآثارها وموسيقاها أن تظهر في العمل الحلبي المحلي، لكني وجدت أذناً مغلقة من الجهات المعنية».
ولأبطال العمل رأي في ما يخص اللوحات القصيرة، فبعضهم يرى أنها كانت صعبة وبعضهم يصفها بالسهل الممتنع، فالفنان في الحلقات المنفصلة مطلوب منه أن ينتقل من حالة الى حالة في وقت قصير، لاسيما إذا كان مشاركاً في لوحتين في اليوم الواحد، وأحياناً ثلاث لوحات، وكل لوحة مختلفة كلياً عن الأخرى، ما يضطر الممثل لأن يستحضر ملامح كل شخصية على حدة. وفي هذا السياق يقول الممثل سامر الجندي ان «اللوحة القصيرة خطوطها محدودة، أي شخصــياتها معــروفة. ثم ان التسارع الحسي باللوحة أكبر من ذاك الــموجــود في العــمل الدرامي الذي يربط مجموعة أشخاص ضمن خطوط اجتماعية واحدة».
ويشير طويل الى ان هذا النوع من المسلسلات صالح لتنفيذ اجزاء منه، من هنا يستعد فريق العمل للجزء الثاني من «فتاتيت»، آخذين في عين الاعتبار ان ابرز شروط نجاحه الا يمت بصلة الى الجزء الاول.
عفراء محمد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد