الرئيسان الأسد وباييف يضعان حجر الأساس لضريح الفارابي
شارك السيد الرئيس بشار الاسد والرئيس نور سلطان نزار باييف ظهر اليوم في الاجتماع التأسيسي الاول لرجال الاعمال السوري الكازاخستاني الذي بدأ في دمشق بمشاركة رؤساء اتحاد غرف التجارة والصناعة وعدد من رجال الاعمال وكبار المسؤولين في سورية وأعضاء الوفد الرسمي الكازاخستاني.
أرحب بكل سعادة بالاخ الرئيس نور سلطان نزار باييف الذي نكن له كل التقدير.. لاسيما على حرصه برفقة هذا الوفد الكريم من قطاع الاعمال ..على دفع مسيرة العلاقات السورية الكازاخستانية في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري ..ونحن نبادله هذا الحرص على تمتين روابط علاقات الصداقة والتواصل.. ولعل انعقاد مجلس رجال الاعمال السوري الكازاخستاني في اجتماعه الاول يعبر خير تعبير عن التطور الايجابي في السعي نحو توطيد العلاقات في اطار الحوار والتواصل واستكشاف الافاق.. كما يعبر عن القيم التي نتشاركها.. وطموحات التقدم والازدهار التي نسعى اليها معا.
وأضاف ..لقد اندمجت سورية في مسار الاقتصاد العالمي بعد أن هيأت الارضية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمرحلة جديدة من التطور والتنمية..حيث قمنا بخطوات كبيرة في اطار اصلاح شامل للتشريعات وتجديد البنى التحتية لكي تسهم في رفد الانفتاح الاقتصادي والمناخ الاستثماري وفق استراتيجية اقتصاد السوق الاجتماعي ..وكان لانخراط القطاع الخاص السوري في العملية التنموية أثر مهم في مجمل النتائج التي تحققت حتى يومنا هذا.. حيث تزايد معدل النمو السنوي بشكل متسارع وتضاعفت الاستثمارات والمبادلات التجارية... وأنشئت المدن الصناعية.
وقال الرئيس الاسد في اطار ذلك..وفي ظل ما تنعم به سورية من استقرار.. فانها أصبحت من الدول ذات المناخات المؤاتية للاستثمار في ظل امكانياتها وبمجالاتها المفتوحة... وبما يتحلى به رجال الاعمال فيها من حركية وتفاعلية نأمل أن يجد الاصدقاء الكازاخستانيون ما يلائم نشاطاتهم الاقتصادية ويحفزهم على الاستثمار.. لاسيما أن سورية أصبحت الان عضوا في المنطقة العربية المفتوحة أي السوق المفتوحة بين الدول العربية.. وبنفس الوقت في هذا العام دخلنا مع تركيا أيضا في اتفاقية منطقة التجارة الحرة. ونحن نسعى الان مع تركيا وايران والعراق .. عندما تتحسن الاوضاع الامنية فيه ..لكي يكون هناك تعاون كبير بدأ على أرض الواقع وبنيته التحتية والبشرية موجودة.. والتشريعية في طريقها الى اتمام المزيد من الاتفاقيات والتشريعات الضرورية. فاذا نظرنا بنفس الرؤيا الى كازاخستان من خلال موقعها الاستراتيجي.. والسياسي.. والتجاري.. والجغرافي فنحن نقوم بعملية ربط بين البحر المتوسط.. والخليج العربي.. وبحر قزوين.. والبحر الاسود هذا يعني أن العالم كما كان يمر قبل الاف السنين من هذه المنطقة فهو أيضا سيمر اليوم من هذه المنطقة. هذا يعني اقتصادا.. يعني فوائد.. يعني أرباحا.. ويعني من الناحية السياسية استقرارا.. استقرارا سياسيا..واستقرارا أمنيا.
فاذا تصورنا بأن هذه المنطقة هي عقدة نقل للسكك الحديدية بالطرق نفط..غاز.. كهرباء...شركات طيران تتحرك بشكل حر ومتواصل.. فلكم أنتم كرجال أعمال أن تقدروا أكثر مما نقدر نحن في هذا الاطار مجمل الفوائد التي تنعكس في مجال الاستثمار. فنتمنى أن يكون لكم دور كبير بعد هذا اللقاء اليوم..لان هذا اللقاء هو مجرد بداية. نحن بدأنا أمس بلقائي مع الاخ الرئيس بفتح هذه العلاقات.. أيضا لقاء المسؤولين من الجانبين..الخطوة الثانية هي لقاؤكم اليوم تشكيل مجلس رجال الاعمال المشترك.. اتفقنا على الخطوات اللاحقة تشكيل اللجنة المشتركة السورية الكازاخستانية ..أيضا متابعة توقيع الاتفاقيات التي لم يسمح لنا الوقت بتوقيعها قبل هذه الزيارة الهامة. لاحقا عندما نتمم كل هذه الامور اتفقنا ..أنا والاخ الرئيس.. على أن يتم افتتاح سفارة في سورية وفي كازاخستان ستكون أيضا هي العقدة لتحفيز ولتطوير هذا التعاون بيننا وبينكم.
