القيادة الإسرائيلية تعمل لإتمام صفقة شاليط والبرغوثي قد يطلق سراحه
تطابقت المعلومات الإسرائيلية والفلسطينية، أمس، عن قرب إتمام صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، بعدما رفع وزراء إسرائيليون إلى رئيس الحكومة، إيهود اولمرت، لائحة بأسماء الأسرى الذين من الممكن الإفراج عنهم، والتي يُرجّح أن تضم أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية، مروان البرغوثي.
في هذا الوقت، بدا أن إسرائيل باتت قريبة من توسيع نطاق و«شراسة» عدوانها على قطاع غزة، الذي استيقظ سكانه أمس على تهديدات عبر مكبرات الصوت والإذاعات.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن طاقم الوزراء، الذي يفحص معايير إطلاق سراح الأسرى «المشاركين في عمليات إرهابية»، قدّم لأولمرت قائمة الأسرى الفلسطينيين، الذين ستطلق إسرائيل سراحهم في حال إتمام صفقة تبادل أسرى. وأشارت إلى أن مشاركة رئيس الحكومة، بالإضافة إلى «علامات أخرى»، تبيّن «تقدماً في الاتصالات لتحرير شاليط».
إلا أن أوساطاً إسرائيلية أمنية وسياسية شكّت في إتمام الصفقة. وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن الجلسات والمباحثات الأخيرة، وبينها جلسة أول من أمس، «عقدت كي نكون مستعدين إذا حصلت الصفقة».
وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي، أمس، أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد إفراج إسرائيل عن البرغوثي في مقابل تحرير شاليط. وعبّر 71 في المئة من المستطلَعين عن تأييدهم لعملية تبادل أسرى من هذا النوع، في مقابل 23 في المئة عبّروا عن رأي معاكس، و7 في المئة لم يعبّروا عن أي رأي.
ورأى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلناي، أن البرغوثي قد يرد اسمه على لائحة الأشخاص الممكن الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل.
بدوره، شدّد القيادي في «حماس»، أيمن طه، على حدوث حراك وتقدم في المفاوضات الجارية عبر وسيط لإتمام صفقة تبادل الأسرى. وقال إن تقدماً طرأ على المفاوضات الجارية برعاية مصر، «لكن إسرائيل لا تزال في المقابل تتمترس وراء رفضها تغيير معايير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم الفصائل الآسرة لشاليط».
في هذه الأثناء، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن الخطة العسكرية التي أعدّها جيش الاحتلال لاجتياح قطاع غزة، والتي اعتُمدت نهائياً هذا الأسبوع، بعد اجتماع أخير لتنقيحها.
ووصفت الصحفية الخطة بأنها «شرسة». وقالت إن الجيش الإسرائيلي يتوقع تكبّده مئتي قتيل خلال المرحلة الأولى من المعارك، بينما سيسقط آلاف الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وأوضحت الصحيفة «أن خطة العملية العسكرية في القطاع أصبحت جاهزة، ولن تكون عبارة عن اجتياح شامل للقطاع، بل ستكون هجمة متدرجة وثابتة وشرسة لعزل المنطقة المحددة، التي يراد اجتياحها وتطهيرها في كل مرة عن باقي المناطق في القطاع، وتكبيد حكم حماس ثمناً دموياً».
وأشارت الصحيفة إلى أن السر الكامن وراء الضغط المتواصل من جانب الجيش الإسرائيلي، لإنهاء صفقة شاليط، هو رغبته في إخراج العملية في غزة إلى حيّز التنفيذ. ونقلت عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله: «أنا لا أستطيع أن أضمن عدم إصابة شاليط خلال العمليات العسكرية في غزة».
وبث جيش الاحتلال، أمس، رسائل تهديد عبر موجات الإذاعات المحلية إلى سكان قطاع غزة، توعّد خلالها بمواصلة عدوانه، رداً على استمرار إطلاق الصواريخ المحلية الصنع نحو البلدات والأهداف الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة عام 48.
ونجحت سلطات الاحتلال في التشويش على أثير الإذاعات المحلية، وبثّت عبرها رسالة تهديد مسجّلة، على لسان أحد المتحدثين باسم جيش الاحتلال، قال فيها: إن «الفصائل الفلسطينية تواصل عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو إسرائيل، والجيش الإسرائيلي لا يمكنه البقاء مكتوف الأيدي».
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في القطاع استشهاد المريض حسن سلمي (60 عاماً)، من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي مغادرته القطاع لتلقّي العلاج في الخارج.
فراس خطيب- رائد لافي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد