تجار الفرص: من التصدير الوهمي إلى الاستيراد الوهمي

لفترة ليست بالقصيرة كانت ظاهرة التصدير الوهمي مهنة لكثير من الاشخاص الملقبين برجال اعمال وتجار ساعدهم في ذلك عدة ظروف كتطبيق قرار ربط الاستيراد بالتصدير وسيطرة السوق السوداء لجهة سعر الصرف المرتفع قياساً بالسعر الذي كان يعتمد في المصرف التجاري السوري.

وكما هي العادة.. هذه الشريحة التي استطاعت ايجاد طرق واساليب للاستفادة غير المشروعة سابقاً وجدت لنفسها منذ اكثر من عام اساليب وطرق اخرى لتجير التحولات الايجابية التي طرأت على عمل المصرف وعلى سعر الصرف. 
 اذ تشير بعض المصادر المصرفية ان ارتفاع سعر صرف الدولار في القنوات المصرفية النظامية عن السعر المتداول في السوق السوداء ومحال الصرافة غير النظامية التي اخذت تنشر دون خوف او رادع، دفع بالبعض الى شراء دولار من السوق السوداء وايداعها في المصارف المتخصصة لتحويل المستوردات التي ليست بالحقيقة الا جهة ثانية تتعامل مع المستورد الوهمي او هي جزء من انشطته واستثماراته وهكذا تتم اعادة تحويل المبالغ المخصصة لتحويل المستوردات الى المصرف وصرفها بالليرة السورية والاستفادة بالتالي من الفارق الموجود.. وهي بنظر المصادر المصرفية ذات قيمة على الرغم من محدودية هامش الفرق بين سعر الصرف في المصارف لاسيما التجاري وسعر الصرف في السوق السوداء والسبب ان العملية تجري بوتيرة عالية منذ اكثر من عام دون ان يتم اتخاذ الاجراءات المناسبة لوقف هذه الظاهرة التي تكسب على حساب المصرف التجاري السوري، عندما كانت هذه الظاهرة تتخذ اسلوب التصدير الوهمي كان المتضرر هو الذي يقوم بشراء القطع من المصدرين الوهميين لا سيما المستوردين لتحويل مستورداتهم في ظل قرار ربط الاستيراد بالتصدير. ‏

باحث مصرفي اكد ان عملية الاستيراد الوهمي التي تجري اليوم يطلق عليها بالسوق شبه النظامية لكونها تستخدم المصارف ولا سيما المصرف التجاري لتنفيذ مآربها والاستفادة من فارق القطع ان وجد وقال: ان الظاهرة: كان من المفترض ان تعالج بقوة لان ظاهرة التصدير الوهمي سابقا اضرت كثيرا بسمة البلد والصادرات السورية نتيجة عمليات التزوير التي جرت للفواتير والبيانات واستغلال حاجة المستوردين للقطع.. وغير ذلك. ‏

زياد غصن

المصدر: تشرين

‏

‏