«أيـوا» تفتتـح السـباق نحـو البـيـت الأبيـض
انطلقت فجر اليوم في ولاية ايوا الأميركية أولى المجالس الانتخابية للاقتراع الرئاسي، بعد أشهر من بدء الحملة الانتخابية الأطول والأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة، في وقت تبدو المنافسة مفتوحة ومعقدة أكثر من أي وقت مضى.
ويتنافس 15 مرشحا ديموقراطياً وجمهورياً يعتقد كل منهم أنه صاحب الحظ الأوفر في الفوز بالانتخابات، إلا أنه من المتوقع أن يخرج بعضهم من حلبة المنافسة بعد إعلان نتائج هذه الولاية.
وفي المعسكر الديموقراطي، أظهر آخر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة للمرشحين الديموقراطيين الثلاثة الأوفر حظاً، أي السيناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون (60 عاماً)، التي تطمح إلى أن تصبح المرأة الأولى التي تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة، والسيناتور الشاب عن ولاية ايللينوي باراك أوباما (46 عاماً)، الذي يرغب في أن يصبح أوّل رئيس أسود، والسيناتور السابق عن كارولينا الشمالية جون ادواردز (54 عاماً).
وفي الجانب الجمهوري يتواجه المرشحان الأوفر حظا، وهما حاكم اركنسو السابق مايك هاكابي (52 عاماً)، القس المعمداني السابق الذي يسعى للحصول على دعم المسيحيين الأصوليين، وحاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني (60 عاماً)، وهو رجل اعمال ثري من طائفة المورمون.
وحتى اللحظة الأخيرة، جاب المرشحون السهول الشاسعة المتجمدة في هذه الولاية الصغيرة، التي يتمتع المزارعون والمتقاعدون بتمثيل كبير فيها بينما تعاني الأقليات الإثنية من نقص في التمثيل.
ولم تشكل الحرب في العراق الموضوع الرئيسي للحملة، بالرغم من أن كافة الديموقراطيين يطالبون بانسحاب الجنود الأميركيين مع فوارق بارزة حول الجدول الزمني، إذ عاد الموضوع الاقتصادي ليتصدر المواضيع الشاغلة، فأزمة الديون العقارية أحيت المخاوف من تدهور اقتصادي في وقت أصر كل المرشحين على موضوع التغطية الصحية والتعليم.
ويشكل نظام المجالس الناخبة «كوكوس» مثالا للديموقراطية المباشرة ومعضلة إجرائية فعلية في آن. فعلى الناخبين أن يأتوا في الوقت ذاته للتصويت، وليس في الوقت الذي يختارونه، مثلما يحصل في الانتخابات التمهيدية أو الانتخابات العامة. والاقتراع، الذي يستمر قرابة الساعتين، مفتوح للناخبين المسجلين كديموقراطيين أو جمهوريين، ولكن يستطيع كل ناخب أن يقرر تغيير انتمائه أو الانتساب إلى اي من الحزبين مساء الانتخاب.
وفتح كل معسكر حوالي 1800 مكتب اقتراع في أماكن عامة (مدارس ومكتبات وكنائس...). وفيما يختار الجمهوريون مرشحهم بالتصويت برفع اليد أو تسجيل اسمه على ورقة، فإنّ العملية لدى الديموقراطيين تبدو أكثر تعقيدا، إذ ليست هناك بطاقات اقتراع أو انتخاب برفع اليد. فالناخبون المسجلون كديموقراطيين يجتمعون ويناقشون وينفصلون إلى جماعات بحسب التأييد، وفي حال نال مرشح تأييد 15 في المئة على الأقل من الحضور، يعلن انه «قابل للبقاء»، أما الناخبون الذين يعجزون عن إحراز هذه النسبة لمرشحهم فيستطيعون الانضمام إلى مجموعة أخرى، الأمر الذي يجعل التوقعات واستطلاعات الرأي بالغة الصعوبة.
ويتم خلال هذا التجمع الحزبي اختيار مندوبي الولاية الذين سيمثلون المرشحين الفائزين في المجلس الانتخابي على المستوى القومي، ويبلغ عدد هؤلاء بالنسبة للديموقراطيين 45 مندوبا وبالنسبة للجمهوريين 41 مندوبا.
ويحلو لإيوا أن تعتبر نفسها «صانعة الرؤساء»، أذ أنّ الفشل في هذه الولاية يمكن أن يكون قاضيا على فرصة أي مرشح، أما الفوز فقد يشكل دفعا ممتازا. ففي هذه الولاية، خرج جيمي كارتر في العام 1976 من الظل، ووالتر مونديل في 1984 وجون كيري في .2004 كما أنّ خمسة من أصل آخر سبعة فائزين في المجالس الناخبة في إيوا نجحوا في ما بعد بترشيح حزبهم للانتخابات الرئاسية.
لكن هذا الأمر لا يشكل قاعدة، ففي العام 1988 حل المرشحان اللذان اختارهما حزبهما للمعركة الرئاسية أي مايكل دوكاكيس وجورج بوش في المرتبة الثالثة في هذه الولاية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد