العراقيون جيران المواقع الأميركية في بغداد يذوقون الأمرين
استولت القوات الاميركية على بعض المنازل والدور المتروكة، او تلك التي ما زال اصحابها يشغلونها في مناطق مختلفة من بغداد، واتخذتها مقرات وقواعد عسكرية دائمة او مؤقتة لدورياتها، بالاشتراك مع القوات العراقية احيانا، خصوصا في المناطق المتوترة أمنيا. ويشكو سكان هذه المناطق من هذا الوجود الاميركي في مناطقهم، الذي سيزيد الطين بلة ولا ينفع بتسوية الامور وانهاء العنف المسلح، على حد قول احدهم.
واكد عدد من سكان المناطق المعنية، كمدينة الصدر والاحياء الاخرى المرتبطة بها، التي تعتبر معاقل لمقاتلي جيش المهدي، التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في شرق العاصمة بغداد والمناطق التي تتحصن بها عناصر «القاعدة» والمسلحون السنة في جنوب وغرب العاصمة، كالغزالية والعامرية والدورة والسيدية، أكدوا ، ان وجود القوات الاميركية هو سبب المشكلة وليس الحل، وذلك للعداوة التي يكنها المسلحون للقوات المحتلة، اضافة الى الاستفزازات التي تحاول من خلالها القوات الاميركية جر المسلحين للمواجهة في كل مناسبة. يقول الحاج محسن الساعدي، 61 عاما، وهو احد وجهاء منطقة حي اور القريبة من مدينة الصدر: «ان هذه القواعد الاميركية لا تساعد على احلال الأمن والاستقرار في مناطقنا، وانما ستزيد من حدة العنف، لان معظم اهالي المنطقة لا يرغبون باقامتها، ولا يريدون اي وجود اميركي هنا، لانهم (في اشارة منه للقوات الاميركية ) هم سبب المشاكل التي يمر بها بلدنا».
ويضيف الساعدي: «انهم يستولون على بعض المنازل والبنايات لتحويلها الى مراكز عسكرية تابعة لهم ويفرضون طوقا امنيا شاسعا حولها ويقطعون الشوارع والطرق الرئيسية المحاذية لها، مما يحولها الى اهداف محببة للانتحاريين والمسلحين، وبالتالي نصبح نحن الاهالي جزءا من الاهداف، فضلا عن اعاقة حركة المارة وما يسببه من ازدحام مروري كبير». ويشكو الاهالي ايضا من «إرهاب» القوات الاميركية لهم، ومن ذلك تفجير العبوات المفخخة واكداس العتاد التي تعثر عليها تلك القوات في الشوارع والطرق العامة وتكون معدة للتفجير ضد دورياتها، أو في مخابئ ومنازل تابعة للمسلحين في المناطق القريبة من قواعدهم العسكرية. ويقول فخري الاعظمي، 33 عاما، وهو احد سكان المنازل القريبة من قصر الاعظمية المطل على نهر دجلة، الذي تتمركز فيه القوات الاميركية منذ بداية الغزو ولغاية الان، ان القوات الاميركية «تتعمد تفجير العبوات الناسفة واكداس الاسلحة التي تعثر عليها اثناء مداهماتها عند ضفاف النهر داخل القصر، مما خلف اثارا سلبية على سكان المنازل القريبة، التي لا تبعد عن موقع التفجير سوى امتار معدودة، واحداث دمار في واجهات البيوت وممتلكات اصحاب تلك المنازل، الامر الذي دفع البعض منهم لمغادرة المنطقة وترك بيوتهم من دون حراسة، بعد ان لحق بها الدمار نتيجة التفجيرات المتكررة». واوضح الاعظمي ان عددا من الاهالي، خصوصا من النساء والاطفال والشيوخ الكبار تعرضوا لصدمات نفسية جراء هذه التفجيرات، وبعضهم ادخل للمستشفى لمعالجته من شدة الصدمة والبعض الاخر شد الرحال الى خارج البلاد او الى مناطق اخرى. ولم يرد الجيش الاميركي على الاتهامات الموجهة اليه والتجاوزات التي يقوم بها ضد سكان تلك المناطق، بعد ان وجهت اليهم مجموعة من الاسئلة له عن طريق المنسق الاعلامي للقوات متعددة الجنسيات في العراق، الذي اكتفى بنفي هذه الاتهامات، وقال جناح حمود: «انا لست مخولا بالاجابة عن أسئلة ليست لدي أجوبة عنها في الوقت الحاضر».
حيدر نجم
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد