أمريكا تتهم جوار العراق بـ "البخل"

على قاعدة “هم يغزون ويحتلون والعرب يدفعون”، شن رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط بمجلس النواب الأمريكي هجوماً على الدول العربية المجاورة للعراق بسبب ما وصفه ب “بخل” هذه الدول في الإنفاق على أبناء عمومتهم في العراق. وأضاف النائب جاري ايكرمان أن تلك الدول كونت ثروات قياسية نتيجة زيادة سعر النفط بعدما جعلتنا ندفع مائة دولار ثمناً للبرميل.

جاء ذلك رداً على تقرير مكتب المفتش العام الأمريكي لإعادة بناء العراق، والذي كشف عن “عدم وفاء الحلفاء” بتعهداتهم للعراق، حيث لم تسدد الدول التي تعهدت بتسديد 15،8 مليار دولار لإعادة بناء العراق وذلك في مؤتمر مدريد الذي انعقد في اكتوبر/ تشرين الأول ،2003 إذ لم تسدد سوى 2،5 مليار دولار.

وزعم تقرير المفتش العام لعملية إعادة بناء العراق بأن أكبر نسبة تلكؤ من الدول التي تعهدت بمساعدة العراق جاءت من قبل دول عربية، بينما سددت الولايات المتحدة 29 مليار دولار.

وقد أشار دبلوماسي عربي في واشنطن إلى أن نشر تقارير على هذه الشاكلة يمثل شكلاً من أشكال عدم تحري الدقة، لا سيما أن التقرير الذي نشر أمس (الأربعاء) ركز على أن دولاً عربية مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت قد سددت أجزاء من تعهداتها، وهو أسلوب يصل إلى درجة الابتزاز، وتجاهل نسبة ما لم تسدده الدول الغربية الحليفة.

وكان التقرير قد تزامن مع تصريحات لمسؤولين أمريكيين ومنهم روبرت كيمت نائب وزير الخزانة  الأمريكي الذي انتقد الدول التي لم تف بتعهداتها لإعادة بناء العراق (يقصد الدول العربية) لأن هذه الدول على حد تعبيره “لا تعرف كيف تنفق أموالها وفيها مستويات مرتفعة من الفساد، إضافة إلى عدم قدرة حكومات هذه الدول على إدارة موازناتها”.

وكان تقرير آخر لمكتب المحاسبة بالكونجرس والمعروف باسم ال GAO قد أكد أن 4،4% من مبلغ عشرة مليارات دولار كان من المفترض أن تنفق في العراق على مشروعات في العام 2007 قد تم إنفاقها، وذلك بالتناقض مع تقارير عراقية ذكرت أن المبالغ “عوائد النفط العراقية” التي صرفت في العام 2007 بلغت 24%، وأفاد تقرير ال GAO أيضاً بأن ما بين 6  7 مليارات دولار من الميزانية العراقية للعام الماضي لم يتم إنفاقها وتم استثمارها في أوراق مالية بالخزانة الأمريكية.

حنان البدري

المصدر: الخليج