وأضاف الرئيس الاسد فاذا الرؤية واضحة بالنسبة لنا ونتمنى اليوم أن تشكلوا رؤيا واضحة في هذا الاطار وأنا أعتقد وأنا متفائل جدا ..وأعتقد بأن الاخ الرئيس يشاركني في هذا التفاؤل .. لان مستقبل العلاقات والذي يتوقف عليه مستقبل منطقتينا هو مستقبل مشرق ان شاء الله.
وخاطب الرئيس الاسد الحضور قائلا ..ان لقاءاتكم اليوم ستشكل فرصة مناسبة للتشاور والتواصل ولابد لهذه اللقاءات من ان تتواصل بينكم وبين المسؤولين في البلدين.. كي نعطي الدفع المتجدد في كل مرحلة من هذه المراحل.
وبكل ثقة أقول ان هذه الزيارة للاخ الرئيس قد فتحت الطريق من أوسع أبوابه لعلاقات مميزة تصل الى مستوى الشراكة.. كما عبر عنها أمس الرئيس العزيز نزار باييف ..الذي أعبر له مجددا عن تقديري.
وبدوره شكر الرئيس نزار باييف للرئيس الاسد والشعب السوري حسن الضيافة وخاصة انها أول زيارة رسمية له الى سورية.
وأكد الرئيس نزار باييف أن هناك مواضيع كثيرة تتعلق بالمنطقة لا يمكن حلها دون سورية نظرا لاهمية موقعها الحيوي في هذه المنطقة.. مشيدا بالعلاقات السورية الكازاخستانية.. معربا عن تقديره لسورية باعتبارها من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال كازاخستان.
وتحدث الرئيس الكازاخستاني عن النهضة الاقتصادية التي حققتها كازاخستان في السنوات الاخيرة بفضل الاصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي شهدتها في شتى المجالات.. وأمل أن يستفيد البلدان من تجاربهما.. مؤكدا أن هناك مؤشرات تمكن البلدين من التعاون فيما بينهما على الصعد كافة وأن لقاء رجال الاعمال هذا.. يعزز هذا التعاون.
وقال ..واعتبر ان هذه الزيارة ستكون بداية لتعاون وتواصل مشترك بما يحقق تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار الرئيس نزار باييف الى الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين البلدين مؤكدا أهمية التسويق السياحي والثقافي بما يساهم في تنمية معرفة الشعبين الصديقين بالاخر.
وفي الختام تمنى الرئيس الكازاخستاني دوام التقدم والنجاح والازدهار للشعب السوري.. والاستقرار والسلام في المنطقة.
وكان رئيس غرفة تجارة دمشق الدكتور راتب الشلاح القى كلمة في بداية الاجتماع تحدث فيها عن الصلات التاريخية بين سورية وكازاخستان مؤكدا أن البلدين يتطلعان لبناء صلات جديدة من العلاقات الحضارية والاقتصادية.
وأشار الى أن سورية التي تتوسط منطقة الشرق الاوسط تمتلك كل مقومات النهوض الاقتصادي.. مؤكدا ان التشريعات الاقتصادية الجديدة أرست دعائم اقتصاد متطور يعتمد على الانفتاح والكفاءة.
وقال الدكتور الشلاح ان زيارة الرئيس نزار باييف وهذه اللقاءات فرصة ذهبية لانجاز أعمال مشتركة تسهم في تطوير حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وتعزز فرص التجارة والصناعة والسياحة والاستثمار وتبادل المعلومات.
بعدها توجه السيدان الرئيسان بشار الاسد ونور سلطان نزار باييف الى مأدبة غداء أقامها اتحاد غرف التجارة السورية على شرفيهما حضرها أعضاء الوفدين الرسميين السوري والكازاخستاني.
الرئيسان الأسد وباييف يضعان حجر الأساس لبناء ضريح الفارابي
قام السيد الرئيس بشار الاسد والرئيس الكازاخستانى نور سلطان نزار باييف عصر اليوم بوضع حجر الاساس لبناء ضريح ابو النصر الفارابى ومركزه الثقافى التاريخى فى مدينة دمشق.
وقال الرئيس الاسد بهذه المناسبة ..
أرحب بأخى العزيز الرئيس / نور سلطان نزار باييف/ فى مدينة دمشق..ووجود الاخ الرئيس معنا اليوم لتدشين مشروع تطوير هذا المقام هو مناسبة هامة لكلا البلدين .. هامة لوجود الاخ الرئيس فى سورية ولانطلاق العلاقات بين سورية وكازاخستان .. وهامة للمعانى التى يحملها /ابو النصر الفارابى / كفيلسوف وعالم كبير فى التاريخ الاسلامى .. واسهامات هذا العالم الكبير فى الفكر الاسلامى والعربى هى اسهامات تفخر بها أى أمة.
وشعبانا السورى والكازاخستانى والمسلمون بشكل عام يفخرون بهذا العالم.
واضاف ..هذا التعاون يمثل تعاونا فى تكريم الفكر وتعاونا فى تكريم الحوار الذى مثله الفارابى وتعاونا فى تكريم التعاون الذى وضع له الفارابى اولوية اولى بالنسبة للحاجات الانسانية والذى عبر فى مسيرة حياته .. عندما ولد فى كازاخستان وانتقل الى عدة دول وانتهى به المطاف فى دمشق.. عبر عن التواصل بين الثقافات والشعوب.. هذا التواصل والحوار
الذي جسدهما الفارابى فى ذلك الوقت ..اليوم سورية وكازاخستان يعملان من اجله بشكل مستمر.
وقال الرئيس /الاسد/ ..ومن هنا كنا نقدر الفارابى فى الماضى ونقدر كل من يقوم بجهود من هذا النوع وهذا ما قلناه بالامس للاخ الرئيس عن تقديرنا لجهود كازاخستان بالنسبة للحوار والتعاون فى العالم .
واختتم الرئيس / الاسد/ كلمته بالقول.. مرة اخرى أرحب بالاخ الرئيس فى سورية ونشكركم جميعا .
بدوره شكر الرئيس / نور سلطان نزار باييف/ للرئيس /الاسد/ اهتمامه الكبير بهذا المشروع معتبرا ان /ابو النصر الفارابى/ هو رمز مشترك يفخر به الشعبان السورى والكازاخستانى .
وتحدث الرئيس الكازاخستانى عن تاريخ الفارابى وأهم مؤلفاته مؤكدا ان الفارابى من أعظم العلماء فى تاريخ الانسانية وحضارتها .
بعد ذلك قرأ السيدان الرئيسان الفاتحة على روح الفارابى .
ثم توجه السيدان الرئيسان الى دار المكتبة الظاهرية فى دمشق واطلعا على ما تم انجازه من مشروع ترميم وتأهيل هذه الدار .
وبعد ان جال السيدان الرئيسان فى ارجاء الدار وقرأا الفاتحة على روح السلطان /الظاهر بيبرس/ جدد الرئيس الكازاخستانى شكره للرئيس /الاسد/ لرعايته واهتمامه بهذه الدار وضريح السلطان /بيبرس/ الذى تعتز به شعوب هذه المنطقة والشعوب العربية والاسلامية .
كما جدد السيد الرئيس ترحيبه بالرئيس / نزار باييف / وقال ..
هذا الموقع لا يبتعد كثيرا بالمسافة عن الموقع الاول لضريح الفارابى وكلا الموقعين لا يبتعدان عن كازاخستان الا جغرافيا لكنهما يشكلان نقطة الالتقاء والتقاطع بين حضارتينا وثقافتينا .
هاتان الثقافتان اللتان تعودان الى جذور واحدة يجمع بينهما الان الدين الاسلامى ..والظاهر /بيبرس/ له مكانة خاصة جدا فى وجدان العرب والسوريين لانه انسان تمسك بالحق وبالارض وبالمقدسات فانتصر فى معاركه ضد الاعداء.. وكانت معركته الكبرى عين جالوت عندما انتصر على المغول من أهم معاركه ولاحقا قام ببناء المدرسة والمكتبة اللتين نراهما الان ودور العلم بشكل عام اى انه مسك السيف فى الحرب والقلم فى بناء مدينته. وهذا ما أكدنا عليه كثيرا امس واليوم هو ان يكون الانسان قوى والدولة قوية ولكن مع العقل لان القوة من دون العقل تدمر الحضارات وتدمر الشعوب وتدمر الدول .
واضاف الرئيس /الاسد/ باسم الشعب السورى وباسم سكان دمشق بشكل خاص وباسم حكومة الجمهورية العربية السورية اشكركم أخى الرئيس على اهتمامكم بهذين الموقعين الهامين ومن خلالكم نشكر الحكومة الكازاخستانية والشعب الكازاخستانى .
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد