الاقتصاد السوري على أبواب منظمة التجارة العالمية
اكد بدركوجان مدير مديرية منظمة التجارة العالمية في وزارة الاقتصاد والتجارة ان انضمام سورية الى المنظمة وتحرير التجارة الخارجية الذي سيتبعه سيكون ذا تأثير ايجابي على مجمل النشاط الاقتصادي في سورية وهذا ما تؤكده النظرية الاقتصادية وما أثبتته تجارب الدول النامية التي اعادت النظر في الاجراءات والقيود التي كانت تكبل اقتصادياتها ومنها الاجراءات التي هدفت الى تحرير تجارتها الخار جية.
لكن كوجان بين انه لا يمكن معر فة اثر انضمام سورية الى المنظمة على المتحصلات الجمركية قبل معرفة نتائج المفاوضات الثنائية التي ستجري بين سورية وبين كل من الدول الراغبة بذلك من الدول المنضمة الى المنظمة في اطار اجراءات الانضمام اليها,وقال: نتيجة لهذه المفاوضات يتم وضع لائحة بالتنازلات الممنوحة من قبل الدولة طالبة الانضمام وتلحق هذه اللائحة بمشروع بروتوكول الانضمام الذي سيتضمن المذكرة التوضيحية التي ستقدمها سورية حول سياستها في مجال التجارة الخارجية ومن المتوقع ألا تطالب الدول المتقدمة صناعيا سورية بمنحها ميزات كبيرة مقابل الميزات التي ستتمتع بها سورية لان المنتجات السورية سوف لن تمثل بالنسبة لهذه البلدان تهديدا كبيرا ويكفي ان نذكر للدلالة على ذلك أن دول الاتحاد الاوروبي اعفت من جانب واحد المنتجات الصناعية السورية من الرسوم الجمركية دون ان تطلب امتيازات مقابلة من سورية.
ويؤكد كوجان ان من شأن عودة سورية الى منظمة التجارة العالمية دفع الانتاج الوطني الى الاعلى نتيجة توفير الاسواق الخارجية للمنتجات السورية عن طريق تمكينها من الاستفادة من معاملة الدول الاكثر رعاية mfn وبالتالي تحرير الصادرات السورية من العوائق التقييدية والجمركية التي تفرضها الدول الاعضاء في المنظمة على صادرات الدول غير الاعضاء لافتا الى ان هذه الميزة هامة جدا للصادرات الصناعية السورية التي ستشكل عصب الصادرات السورية المستقبلية.
وتوقع السيد كوجان ان تزداد المستوردات السورية نتيجة تحريرها من القيود الكمية التي تخضع لها حاليا, لكن هذه المستوردات- يضيف- سوف لن تتحرر نهائيا من القيود اذ سيتعين على المستوردين السوريين تسديد الرسوم الجمركية الجديدة التي ستحل محل القيود الكمية انفة الذكر كما ان قراءة سريعة لمعدلات الرسوم الجمركية المطبقة حاليا في سورية تظهر ان المستوردات من السلع الغذائية والمواد الاولية والتجهيزات والآليات التي تشكل جزءا كبيرا من المستوردات السورية ليست مثقلة بالرسوم الجمركية ولن يتغير وضعها الجمركي نتيجة الانضمام الى منظمة التجارة العالمية.
واوضح انه في مقابل الزيادة المتوقعة للمستوردات ستطرأ زيادة على الصادرات السورية من السلع المصنعة ونصف المصنعة نتيجة تمتع هذه الصادرات بمعاملة الدول الاكثر رعاية في اسواق الدول الاعضاء في المنظمة معتبرا ان هذه ميزة هامة جدا لأنها تشكل شرطا لابد منه الا انها غير كافية لولوج هذه الاسواق نظرا للمنافسة الشديدة التي ستواجهها المنتجات السورية فيها والشروط القاسية التي يتوجب عليها مراعاتها للنجاح في مسعاها هذا الامر الذي يجعل انشاء مراكز لتشجيع الصادرات وتوفير المعلومات للمصدرين حول الفرص المتاحة في الاسواق الخارجية موضوعا ملحاً وحيوياً.
حازم شعار
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد