جزار الحمير بمصر: أدينا خدمة للفقراء وضميرنا مرتاح
اعترف جزّاران مصريان ببيعهما لحوم الحمير والحيوانات النافقة، في العاصمة المصرية وضواحيها، مشيرين إلى أن تعاملاتهما امتدت إلى المطاعم الشهيرة، والفنادق الكبرى، ما مكّنهم من تحقيق أرباح طائلة.
وقال المتهمان، خلال مثولها أمام محكمة الجيزة الابتدائية، التي بدأت النظر في قضيتهما الاثنين 14-4-2008، إن دافعهما كان "تأدية خدمة كبيرة للفقراء والمحرومين" بتذوق اللحوم، ببيع الكيلو الواحد بـ 5 جنيهات فقط (أقل من دولار واحد)، مشيرين إلى أنهما كانا يشعران بـ"الرضا وراحة الضمير" عندما يريان السعادة على وجوه زبائنهما الفقراء.
وقررت المحكمة استنئاف محاكمتهما في 24-4-2008، مع تكثيف مباحث التموين حملاتها على المطاعم والمحال التى كان يتعامل معها تجار اللحوم المتهمون فى مناطق المهندسين ورمسيس وبولاق الدكرور.
وكانت مباحث بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة) ألقت القبض في 5-3-2008، على شخص أثناء قيامه بسلخ حمار في أحد المصارف بترعة عبد العال، وهو حي شعبي مزدحم بالسكان.
وكشفت التحريات أن الموقوف، واسمه محمد محمود خليفة، يعمل جزارا ويقوم بتوريد اللحوم لأحد المتعهدين وبعض المطاعم والفنادق.
واصطحب المتهم رجال المباحث إلى مكان يحتفظ فيه بكمية هائلة من لحوم الحيوانات النافقة، التى يقوم بتعبئتها فى أكياس وكراتين، ويوزعها على المحلات والمطاعم الكبرى والباعة الجائلين للكفتة والكباب.
واعترف ان أحد التجار المتخصصين فى اللحوم المجمدة اتفق معه على بيع الكيلو جرام الواحد بـ5 جنيهات فقط، وحقق ارباحا طائلة من وراء ذلك.
أما المتهم الثاني، وصفي ساويرس، فتم القبض عليه بعد مشاهدة مئات المواطنين يتزاحمون على الشراء من محلّه في منطقة بولاق الدكرور، حيث تم العثور على كميات هائلة من لحوم الحيوانات النافقة.
وقال المتهم محمد خليفة إنه كان يعمل فى محل المتهم الثانى وصفى ساويرس بمنطقة بولاق الدكرور، وشعر بالحقد عليه لأنه حقق أرباحا طائلة من وراء بيع اللحوم المجمدة.
وأضاف في اعترافاته، أنه "طور" الفكرة الى بيع لحوم الحيوانات النافقة بعدما عثر على الكثير منها على الترع فى المناطق العشوائية بمصر.
واستطرد بأنه بدأ بكلب فقطع رأسه وسلخه ووضعه فى كرتونة لحوم مجمدة وأضاف اليها كمية كبيرة من البهارات، وتوجه بها الى ساويرس، ليخبره أنه عثر على مصدر لتوريد اللحوم المجمدة بأسعار زهيدة، وطلب منه زيادة فى الحرص أن يحصل على عمولة مقابل اذون توريد. وبالفعل لاقت هذه التجارة قبولا لدى الفقراء خاصة و أن الكيلو كان يباع في البداية بـ3 جنيهات فقط.
وتابع خليفة أنه أقنع صاحب المحل بشراء مفرمة كبيرة لفرم اللحوم، وتتبيلها وبيعها الى المحلات وإلى عربات الكبدة والكفتة الجوالة فى الشوارع.
كما نجحا بتجنيد موظف بأحد الفنادق الكبرى لتوريد كميات كبيرة من هذه اللحوم الى تلك الفنادق.
وبدأ الجزار يقوم بعمليات واسعة لتجميع الحيوانات النافقة من الترع والمصارف ومقالب القمامة، وعندما لا يجد يقوم بشراء الحيوانات ويذبحها داخل وكره.
وقال خلفية في اعترافاته "كنت أقدم خدمة كبيرة للناس، ولا أستطيع أن أشرح لكم مدى السعادة التى كانوا يشعرون بها حينما يشترون الكيلو بـ5 جنيهات فقط وهذا يعنى أن أسرة كاملة سوف تأكل اللحوم".
في حين أكد ساويرس أن حركة البيع داخل محله لم تكن تهدأ فى أى لحظة خاصة من قبل أصحاب محلات الكباب والكفتة الذين كانوا يتزاحمون عليه لشراء هذه اللحوم. وقال إنه كان يبيع كيلو السجق واللحم المفروم بـ 8 جنيهات، ولهذا كان سعر الساندويتش 50 قرشا فقط وأحيانا 30 قرشا فى الميادين العامة والأحياء الشعبية.
أما سبب اكتشاف أمرهم، فأرجعه ساويرس إلى تعجل خليفة بسلخ حمار في ترعة عبد العال، بدلا من نقله اثناء الليل كالمعتاد. وأضاف ساويرس فى اعترافاته "كثيرا ما كنت اشفق على البسطاء الذين يأكلون هذه اللحوم الفاسدة لكننى كنت أريد ألا أحرمهم من شىء يساعدهم على الشعور بأنهم بشر".
مصطفى سليمان
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد