بناية تترنح في دف الشوك والسكان يتركونها هاربين
مرة ثانية وثالثة ورابعة ولن تكون الاخيرة يردنا اتصال من سكان حي الزهور « دف الشوك» الملاصق لاحياء الزاهرة والذي يعتبر امتداداً لها مستنجدين بنا لرفع الحيف والظلم عنه.
وإذ في رمشة عين سوف تسقط بنايتهم المؤلفة من اكثر عشرين شقة.. وفي موقع الاستغاثة كانت المصادفة؛ الامهات تبكي والاطفال هذا نائم على التراب وذاك يمسك لعبته بيده... وثالث دفاتره بيده... ورابع يبحث عن شاحنة وخامس يريد موطئ قدم ليجد مكاناً لعفشه..
اعترف اننا حاولنا الاستماع لاي واحد او واحدة منهم.. بل حتى انطاقهم... ولكن فشلنا.. حاولنا مرة اخرى وثالثة ولكن العيون كانت ترد... فدمعات السيدات الارامل كانت الجواب الحاسم.. لا احد يريد التكلم لان مشكلتهم اكبر من الكلام... وتجار البناء الذين يسرحون ويمرحون دون خوف ولارادع... ولا محاسب... ولا.. قالوا بلسان واحد اين البلديات ممايجري لنا... ولماذا يتركوننا فريسة سهلة لتجار البناء وسماسرتهم وجهاً لوجه؟!
ذهبنا الى بلدية ببيلا فقالوا لنا: نحن لسنا اصحاب العلاقة... اذهبوا الى يلدا.. ذهبنا الى يلدا فقالوا لنا اذهبوا الى ببيلا.. وهكذا يتقاذفوننا.. قد منا شكاوى لكل الجهات ولكن لاحياة لمن تنادي فلو كان البناء في حي المزرعة او مزة فيلات لتهافت المعنيون عليه من كل حدب وصوب... ولكن بنايتنا بناية فقراء وحينا حي مشردين وفقراء... فماذا نفعل... هل نترك البناء وشققنا بعد أن وضعنا دم قلبنا فيه.. واذا أغمضنا عيوننا وسكنا فيه هل نستطيع ان ننام بعمق؟!.. وهل يستطيع احدنا ان يذهب الى وظيفته او الى المعمل الذي يعمل فيه او الى الورشة او..بعد ان شاهد شقته تترنح وتتمايل وقد تسقط في اية لحظة... ولماذا تتركنا الجهات المعنية حتى اخر لحظة لتتدخل واذا تدخلت يكون ذلك على حسابنا؟! لماذا لايلزم التاجر الذي بنى هذا البناء بالتعويض... ولماذا لايحاسب ليكون عبرة لغيره... ام ان التاجر على اتفاق وتقاسم مع الجهات التنفيذية سواء في يلدا او ببيلا او...
نعم الصور لاتحتاج الى تعليق او شرح فصورة البناية واضحة ومن ينظر اليها عبر الصورة يظنها في أوتستراد المزة... فكيف تشامخت بحق السماء... واين الاساسات والقواعد.. واين بنيتها التحتية... الفنيون يقولون انها مبنية على انقاض تسرب مجار والبعض يقول التربة غير صالحة... والبعض يقول بسبب تصريف مجاري البناية ذاتها... هذه البناية ليست الاولى... بل لقد سبقتها في الانهيار جارتها وقلنا الحمد لله سوف تحسم الجهات المعنية هذا الامر وهذا الوباء في هذه المنطقة ولكن ما ان غابت الشمس حتى خرجت من شقوق الارض بناية اخرى واخرى.. ورابعة والحبل على الجرار..
الى متى يبقى المواطنون يدعمون هذه البناية او تلك... وهل كل مرة تسلم الجرة هذه البناية فيها اكثر من /200/ فرد فماذا لو سقطت فجراً... على حساب من هذه الارواح وهذه الممتلكات... ام ان بعض القروش عند الجهات الرقابية التي تتفرج على تصاعد الابنية في محيط دمشق هي اثمن واغلى من ارواح العباد...
نحن لسنا ضد البعض ممن يستفيد، مع تسجيل تحفظاتنا على هذا المبدأ ، ولكن على الاقل ضمان ارواح العباد.. ومادامت المخالفات سوف تتصاعد طولاً وعرضاً ومطلوب من الجهات التنفيذية التخديم بعد ذلك من كهرباء وماء ومجارير... وهواتف وطرقات.. وخدمات.. فلماذا لايتم تخطيط المنطقة اصلاً واعطائها للتجار.. اذا كانت لاتستطيع الجهات المعنية تأمين العباد... ولكن انا اعترف اذا جرى ذلك فلن يستفيد اصحاب النفوس الرخيصة..
حادثة هذه البناية ليست قديمة، وليست البارحة، هي قديمة جديدة... حالها حال كل ابنية المخالفات... التدعيم ليس الحل لان البناية لاتسند بزاوية حديد ..نحن لانطالب بازالة المخالفات لان المواطنين سوف يكونون الحلقة الاضعف فيها.. ولكن نطالب في المستقبل بإلزام ومحاسبة التجار ومراقبة المناطق المخالفة... حتى لاتقع الفأس بالرأس ،و عندها لايفيد الندم.
عارف العلي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد